في مثل هذا الشهر، وتحديدا في الثاني عشر منه، من العام 2012، كتبت في "المدى" عمودا حول "ميليشيات دولة القانون الإلكترونية". كتبته إثر خبر نشر في موقع "براثا" المقرب الى المجلس الإسلامي الأعلى، كشف عن تشكيل لجنة لرصد منتقدي الحكومة والرد عليهم. اللجنة يرأسها نائب، بعد ان تقدم باقتراح لتشكيلها ووافق عليه المالكي".
أمس عاد الموقع ذاته ليكشف مرة أخرى عن أن "العبادي يواجه مشكلة خمسة آلاف من صحفيي فيسبوك عينهم المالكي .. وظيفتهم فتح صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي والترويج للولاية الثالثة .. والتعليق على تلك الصفحات فيما بينهم، مع مهاجمة صفحات الأحزاب والكتل الوطنية وقياداتها المنافسة والرافضة للولاية الثالثة". أي فساد أشد من هذا خسة واستهتارا بمال الشعب الفقير؟
كم من المال هدر لصرف رواتب على مدى أربعة أعوام لخمسة آلاف مفسد لمجرد تمجيد الحاكم وإرواء عطشه للمديح وتشبثه بالكرسي؟ أما كانت تلك الأموال ستنقذ خمسة آلاف خريج عاطل عن العمل؟ أما كانت ستخلص خمسة آلاف طفل وطفلة من بيع الكلينكس بالشوارع تحت رحمة الحر والبرد؟ وكم سقفا كان يمكن بناؤه بها لمنح الظل لمن لا سقف يظله؟
ثم لماذا منحهم لقب "صحفي" وليس "حرس قومي" مثلا؟ هل لكي تمنحهم النقابة هويات ثم قطع أراض براس هذا الشعب المنكوب؟
إنها ليست فضيحة بل "جريمة" من العيار الثقيل ان نجا منها من ارتكبها فلا أمل بنجاة الوطن من توابع زلزال الفساد. لقد يئسنا من "سالف الذكر" الذي يستحق دكتوارة في علم "التغليس" حين تنتشر فضيحة او جريمة تخصه. لكن املنا بحيدر العبادي ما زال قائما.
هي واحدة من اثنتين: اما الخبر صادق او كاذب. فان كان كاذبا ليحال من نشره للمحكمة بعد ان يكذبه العبادي بنفسه. وان كان صحيحا فعليه التوجه فورا لعقد مؤتمر صحفي يكشف به أسماء هؤلاء المرتزقة ويناشد القضاء بإحالتهم هم ومن جندهم للمحاكم.
الحياء ليس محمودا في هذه الأيام التي تغرق بها البلاد بالدماء، وثكالى العراق تنوح ليل نهار، وسباياه تباع بالمزاد العلني. نصف الخراب من المستحى. وان استحيت ممن لم يستح من الاجرام بحق المال العام تكون قد شاركته أمام أهل السموات والأرض.
البعض، ولا استبعد ان يكون من هؤلاء الخمسة آلاف مرتزق، سيرد بان المالكي قد راح وانتهى دوره فلا تنبشوا اخطاءه. أولا انها ليست أخطاء بل كوارث وجرائم. ثم ان كان الذي يترك الحكم او يموت لا نحاسبه على سيئاته فعلام لا نترك البعث وصدام ونطوي صفحات حسابهما؟ وعلام، أيضا، لا نمنع المواكب الحسينية من شتم يزيد وفضح جرائمه بحق الحسين وآله، مادام يزيد قد ولى ومات قبل أكثر من الف عام؟
5000 مفسدة!
[post-views]
نشر في: 20 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو اثير
سبق أن علقت على عمودك سلاما يا عراق بعد أيام من تولي العبادي مسؤوليته الوزارية بأن التحالف الشيعي الذي يمثل شيعة العراق في الحكم أذا أراد أن يثبت للشعب العراقي بجميع مكوناته ألأخرى بصدق منهجه في التغيير التي طالبته فيه المرجعية الدينية بوجوب تقديم المالكي
ابو سجاد
لايااستاذ هاشم لاترتجي من دولة الفافون ان يخرج من مدرستهم احدا يحمل الوطن على كتفه ومسؤولية الذمة والضمير والشرف على كتفه الاخر فانهم يحملون فكراوحقداوثارا وانتقام واحدا