وقع الحوثيون امس السبت على بنود اتفاق وضعها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر من أجل وقف فوري لإطلاق النار. ونقل مراسلنا في صنعاء عبد الله غراب عن مصادر مقربة من الرئاسة إن الاتفاق ينص على ست
وقع الحوثيون امس السبت على بنود اتفاق وضعها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر من أجل وقف فوري لإطلاق النار.
ونقل مراسلنا في صنعاء عبد الله غراب عن مصادر مقربة من الرئاسة إن الاتفاق ينص على ستة بنود تقضي بوقف فوري لإطلاق النار في العاصمة صنعاء، وتشكيل حكومة شراكة وطنية بمشاركة الحوثيين أو من يمثلهم، واقتراح أسماء من ذوي الكفاءة لتولي رئاسة الحكومة، وتخفيض أسعار الوقود لتصبح ثلاثة ألاف ريال لكل 20 لتر بنزين وديزل.
كما يقضي الاتفاق برفع الاعتصامات المسلحة للحوثيين من محيط صنعاء بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ مباشرة، على أن ترفع اعتصامات الحوثيين في شارع المطار عقب تشكيل حكومة الشراكة الوطنية. وتضمنت الاتفاقية بندا يقضي بإحالة قتلة المتظاهرين قرب مقر الحكومة وفي شارع المطار إلى النيابة لتتولى التحقيق معهم وإحالة من يثبت ضلوعه في الحادثة إلى المحاكمة.
تأتي هذه الخطوة في وقت شهدت صنعاء اشتباكات عنيفة صباح السبت، بالتزامن مع سماع سلسلة انفجارات مدوية هزّت المدخل الجنوبي للعاصمة.
ووقعت لاشتباكات، التي تتواصل لليوم الثالث على التوالي، بين قوات الامن والحوثيين وقعت في محيط معسكر الفرقة المدرعة الأولى سابقا وجامعة الإيمان والتلفزيون الحكومي بعد تعرض موقع عسكري تابع لقوات الاحتياط لهجوم جديد بمدفعية الهاون.
وأعلنت وزارة الداخلية منع التجول بالسلاح في شوارع العاصمة وأعلنت خطة أمنية لضبط كل من يحمل سلاحا في شوارع العاصمة ستبدأ بتنفيذها السبت.
وكانت ألوية الحماية الرئاسية بدأت منذ منتصف ليل الجمعة بالانتشار في عدد من مناطق صنعاء بعد معارك عنيفة شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين بين وحدات من الجيش وأتباع الحركة الحوثية على مداخل صنعاء.
وقالت مصادر عسكرية إن الحوثيين فشلوا في السيطرة على مبنى التلفزيون الحكومي ومقر جامعة الإيمان ومعسكر الفرقة المدرعة الأولى سابقا. لكن الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام نفى في بيان للحركة مهاجمة مقر التلفزيون وذكر أن الحوثيين ردوا على القصف المدفعي الذي استهدفهم من القوات المكلفة بحماية مقر التلفزيون الحكومي. وهاجم عبد السلام السياسة الإعلامية للتلفزيون الرسمي ووصفها بالمنحازة لطرف سياسي.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وصف ما يجري في عاصمة بلاده في لقاء جمعه بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية الجمعة بأنه انقلاب على النظام وتحالف واضح بين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق، كما نشرت وسائل اعلام مقربة من الرئاسة اليمنية.
وأعلنت جامعة صنعاء وقف الدراسة فيها ودعت الطلاب وهيئة التدريس لمغادرتها حفاظا على حياتهم بسبب تجدد المعارك في محيط الجامعة. كما توقفت حركة الطيران الدولي من صنعاء وإليها وتم تحويلها الى مطارات بديلة في عدن وتعز والحديدة لكن مدير مطار صنعاء الدولي أعلن استمرار شركتي الطيران اليمنيتين "السعيدة واليمنية" في تسيير رحلاتهما بشكل طبيعي.
من جانب اخر قال سكان وموظف في التلفزيون اليمني إن النيران اشتعلت في مبنى التلفزيون مع استمرار قصف الحوثيين للمبنى بقذائف مورتر لليوم الثالث. وبعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات والاشتباكات تفاقم الوضع ووقعت اشتباكات بين الحوثيين والجيش على أطراف صنعاء يوم الخميس. واتسع نطاق القتال لتقع اشتباكات بين الحوثيين ورجال قبائل متحالفين مع "قبيلة الأحمر". وتشغل شخصيات بارزة من "قبيلة الأحمر" التي يغلب على أفرادها السنة والتي توصف بأنها من أقوى القبائل في اليمن مناصب كبيرة في القوات المسلحة والحكومة. وقال الموظف لـ"رويترز" إن النيران اشتعلت في جزء من المبني القريب من منشآت حيوية أخرى مع اشتداد القصف بقذائف مورتر صباح اليوم السبت مضيفاً أن المئات محاصرون داخل المبنى. وبث التلفزيون اليمني رسالة لمؤسسات محلية ودولية للتدخل لإنقاذ العاملين من القصف. وفي منطقة قريبة من وزارة الداخلية حيث يعتصم الحوثيون، أطلقت ثلاث قذائف مورتر بحسب شاهد من "رويترز". ولم يتضح على الفور الطرف المسؤول عن القصف. كما أغلقت جامعة صنعاء أكبر جامعات البلاد اليوم السبت بعد أن سقطت قذيفة مورتر في حرم الجامعة خلال اشتباكات أمس الاول الجمعة.