TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تشاؤم وتفاؤل

تشاؤم وتفاؤل

نشر في: 15 سبتمبر, 2014: 09:01 م

دار حديث بين متشائم ومتفائل.. كان الاول متضررا والثاني مستفيدا ..قال الاول : اتعبنا ما جرى وما يجري وما سيجري ، فقال الثاني : انها مخاضات طبيعية لبلوغ المرحلة المقبلة .
اعترض الاول : اية مخاضات وأية مرحلة ؟ خسائرنا تجاوزت الحد المألوف ..رد الثاني : لتحقيق هدف كبير لابد من تضحيات وخسائر...قال الاول : سنحتاج الى وقت طويل ..رد الثاني : ولماذا انت مستعجل لهذه الدرجة ؟..قال الاول بيأس : مللنا من الصبر ..لم يعد بمقدورنا ممارسة هذه المهنة الشاقة بعد الآن ..قال الثاني : ليس لك خيار آخر فالمخاض حاصل لامحالة ..
قال الاول : وهل سيرضي هذا المخاض كل الاطراف .. البعض اعتاد على الاعتراض على كل شيء جديد ... سأل الثاني مستغربا: لماذا لا تتفاءل ...لابد ان نلتقي عند نقطة ما .. رد الاول : يؤلمني سوء تطبيق الحرية والديمقراطية وفداحة الخسائر حتى هذا اليوم ، ثم انني متضرر ولست مستفيدا مثلك ..قال الثاني : ما دمنا نحسب خسائرنا وفوائدنا الشخصية فلن نلتقي مطلقا لأن مانحتاج اليه لابد ان تتوحد فيه غايات المتضرر والمستفيد.. قال الاول: سننتظر كثيرا .انت لا تعرف معنى ان يخسر الانسان اهم اشيائه... فرد الثاني بتفاؤل: لايأس مع الحياة ... ولاحياة دون انتظار شيء ما...
جرى الحديث بين المتشائم والمتفائل في منزل صديق مشترك لهما في العاصمة ... كان الاول نازحا من احدى مناطق حزام بغداد ، ترك منزله الواسع المؤثث على احدث طراز وسيارته الحديثة وسيارات اولاده وارضه الزراعية واملاكه وغادر المنطقة تحت النيران الكثيفة مع عائلته لايحملون معهم سوى بعض المال والمصوغات الذهبية ويعيش الان في منزل صغير استأجره في بغداد وبدا ينفق على عائلته من ثمن المصوغات الذهبية التي باعها وبات يخشى من نفاد ثمنها ...اما الثاني فكان موظفا امنيا بسيطا وحين تسلق قريبه احد المناصب السياسية واستقر فيه فترة طويلة قام بتعيين اقاربه قبل غيرهم في وظائف مثلت نقلة نوعية في حياتهم وكان الثاني واحدا منهم ...
قبل ايام ، شاهد الاول منزله وهو يحترق على صفحات الفيس بوك بعد ان اصبح نشرهذه الافلام من قبل افراد المليشيات التي قامت بحرقه ظاهرة عراقية مفزعة ...شوهدت سياراته ايضا يقودها افراد الميليشيات وسمع عن بيع اغراض منزله الذي تعرض للنهب بابخس الاسعار في سوق خصص لهذا الغرض بينما عليه ان ينتظر بصبر ماسيسفر عنه المخاض الجديد – حسب محدثه المتفائل – في الوقت الذي تمكن الثاني خلال سنوات قليلة من زيارة العديد من البلدان العربية والاجنبية وبناء منزل كبير في احد الاحياء الراقية وملء خزانة زوجته بالمصوغات الذهبية مع ضمان رصيد مناسب في المصرف ولن يهمه انتظار أي شيء مادام مستفيدا ..بعد كل هذا، هل يمكن ان يلتقي الاثنان عند نقطة ما وان يصبح المتشائم متفائلا، ام يواصلا حساب الخسائر والفوائد الشخصية ...ربما ينبغي على الاول مواصلة لعبة الانتظارونهاية المخاض بينما ينبغي على الثاني مواصلة التشبث بمكاسبه قبل ان يغادر قريبه فيغادر معه...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram