TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حتى لا ننتظر 350 سنة

حتى لا ننتظر 350 سنة

نشر في: 15 سبتمبر, 2014: 09:01 م

هل ننتظر 350 عاماً لإنصافه؟
هذا السؤال طرحه منذ أسبوع على صدر صحيفة "العدالة" البغدادية الأستاذ عادل عبدالمهدي، وزير النفط حالياً ونائب رئيس الجمهورية سابقاً ووزير المالية قبلاً. والمعني بالسؤال والإنصاف هو الدكتور سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي المُقال من منصبه بإجراء انطوى على التجاوز على البنك المركزي كهيئة مستقلة وعلى قانون البنك.
والسيد الشبيبي صدر في حقه أخيراً حكم، يبدو كيدياً، بالسجن سبع سنوات في قضية هي غير القضية التي أُقيل بسببها وتتعلق برفضه إقراض الحكومة السابقة عدة مليارات من الدولارات، التزاماً منه بأحكام قانون البنك والدستور.
السيد عبد المهدي يعرف الشبيبي حق المعرفة منذ ما قبل السقوط عندما كان الشبيبي يعمل خبيراً اقتصادياً مرموقاً لدى الامم المتحدة مشهوداً بكفاءته وخبرته ونزاهته، وبعد السقوط عملا عن قرب أثناء ما كان السيد عبد المهدي وزيراً للمالية ثم نائباً لرئيس الجمهورية.
من موقع العارف كتب السيد عبد المهدي في مقاله اليومي بتاريخ 9 أيلول الجاري "كانت الاحتياطات في 2003 (يوم تولّى الشبيبي قيادة البنك المركزي) سلبية، وسعر الصرف 2500 دينار/دولار في السوق، و1500 دينار/دولار رسمياً، ومعدلات التضخم أكثر من 100%. اما في 2012 (يوم أُقيل الشبيبي وهو يمثل البلاد في مؤتمر دولي في اليابان)، فتجاوزت الاحتياطات 70 مليار دولار، وسعر الصرف للمركزي 1166 دينار/دولار، وحوالي 1200 دينار/دولار سوقياً، وانخفض التضخم لرقم واحد (-10%). فالشبيبي أدى واجبه، وهو أحد صناع القرار التاريخي بتخفيض 90% من ديون العراق البالغة يومها 120 مليار دولار.. رجل مثله تكرّمه الدول، لا أن يُحكم بقضية، سيختلف مباني الحكم فيها باختلاف النظرية العلمية، وهو نفس ما تعرض له غاليلي". وغاليلي هو عالم الفلك والفيزياء والفيلسوف الايطالي غاليليو غاليلي الذي حاكمته محكمة في الفاتيكان وأدانته بالهرطقة وحكمت عليه بالسجن ثم الاقامة الجبرية عام 1623، لدفاعه عن نظرية دوران الأرض حول الشمس، خلافاً لرأي الكنيسة آنذاك. وفي العام 1992 فقط اعترف الفاتيكان بخطئه التاريخي الشنيع فاعتذر عنه وبرّأ غاليلي وأقام له تمثالاً.
ختم عبد المهدي مقاله بالقول "نرجو أن لا ننتظر 350 سنة وأكثر لتبرئة الشبيبي وتكريمه".
ثمة إجماع بين من عرفوا سنان الشبيبي وتعاملوا معه على مدى عشرات السنين، وما يشبه الإجماع في الأوساط المالية والاقتصادية والبرلمانية، على نزاهة الشبيبي وكفاءته ووطنيته، وعلى ان ظلماً وعدواناً قد أحاقا به بإقالته وبالحكم عليه بالسجن.
عبر جهات الأرض الأربعة التي تشتّت فيها خيرة الكفاءات والخبرات العلمية والثقافية والاقتصادية والطبية والهندسية العراقية، تجري الآن حملة توقيعات للتضامن مع سنان الشبيبي والتنديد بالعدوان الواقع عليه .. الحملة يقودها العشرات مع الأكاديميين والاقتصاديين والمثقفين المرموقين.. انها في الواقع تتعدى قضية سنان الشبيبي .. استمرار الحكم الجائر في حق الشبيبي يعني تحذيراً للكفاءات العراقية في الخارج من العودة الى البلاد، وترهيباً لكفاءات الداخل من التقدم لشغل الوظائف العامة، خشية أن يكون مصيرهم كمصير الشبيبي وغيره، وقد يكون هذا هو بالذات ما قصده الذين مارسوا الظلم والعدوان في حق سنان الشبيبي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. احمد

    اليس هذا اعتراف بان القضاء في العراق فاسد حد النخاع.. فكيف يبرر العقل مفارقة الحكم على شخصية كسنان الشبيبي قضائيا وهو الذي يتفق اغلب العراقيين على نزاهته وخبرته ومن ثم القول بان قضائنا نزيه.. اعانك الله يا موطني اصبحت بمنكرات العجائب تضرب بك الامثال

  2. د. فاضل عباس مهدي

    مقالة اخرى منصفة للشبيبي اضافة الى التعليقات العديدة في حملة الحوار المتمدن لإنصافه والموجودة على موقع حملات التمدن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram