احتفى نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي برواية "حياة باسلة" للشاعر المغترب حسن النواب. وأوضح مقدم الجلسة القاص علي حسين عبيد ان الراوية خرجت من أتون النار تحمل انهيارات وتمزقات لأبطال عاشوا تجربة الدمار والخراب والأ
احتفى نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتاب وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي برواية "حياة باسلة" للشاعر المغترب حسن النواب. وأوضح مقدم الجلسة القاص علي حسين عبيد ان الراوية خرجت من أتون النار تحمل انهيارات وتمزقات لأبطال عاشوا تجربة الدمار والخراب والأهوال وهم يحاولون ان يسرقوا أوقاتا من الحياة ليعيشوا حياتهم. وهي تعد تجربة سردية مثيرة تحاكي الوسط الثقافي لجيل عاشوا مرارة الحروب. مبيناً ان في هذا النوع من الروايات التي تعتمد السيرة تكمن الخطورة كلها في التضخيم الذاتي حيث يوقع الكاتب نفسه في مشكلة تمديد ذاته من دون ان يعي ذلك.. ثم يذكر لمحات من سيرة النواب فيقول: من مواليد المناذرة سنة 1960 خريج المعهد الزراعي، هاجر في شباط 2001، واستقر به الحال في استراليا كلاجئ سياسي بعد رحلة عمل في الإعلام العراقي منذ عام 91 بدأها مصححاً في جريدة العراق ثم الجمهورية ومجلة ألف باء.. صدرت له عدة كتب ومجاميع شعرية منها: "انا هناك حتى يضيء دمي" و "شريعة النواب" و"ضماد ميدان لذاكرة جريحة" وغيرها.
ووصف النواب في مستهل حديثة الرواية بالغريمة التي لا تشبع من الحب. وقال: ما اكثر الروايات التي تحدث مع كل شهقة في دروب الحياة، ولكن ما اقل التدوين عنها، فكل يوم تستيقظ فيه هو رواية تكتبها من دون ان تدري، لكن تدوينها ليس على الورق، وانما ينقش في الذاكرة وبين زحام الناس، حياتنا روايات تضيع عبثاً نتيجة الإهمال، كل كائن يجلس في هذه القاعة هو روائي لكن الأحداث التي تصادفه يدعها تذهب أدراج الرياح او تنصهر تحت شمس الظهيرة او وابل المطر. قلوبنا مليئة بالروايات ورؤوسنا كذلك بل حتى أنفاسنا المتقطعة من لهاثها وكدحا بهذه الحياة التي تستحق الانحناء، ولا أظن ان هناك رواية مكتملة او بلغت درجة الكمال. مبيناً ان كل الروايات التي دونت ما زال الرائي فيها ينادي على أفكارنا وموهبتنا ان نملأ الفراغات الهائلة التي تركناها في جسد الرواية. وأوضح: ذلك ان الرواية مثل امرأة تبادلها العاطفة الملتهبة على فراش الحب، ولكن فحولتك تخذلها. مؤكداً: اجل الرواية امرأة تضج بالأنوثة وما أحوجها الى فحل من طراز خاص يملأ جب جسدها بماء الكلام. وقال: اذا كان الشعر صديقي وأنيسي في التسكع والحانات، فان الرواية هي غريمتي حين يجن الليل ويبدأ إغواء التدوين يسيل من يراعي مثل نبع في صحراء. وبين: لم اجد رواية وصلت حد الارتواء من حبر كاتبها، كل الروايات التي دونت لم تزل ضمأى الى حبر الجنون والبوح الذي يجعل سطور الورقة تهتز من لوعة الانتظار. وقال: وما روايتي "حياة باسلة" الا مقطع عابر من هذه الحياة الضاجة بما هو غريب ومدهش. مشيراً الى ان عمر تدوينها عشر سنوات وربما يزيد. مبيناً انه بدأ منتصف التسعينات من خلال كتابه "ضماد ميدان لذاكرة جريحة". وقال: لكن خوفي من الرقيب ذبح المئات من صفحاته. وحين وصلت استراليا جاءت الاستذكارات مثل جندي جريح خرج من حرب عنيفة يمشي على عكازين. مشيراً الى انه كان في نيته زيارة صديقه الشاعر جان دمو في سدني بعد فراق دام سبع سنوات، لكنه صدم بوفاته قبل ان تتم الزيارة. وقال: شعرت كأن قطعان غربان وبوم تنعق وتنعق في وديان صدري، ولم اجد وسيلة للخلاص من الاختناق سوى تدوين حياتي مع جان والصعاليك الآخرين في غربة تشبه جحيماً على الأرض، وبدأت أدون بأصابع تنزف قاراً على أزرار الحاسوب.