يجتهد الفنان التشكيلي محمد حياوي (ت1961م)في إنجاز لوحة تستلهم روافد تجربته المتراكمة عبر حقب طويلة من البحث والدراسة والتأمل, وقد أستطاع هذا الفنان بمثابرته ودأبه أن يضع اثراً في المشهد التشكيلي المحتشد بعشرات الأسماء الكبيرة, فهو يحرص على أن ينتج سط
يجتهد الفنان التشكيلي محمد حياوي (ت1961م)في إنجاز لوحة تستلهم روافد تجربته المتراكمة عبر حقب طويلة من البحث والدراسة والتأمل, وقد أستطاع هذا الفنان بمثابرته ودأبه أن يضع اثراً في المشهد التشكيلي المحتشد بعشرات الأسماء الكبيرة, فهو يحرص على أن ينتج سطحاً تصويرياً يضيف الى غنى المشهد, ويوسّع من دائرة اهتماماته المعرفية, فمنذ تخرجه في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1981م وهو لا يكفّ عن المشاركة الفاعلة في النشاطات الفنية التي تقام داخل وخارج الوطن, ومن يتأمل حياوي في مشغله المتواضع وهو يضع اجتهاده اللوني/ المضموني في منجزه, يتفهم طبيعة تعامله الحذر مع موضوعاته, مستفيداً من معطيات حركة الابداع العراقي, مؤكداً جدارته في أن يكون رافداً مهماً في صياغة مكونات هذا المشهد, ورغم ان حياوي لا يحاول نفي وجود تجاذبات بينه وبين محيطه تحاول إعاقة اندفاعاته الا انه يعترف بمهادنته للظروف الحياتية الضاغطة التي تحول دون تدفقه وحماسته ,ومع هذه الهواجس والمناكدات فأنه يسعى على الدوام الى تأصيل لوحته واستثمار المعطى الجمالي والإرث الحضاري, فترى لوحاته مستلّة من واقع ثري بتوهجاته وتطلعاته ولاشك انه في هذا الهضم المعرفي يغادر الكثير من المحطات العابرة التي لا تعطي من ثراء التجربة ما يؤهلها لمشاكسة المتن الحياتي والصعود بتفرعاته الخصبة الى مساحات من اللون والمعرفة, فالخطاب الجمالي الذي يجتهد حياوي لتكريسه يشكل احدى مفردات تجربته اللونية الكثيفة, ولذا فأن المتابع لحصيلة منجزه, يجد انه يميل الى مخاطبة الواقع بلغة واعية تتجلى في الكثير من أعماله التي انجزها في السنوات الأخيرة ,خاصة تلك التي يبحث فيها ومن خلالها عن معاناة الإنسان وعذاباته المستديمة ,مستفيداً من ما تنتجه الحياة بصفحاتها المختلفة ,أن لوحاته ناطقة بما هو جاد وحيوي, وهي جزء من مشروعه في إثراء المشهد التشكيلي وتفعيله, ومن يرصد أعماله التي انجزها وأعطاها تسمية واحدة ولكن بتدرجات متلاحقة (حالة 1,حالة2,حالة3)يستطيع الإمساك بجذوة احتراقاته وبحثه المتأصل, لا لفقر في اكتشاف التسمية للوحات المنجزة ,وانما ليبرهن على انتظام هذه اللوحات لموضوع واحد في متون لونية ضاجة بالمعاني والدلالات, ولا أظن ان حياوي لا يعي هذه اللعبة الخطرة التي قد ترغمه على الوقوع في النمط والاستنساخ, فتصبح (حالاته) حالة واحدة لا تشي بغير التكرار اللوني والمضموني , لكنه يستدرك بذكاء مقصياً التماثلات المتجسدة التي تراكمت بفعل (واحدية)الموضوع/ التجربة00أن الفنان محمد حياوي كان بمقدوره أن يصبح من العلامات الفارقة في المشهد التشكيلي العراقي لو أستطاع (وهو الذي يستطيع )الانفلات من أسر شرنقة الموضوع الواحد, ومع ما في هذه الإشكالية من نتائج تحتمل التأويل والجدل ,الأ ان لوحاته التي تستقر في صالات العرض داخل وخارج الوطن تؤكد أنه من الأسماء المهمة في هذا المشهد, ولا ادري ما الذي يحول بين (حياوي) وبين إقامة معرض شخصي له, وهو الذي يمتلك من المنجز ما يؤهله لعرض تجلياته التي امتدت منذ تخرجه من المعهد عام 1981م الى هذه اللحظة الراهنة, ومهما يكن من أمر هذا الفنان المشتعل حيوية الأ أن إقامة معرض له تضيف غنى لمهاد تجربته وتقول فيه ما يستحق بجدارة المنجز ولا اشك أبداً بأن محمد حياوي سيسعى متى ما توفرت له الظروف في وضع الذائقة البصرية والنقدية في مواجهة حاسمة تقول الكثير وتتمنى الأكثر 00