الثلاثاء 23-9 -2014 مفصل مهم، حيث بدأت الحرب الفعلية ضد تنظيم داعش الإرهابي، واستهدفت رأس الأفعى في الرقة، وهي حرب يجب أن لا تتوقف أو تنتهي، قبل القضاء المبرم على هذا الوباء، ويبدو تخاذلاً مبكراً إعلان واشنطن أن ضربات الثلاثاء هي مجرد بداية لجهود التحالف، الرامية الى "إضعاف" وليس تدمير تنظيم داعش وغيره من المتشددين، وهو ما يتناقض مع تعهد الرئيس الأميركي بمواصلة الحرب ضد هذا التنظيم، وتأكيده أن بلاده ستضرب كل الأماكن الآمنة التي يتواجد فيها الإرهابيون، وقد قتل من جبهة النصرة 50 عنصراً و70 داعشياً في الجولة الأولى من حرب يقول الجميع إنها ستكون مديدة.
دمشق أعلنت أنها على علم بالهجمات ورحبت بها، رغم أن واشنطن نفت أن تكون أبلغت سوريا، التي أعلن رئيسها المضي بكل حزم في الحرب ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله، وهي مع أي جهد دولي يصب في مكافحته، غير أن الحليفين الأساسيين للنظام السوري أعلنا موقفاً ضد هذه الضربة، فقد انتقدتها روسيا، باعتبار أنها تمت دون التنسيق مع دمشق، وشدد الرئيس الروسي على ضرورة أن تكون الضربات بموافقة الحكومة السورية، كما انتقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني قبول سوريا لغارات التحالف على أراضيها، وشنت أجهزة إعلام تمولها طهران حملة وصفت فيها العمليات بالغزو الظلامي الجديد، الحامل كل ما في تاريخ برابرة الغرب من حقد على شعوب الأرض، وعلى الثقافات الأخرى، وكأن الفكر الداعشي ثقافة تستوجب الاحترام، وهو غزو يرمي إلى الإجهاز على كل حياة في هذه البلاد.
مدهش حد اللعنة، أن من كان يجأر بالشكوى من إرهاب ووحشية داعش، يقف اليوم ضد من يسعى للقضاء عليه، فيسميهم غزاة هدفهم تدمير سوريا والعراق معاً، وإعادة خلط الأوراق في المنطقة، لتغيير المعادلات، ويشيد بموقف موسكو وطهران المعارض، ويبرر قبول الحكومة السورية، باعتبار أن لها تقدير موقف خاصاً بها، لا يرى في استهداف داعش، من قبل التحالف الدولي سوى اعتراف منه بأن النظام السوري، إنما كان يواجه خلال السنوات الثلاث الماضية مجموعات إرهابية، وليس ثورة شعبية كما كانت تدعي بعض الأطراف، ولعل هذا البعض يخشى أن تدور عليه الدوائر، لمعرفته أنه ينطلق من ذات الاسس المتطرفة، التي انبنت عليها دولة الخلافة، وإن اختلفت التسميات.
بديهي أن ترحب المعارضة السورية بالحرب ضد الجماعات التكفيرية التي سرقت انتصاراتها، وأن تطالب بمواصلة الضغط على نظام الأسد، وقد يكون ذلك الضغط واحداً من أهداف الضربات، لكنه مؤجل لما بعد معرفة نتائج الأولية للحملة، التي ابتدأت بتدمير مراكز القيادة للإرهابيين، ولم تستهدف شخصيات قيادية معينة، والجديد أن الغرب أعلن مع بداية العمليات، عن وجود "جماعة خراسان" المنتمية لـتنظيم القاعدة، وقال إنها كانت في مراحل التخطيط الأخيرة، لتنفيذ هجمات كبيرة على أهداف غربية وأميركية، ولعل هذه المناورة تسعى لوقف أي معارضة شعبية للحرب، من منطلقات أخلاقية غير عقائدية.
نؤيد الحرب الكونية ضد داعش وإن كنا ندرك مخاطرها على المدنيين، ولكن من يقول إن هذه المخاطر أكبر من ذبح البشر كما الأغنام، أو قتلهم بالسلاح الكيماوي، أو سبي النساء، ليس أكثر من مكابر، أو متوجس، أو جاهل لا يملك من أمر السياسة غير صراخ المعارضة، لكل شيء وأي شيء، لكن المؤكد أن هذه الحرب ستأخذ مداها ،حتى لو تخاذل أوباما، وإلى أن تصل إلى نهايتها، ونهاية الدواعش ومن هم على شاكلتها.
نعم للحرب ضد الدواعش
[post-views]
نشر في: 24 سبتمبر, 2014: 09:01 م