أنزه عن هذا الذي أكتبه اليوم شبهة استعراض عضلات في حلبة مصارعة ، كما إنه ليس انتقاصا من قدر او قدرة أحد — حاشا— او تشكيكا بوطنية اولئك او هؤلاء .. ولكن نظرة عميقة متفحصة فيما يكتب من مداخلات في صحف اليوم ( لا أستثني قلمي ) تكشف لنا عن حالة ترقى لمستوى الفواجع.
الكاتب ، إلا ما ندر — وأكررها عشرا — غدا مقودا لا قائدا . وكان حريا به أن يقود لا يقاد!
نحن ، أبناء السلطة الرابعة ، ننتظر حدثا ما لنجري في إثره ، نلهث للحاق به ، نجرب بلاغتنا ، ملفوفة بالبيان والبديع والجناس والطباق ، لمتابعته . لكن لا نستبق الكشف عنه او التحذير من عواقبه قبل حلوله . ونعجز عن سماع الرعود قبل رؤية البرق .
عصور النهضة الفكرية والعلمية في الشرق والغرب ، تجلت وانبلج صبحها عبر أفراد رأوا أبعد وأوضح مما رأى عامة الناس . وجهروا بما رأوا ، وتمردوا على السائد الرث ، وعارضوا المألوف البالي . وقاوموا وفضحوا عمليات بيع وشراء الذمم ، والنواميس .
في عراق اليوم ، كل شيء معروض للبيع ! العاجل منه والآجل ، صفقة واحدة او بالأقساط ، نقدا او عدا او مقايضة ، مناقصة او مزايدة .
كل شيء: الثروات الدفينة . الآثار ، الحدود ، الأسلحة ، الموارد الطبيعية من مياه وسدود ، أسئلة الامتحانات .الإجازات ، العقود ، الكراسي ، مقاعد النواب و….. الذمم .
كل تلك المبيعات بكوم ..(وبيع )الفتيات القاصرات —باسم تزويجهن بفتوى شرعية( ب كوم ) ،
الزواج عقد . وأساس كل عقد : الإيجاب والقبول ، وأساس كل إيجاب وقبول : تحقق الأهلية ، واساس تحقق الأهلية ،الإرادة الحرة دون شائبة ، والإرادة الحرة ينقضها القصور ، المتمثل بصغر السن ، او بالعته اوالجنون أو الاضطرار او الحاجة. وتزويج القاصر ذات السنوات التسعة من قبل ولي امرها صفقة لا تعدو غير عملية بيع مشينة، باسم الزواج . إنها ابشع انواع البيع ، وإنها مهمة ابناء وأرباب السلطة الرابعة للتصدي وفضح ظاهرة تلوذ بظل القانون والشرع ، والقانون والشرع منها براء.
للبيع
[post-views]
نشر في: 21 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
سيدتي الفاضلة ... من المعيب والمخجل والفضيحة ألأخلاقية والدينية أن يسوغ وزير العدل في حكومة المالكي المنتهية وأحد أعضاء القيادة في حزب الفضيلة السيد حسن الشمري بدفعه لمسودة قانون المذهب الجعفري الى أروقة مجلس النواب السابق ولم ينجح الشمري في تمريره رغم ال