9 نقاط و10 أهداف هي حصيلة منتخبنا الأولمبي خلال الدور الأول من مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية المقامة منافساتها حالياً في مدينة انشون الكورية ، يجب أن يعترف الجميع أنها حصيلة جيدة جداً في كل القياسات وتوحي إلى أن منتخبنا عازم على تحقيق انجاز وقد يصل طموحه إلى اعتلاء منصات التتويج، وقد يعدّها البعض أنها مبالغة لكن وفق تلك المعطيات عندما يحقق منتخب ما العلامة الكاملة من 3 مباريات تمكن إزاءها من تحقيق الفوز في جميعها وبحصيلة جيدة من الأهداف يفرض وجوده بقوة ويكون منافساً شرساً على خطف اللقب.
فبرغم ما أشرناه من ملاحظات سلبية على أداء بعض اللاعبين كحالات فردية وحتى الأداء الجماعي خصوصاً في المباراة الأولى أمام منتخب النيبال إلا إننا نجزم أن المنتخب يسير بخطى واثقة نحو القمة، مع الأخذ بنظر الحسبان أن البطولة كلما اتجهت الى أدوارها النهائية بالتأكيد تصعب المهمة لدى الجميع خصوصاً من لا يمتلك المطاولة والبديل الناجح ولا تسعفه لياقة لاعبيه لاسيما أن الأدوار النهائية يجب أن تحسم مبارياتها بالفوز أو الخسارة كي يتأهل الفائز ويُقصى الخاسر ما يتوجب على مدرب المنتخب الكابتن حكيم شاكر أن يعي حالة فقدان اللياقة قبل نهاية المباراة خصوصاً أن اغلب مباريات الأدوار النهائية تذهب إلى الوقت الإضافي وركلات الجزاء الترجيحية ما يجعلنا نفكر ملياً بهذا الوقت واختيار من ينفذ ركلات الترجيح بصورة جيدة.
الأمر الثاني الذي أشرته أنا شخصياً وأكيد كل من تابع مباريات منتخبنا الأولمبي انتبه إليه هو حالة غياب الهداف. فبالأمس كانت منتخباتنا الوطنية والأولمبية والشبابية تقترن اسماؤها بهدافين لازالوا عالقين في ذاكرة عشاق اللعبة أمثال عمو بابا وقاسم زوية وحسن بله وعمو يوسف وعلي كاظم وفلاح حسن وحسين سعيد واحمد راضي وعلاء كاظم وحسام فوزي ، إلا إننا اليوم نفتقد لهذا اللاعب بحيث إن منتخبنا الآن سجل 10 أهداف لكن قائمة الهدافين يتصدرها لاعب المنتخب الاندونيسي الفريد ريدنيان برصيد 6 أهداف، ثم يليه في الترتيب الياباني موساشي سوزوكي برصيد 4 أهداف في حين يتقاسم الترتيب الثالث كل من لاعب منتخبنا همام طارق وسامي الصانع من الكويت وسعيد الكثيري من الإمارات برصيد 3 أهداف ، أي إنني أود أن أشير إلى حالة غياب الهداف برغم كثرة الأهداف ، ففي كل مباراة يبرز اسم لاعب جديد خصوصاً إن من يسجل اغلبهم من الخطوط الخلفية وليس من خط المقدمة حيث سجّل بشار رسن وعلي بهجت ويونس محمود في المباراة الأولى، وفي الثانية ظهر لنا هداف جديد وهو اللاعب علي عدنان الذي يلعب في خط الدفاع ، فضلاً عن أن اللاعب همام طارق سجل ثلاثة أهداف وهو ايضاً لاعب في منطقة الوسط ولم يواجه مرميات الخصوم إلا ما ندر، بينما برز أيضاً اسم المهاجم مروان حسين عندما سجّل هدفاً واحداً أسوة بالمهاجم يونس محمود الذي يمتلك هدفاً واحداً فقط .
لا نريد التقليل من شأن لاعبينا بقدر الانتباه الى بعض السلبيات التي ربما يكون تأثيرها سيئاً على نتائج منتخبنا الذي يراهن عليه الكثير من متابعي البطولة خصوصاً بعد تصاعد وتيرة أدائه من مباراة إلى أخرى وتوضيح طريقة لعبه التي باتت في غاية الروعة كونها ترمي إلى إصابة مرمى الخصم من جميع الاتجاهات بخطط تكتيكية مؤثرة جنينا فائدتها بخطف البطاقة الأولى في المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات ذائعة الصيت أمثال اليابان والكويت.
نطالب لاعبينا ومن قبلهم المدرب حكيم شاكر إلى السعي من أجل خطف الميدالية الذهبية التي أراها قريبة المنال من قبضة أسود الرافدين الذين اعتادوا التحديات وقهروا الصعاب سابقاً وها هم اليوم يسطرون أروع الانتصارات التي وحدت الشعب العراقي وجعلته كتلة واحدة لاسيما إننا بحاجة إلى تلك الانتصارات لنكون قوة كبيرة لندحر الإرهاب الذي يهدد كياننا ، فلم يقصّر الحكيم شاكر وأبناؤه الطيبون في زرع البسمة على شفاه العراقيين من الشمال إلى الجنوب على الأقل ليخرجونا من أجواء تفجيرات القتل العشوائي التي اجتاحتنا خلال الآونة الأخيرة.
كثرة الأهداف ولا هدّاف!
[post-views]
نشر في: 22 سبتمبر, 2014: 09:01 م