يشير الكاتب جيمس بامفورسيبت متحدثاً عن لقائه بالصدفة بـ ادوارد سنودن، في موسكو، خلال هذا الصيف من اجل تنفيذ عمل للمجلة التي يعمل بها.

وتحدث بامفورد مع سنودن، مستغلاً فرصة لقائه، وسبر أغواره (من هو) ولماذا اقدم على ذلك الأمر، استغل فرصة عمله في وكالة ناسا لتسريب مئات الالوف من الوثائق المصنفة!

وقال له سنودن، ان من بين اكثر اكتشافاته التي صدمته، ان ناسا، كانت روتينياً، ترسل كافة الاتصالات الأميركية الى منظمة اسرائيلية تعرف بالوحدة 8200، وكانت تلك الاتصالات تتضمن ايضاً المعلومات والبيانات ومنها اسماء الاشخاص ومن يتصل بمن؟

ومن المعتاد ان مثل هذه المعلومات الحساسة عندما تنقل الى دولة اخرى، فإنها (تختصر) اولاً مع حذف الاسماء ومعلومات اخرى خاصة بالشخص. ولكن ما كان يرسل الى اسرائيل، لم تكن (ناسا) تهتم بتلك الشروط ومن يتصل بمن!

واكد سنودن ان نقل تلك المعلومات الموجودة في الاتصالات، كانت تتضمن ايضاً (الايميل و المكالمات الهاتفية) لعدد لاحصر له من العرب، والفلسطينيين الاميركيين، الذين كان لهم اقارب في اسرائيل وفلسطين، قد يكونون اهدافاً لاسرائيل، وواصل سنودن حديثه مندهشاً قائلاً: "انه واحد من أسوأ المعاملات في حق اولئك الناس، لم اشهد مثله من قبل."

وكما يبدو فإن مخاوف سنودن كانت مبررة ، اذ ان 43 من المجندين في الوحدة 8200، مازال الكثير منهم يخدم في الاحتياط، وجهت اليهم تهمة اساءة استخدام العمل ومعاملة الاخرين بشكل سيئ، وفي رسالة الى قادتهم – لرئيس الوزراء بنيامين نتينياهو والى المسؤول الاول عن الجيش الاسرائيلي، قالوا فيها ان اسرائيل استخدمت معلومات تم جمعها ضد فلسطينيين ابرياء (من اجل اهداف سياسية)، وكانت تلك المعلومات تتحدث عن علاقاتهم الخاصة ومشاكلهم المالية واوضاعهم الصحية وعلاقاتهم العاطفية وغيرها من الامور التي يمكن استخدامها ضدهم.ومن الامور المثيرة للمشاكل، ان الاميركيين بشكل عام يدركون ان الكثير من تلك المعلومات لا تخص الامن الوطني، بل لملاحقة برنامج سياسي – ربما جاء من (ناسا) نفسها، وحسب ما نشرته صحيفة الغارديان عن (سجلات ناسا)، كان عن قيامها بارسال المعلومات الى اسرائيل منذ آذار عام 2009.

ومذكرة الاتفاق بين ناسا ونظيرها الاسرائيلي، تغطي كافة اشكال الاتصال: الامور الصغيرة: التلكس، والمعلومات التي ترد في الشبكات الرقمية، وعدم تصفيتها قبل ارسالها الى اسرائيل، وعلى الرغم من ان المذكرة تؤكد ان على اسرائيل الاستفادة من الاعتراضات، بناء على القانون الاميركي، فانها تدرك ان تلك الاتفاقية غير ملزمة، وليست اتفاقية دولية.

ومما يخشاه الاميركيون، ان تقوم ناسا بمراقبتهم على نفس الشاكلة، فهناك وثيقة – سري للغاية – في عام 2012، من ان ناسا توثق زيارة من تراقبهم، للمواقع الاباحية على مواقع النت واستخدام تلك المعلومات من اجل الاساءة الى سمعتهم.

ويقول الكاتب جيمس بامفورسييت اخيراً، ان سنودن قد اخبره، في موسكو، ان تلك السجلات ذكرته بما كانت الاستخبارات الاميركية تفعله، في خلال ايام ادغار هوفر، ومراقبتها للمواطنين والانشطة السياسية.

وقال ايضاً، "لقد حاولوا آنذاك استخدام خيانة مارتن لوثر كينغ، ودفعه الى الانتحار. ان تلك السياسة تعود الى الستينات، فلماذا العودة اليها الآن ثانية!" 

 عن: النيويوك تايمز