استحوذت معاملة داعش للمرأة على اهتمام كبير، نظراً لدونية نظرتهم لها، ومعاملتها على أسس بعيدة عن الإنسانية، وعن جوهر نظرة الإسلام لها، إذ يعتبرونها مجرد أداة للمتعة، حدّ ربط الجنة الموعودة بكثرة وتوفر الحور العين، غير أن امرأتين عربيتين أكدتا للدواعش خطل تفكيرهم وضحالته وظلاميته، أولاهما العراقية الشهيدة سميرة النعيمي، التي قادتها شجاعتها واستخدامها للكلمة الحق في الدفاع عن الحقوق الإنسانية للآخرين، وعرّت الأيديولوجية المفلسة لداعش الإرهابية والتابعين لها، إلى تعرضها للتعذيب لأيام عدة، قبل أن تقتل بدم بارد لمجرد إدانتها القصف الهمجي، وتدمير المساجد والأضرحة في الموصل، ووصل الأمر بالدواعش حد منع زوجها وأسرتها من إقامة جنازة لها، والسيدة الثانية التي واجهت داعش بشجاعة هي الإماراتية، الرائد مريم المنصوري، قائدة طائرة أف 16، التي شاركت في غارات التحالف على مقرات تنظيم "الدولة الإسلامية"، وهي تؤكد بمشاركتها أن للمرأة والرجل حقاً متساوياً في ارتقاء المناصب، بشرط الإخلاص والمثابرة، والعزيمة من أجل الوصول إلى أعلى المراتب، وهذا بالتأكيد ضد كل ما تفكر به داعش حول المرأة وحقوقها، إن كان يعترف بأن لها حقوق.
بين النعيمي الشهيدة والمنصوري المقاتلة، تبرز صورة المئات من النساء والفتيات الأيزيديات، وبعض المجموعات العرقية والدينية الأخرى، واللواتي باعتهن داعش كعبدات، وأجبرن على الزواج، وتعرّضن للاغتصاب المتكرر من قبل مقاتلي التنظيم الإرهابي، منذ احتلاله مناطق سكنهن وعيشهن، وهو ما يشكل وصمة عار على جبين البشرية جمعاء ويشوه صورة الإسلام الذي يزعم الدواعش سعيهم لنشره، صحيح أن ارتكابات الدواعش تقابل بالإدانة باعتبارها جرائم مثيرة للاشمئزاز، خصوصاً الأحكام الصادرة عن محاكمها الشرعية، التي تستسهل تهمة الردة، وهي تعتمد الكراهية والعدمية والهمجية، وتتجاهل السلوك الإنساني القويم بشكل كامل، وتستهدف الضعفاء والعزل في أعمال وحشية وجبانة تفوق الوصف، لكن الأصح هو وجوب عدم الاكتفاء بالإدانة التي لاتسمن ولا تغني من جوع، وإنما العمل بجدية على القضاء المبرم والنهائي على خطر داعش، الذي يهدد الحياة والسلام والسلامة والأمن لكل البشر، إن لم يكونوا عبيداً لأمرائها.
يمضي تنظيم داعش على أكثر أفكار السلفيين تشدداً وصرامة في فهم الإسلام على طريقته الخاصة، حتى أن أبرز منظرين لهذا التيار، وهما أبو قتادة والمقدسي، اختلفا في توصيفه، وقد وصفه الأول من سجنه وقبل الإفراج عنه بأنه فقاعة هواء، في إشارة إلى موقف جهادي تنظيري، يشكك أصلا في خلفيات تأسيسه، في حين اعتبر الثاني هذا الرأي مبالغا فيه، وهو الساعي اليوم لترطيب الأجواء مع الثاني، وإشراكه في محاولته المتجددة لإجراء وتنظيم مصالحة بين الدواعش وجبهة النصرة، خصوصاً على الساحة السورية، ويتخذ موقفاً معارضاً وبقوة للتحالف العسكري ضد الإرهاب، بينما يصر أبو قتادة على أن داعش خاصمت مبكراً بقية التيارات الجهادية، بحيث إستفاد أعداء الإسلام من ذلك، وارتكب الدواعش العديد من المخالفات الجهادية، فيما ينتقد المقدسي تصرفات السفهاء، التي يمكنها ان تقلد تصرفات العلماء بطريقة تؤذي الإسلام والمسلمين، وبدون مراجعات شرعية.
ثمة اختلافات بين منظري التيار السلفي وزعيم القاعدة الظواهري، لكننا لم نسمع من أي منهم رأياً في نظرة الدواعش للمرأة، إن لم تكن نظرة الجميع إليها متطابقة ورجعية وظلامية.
داعش والمرأة
[post-views]
نشر في: 26 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
لاتنسى يااستاذ حازم ليس الدواعش وحدهم من يحتقرالمراة اغلب العرب لهم نظرة للمراة كنظرة هؤلاء الدواعش التافهين الكفرة