هل سمع القارئ بهذا الاسم سميرة صالح النعيمي؟ هي حقوقية من أهالي الموصل تم إعدامها بطريقة وحشية قبل يومين على أيدي عصابات داعش.. تهمتها انها كتبت على صفحتها في (فيسبوك) تدين الجرائم الوحشية التي يرتكبها الإرهابيون في الموصل.
سميرة صالح اختطفت مثلها مثل عشرات النسوة قبل مدة، لكننا لم نعرف حكايتها إلا بعد ان أصدر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسن، بيانا يُدين فيه هذه الجريمة، ستقول و اين الحكومة والبرلمان؟ أقول لك: إن البيان الثاني الذي صدر عن سميرة النعيمي كان من السيد نيكولاي ميلادينوف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، الذي نعى إلينا هذه المرأة الشجاعة.
في اليوم نفسه وربما بالساعة نفسها، تم إعدام الرهينة الفرنسي ايرفي غورديل وبطريقة وحشية ايضا.. لكننا في وسائل الإعلام سمعنا وقرأنا عشرات البيانات التي تندد بمقتل المواطن الفرنسي حتى ان مجلس الأمن أصدر بياناً بالإجماع أدان فيه هذه الجريمة ، وأعرب أعضاؤه الخمسة عشر عن تعاطفهم العميق مع عائلة الضحية الفرنسي.
اما أعضاء مجلسنا الموقر الـ 328 ، فهم وبمشيئة الرحمن أنجزوا ما عليهم، تعبوا وكدوا ويحتاجون الى راحة واستجمام فأعلنوها عطلة للبرلمان ولمدة سبعة عشر يوما بالتمام والكمال، ليمضي كل الى غايته تاركين الشعب يتحسر على الأطلال "لا تقل شئنا فإن الحظ شاء."
فيما يغادر نوابنا الأعزاء أطلال الجحيم وغياب الأمن والأمان، تحط وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون رحالها في العراق معلنة تضامن شعبها وحكومتها مع العراقيين، الوزيرة ذات الخمسة والخمسين عاماً رفضت ان تتمتع بإجازتها السنوية وقررت ان تطّلع على أحوال النازحين العراقيين. – لا تعليق – ايها القارئ المبتلى بأخبار ساسة الصدفة !
وانا أتابع نشرات الأخبار وأبحث عن خبر ولو صغير عن سميرة النعيمي استطعت ان اجمع أخباراً كلا منها يستحق تعليقاً وأخشى أن تضيع في الزحام ولهذا سأشير إلى بعضها لعل القارئ يجد فيها ما يفيده.
النائب السابق حيدر الملا، يحذر من استباحة سيادة العراق أرضا وجوًا تحت عنوان "التحالف الدولي لمكافحة داعش"طبعا السيد النائب"المتقاعد"لم يحذرنا من استباحة داعش للموصل وتكريت والأنبار، فالأمر اولا وأخيرا معركة بين مسلمين وعرب فلماذا يتدخل الغرب الكافر بشؤوننا؟
رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قال لمجموعة صغيرة من الصحفيين الأميركيين إن العراق تلقى معلومات مخابرات"ذات مصداقية"عن ان متشددي الدولة الإسلامية يخططون لتنفيذ هجمات على شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة.. وأضاف مبتسما:"بينما انا هنا.. أتلقى تقارير دقيقة من بغداد حول ما تخطط له داعش".
عندما كشف العبادي عن معلوماته الخطيرة هذه كان الموت يمشي على بساط من جثث العراقيين في مدينة الصدر والمحمودية ويقطع المسافة بين الرصافة والكرخ راجلا من دون ان تصل معلوماته عن الى مكتب رئيس مجلس الوزراء..فنحن يا سيدي مهتمون بأمر شبكات المترو في باريس وواشنطن، اما أرصفة العراق وشوارعه فلها رب يحميها.
هذه هي الأخبار التي أمامكم، أما أخبارنا فحدّث ولا حرج: معارك الساسة ضد الناس، وعنف الناس في ما بينهم، وصلافة البعض ممن يعتقدون أن بناء النظام يتم بطريقة خطف الكراسي والتسلل إلى مؤسسات الدولة بشعارات كاذبة،. والآن هل كثير علينا نحن أبناء هذا الوطن المنكوب، أن يخرج علينا مسؤول ببيان ينعى فيه العراقية سميرة النعيمي، لا جواب ايها القارئ فنحن نعيش في ظل ساسة يمضون العمر وهم يلهثون خلف الكرسي، تعوزهم حاسة الضمير ولا يهمهم إطلاقا تحت اي عنوان من عناوين الموت تصدر صحف الغد.
سميرة النعيمي ومترو باريس
[post-views]
نشر في: 26 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
محمد سعيد العضب
اعتقد ان عتاب الكاتب علي طغمه الحكم في العراق قد يعتبر تجني حقيقي علي الاخلاق والمثل العليا. فالظغمه السياسيه البائسه التي تحكم بلاد الرافدين التي جلبها القدر همها الوحيد بقي ولايزال متابعه تنفيذ مصالحها الانانيه والذاتيه . فالوطن واهله والسيده
ابو سجاد
يااخي الفاضل كل حرف تكتبوه في المدى والله يجرح الفؤاد لماذا لانه يصيب كبد الحقيقة انكم تاذوننا كل يوم اقرر الا اقرا المدى اعود واقراها ثانيتا هل هي عادة ام مرض لااعرف ولكن دعنا من النواب الذين جاؤا بالرشوة او بالتعيين من كتلهم او بالنيابة كالمجرم السفاح م