درسَ المعرّي أشعار أبي الطيّب المتنبي، وحفظها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان المعري يعرف أن المتنبي مجبر على المديح..فأسرف في مديحه، وذهب أبعد من ذلك حين رأى في كل ما كتبه من شعر معجزة ، فسمى ديوانه "مُعجز أحمد".
كان المتنبي مُلهِم"أبو العلاء" في فلسفة الوجود والحياة حيث سلك مسلكه في السخرية مما يدور حوله من مضحكات، وكم مما نعيشه اليوم من ضحك كالبكاء
يعذرني القارئ الكريم على العودة بين الحين والآخر إلى رفوف الكتب، وما تفرضه هذه العودة من المقارنات، فكلما حدث حادث غريب ومثير على أرض الغرائب والعجائب التي كانت تسمى من قبل"بلاد ما بين النهرين"، أستذكر ما خطته أقلام بعض عباقرة هذه الأرض، وأعود إلى عمنا"أبو الطيب" وأردد معه: كفى :"بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا.. وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنَّ أمانِيَا".. لن نشفى أيها الشاعر، لأننا لانزال نعيش عصر النواب"الضرورة "، بعد أن عاد إلى مقاعد المجلس نائب لم يحصل على مئة صوت ، وآخر كان حتى الأمس القريب نحتفظ له بالصورة والصوت، وهو يقدّم عزة الدوري على اعتباره أحد فرسان المقاومة العراقية ضد المحتل الأميركي .
أيها القارئ العزيز.. أقولها لك بكل صدق وأمانة، استمع إلى تصريحات العديد من ساستنا ستعرف لماذا أعود دوماً إلى رفوف الكتب، فكم بنا من المضحكات ولكنه ياسيدي ضحك أمرّ من البكاء، حين نجيّش الجيوش ضد عالم وخبير اقتصادي كبير مثل سنان الشبيبي لمجرّد أنه عمل ومعه أساتذة كبار على إبعاد البنك المركزي عن حظيرة الحكومة، ونضع رؤوسنا في الرمال ونحن نرى ثروات البلاد تنهب.. وخيراته تسرق وسط خطب ثورية عن الإصلاح والدستور والقضاء تلقيها علينا النائبة عالية نصيف صباح كل يوم.
والآن هل تابعتم مثل العبد الفقير لله أخبار البحث عن وزيري الدفاع والداخلية؟ هناك بعض المشاكل بالتأكيد على حد قول النائب"المغرّد"محمود الحسن.. ماذا نفهم من ترشيح وزير البلديات السابق رياض غريب لوزارة الداخلية، نفهم أن البعض لايزال مصرّاً على أن نعيش معه دهوراً ، في ظل تهريج أمني، نستطيع أن نطلق عليه غفلة وتقصيراً وإهمالاً وشراء ذمم.
لماذا لا يتم اختيار مسؤولين أكفاء ؟ التفسيرات عند خبرائنا المنتفخين جهلاً: لأن أميركا لا تريد عراقاً قوياً..لأن إسرائيل لا تريد لنا أن نصارع داعش . والاهم السبب الحقيقي الذي كان أكثر بساطة وأثراً، حسبما أخبرنا أحد الذين تحولوا من تجارة الخردة إلى تجارة الكلمة، بفضل الأموال والمقاولات والمنح والعطايا التي كان يوزعها مكتب المالكي على وريقات ساذجة أطلق عليها سهواً اسم صحف.. وأعود لخبير الخردة الذي حذرنا من ضرب أميركا لداعش،لأن نتائج هذه الضربات لا توازي ما ترمي إليه الإدارة الأميركية من مخططات شريرة لهذا الشعب الذي أخطأ حين توهّم أن الأمن يمكن أن يستقر ويزدهر من دون إشراف ومتابعة من مكتب"الحاج".
عذراً أبا الطيّب لأنني شغلتك بمشاكل أهلك في بادية الكوفة ، وأنت الذي علّمتنا"ألاّ يثيرني الصغار على العِظام".. أحب أن أقول لك،إننا والحمد لله استبدلنا صرخات الإيزيديين ولوعة المسيحيين ، وبكاء الأمهات الثكالى، بضحكة مشعان الجبوري التي صفّق لها نوّابنا الأفاضل !
بُكاء المتنبّي وضحكة مشعان!
[post-views]
نشر في: 17 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
هل سيعود زمن جيفارا يااستاذ علي اليس وضعنا الان يحتاج الى مناضل ثوري يقود عراقنا الى شاطيْ الخلاص من هذه الحثالات التي لانستطيع الخلاص منها علما ان الجميع من في الساحة وبدون استثناء حثالة القدر الاسود