اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جريمة الأسبوع.. تأنيب الضمير .. جاء متأخراً

جريمة الأسبوع.. تأنيب الضمير .. جاء متأخراً

نشر في: 28 سبتمبر, 2014: 09:01 م

بغداد / المدى لم ينتظر حكم المحكمة التي دانته بقتل عشرات الأشخاص منذ أربعة أشهر بعد أن زرع عبوة ناسفة راح ضحيتها عشرات الأبرياء قتلى ومئات الضحايا جرحى ومعوقين. فقد كان يعرف جيدا الحكم كما يعرفه كل المحيطين به والمحققين الذين حققوا معه ودانوه بجريمت

بغداد / المدى

لم ينتظر حكم المحكمة التي دانته بقتل عشرات الأشخاص منذ أربعة أشهر بعد أن زرع عبوة ناسفة راح ضحيتها عشرات الأبرياء قتلى ومئات الضحايا جرحى ومعوقين. فقد كان يعرف جيدا الحكم كما يعرفه كل المحيطين به والمحققين الذين حققوا معه ودانوه بجريمته البشعة .. وقرر ان يسدل الستار على حياته وينفذ حكم الإعدام على نفسه ... لقد أنهى حياته في لحظة واحدة وعاقبها على ما اقترفت من ذنب بعد ان ازهق ارواح ناس ابرياء بيده بلا شفقه ! بعد ان مات ضميره وقلبه وزين له مريدوه قتلهم .. دخل المتهم المغاسل في موقف تسفيرات الرصافة وغافل زملاءه من المسجونين وشنق نفسه بشماغ كان يلفه حول رقبته وعلق نفسه في فتحة في باب دوره المياه .. وبعد ربع ساعة عثر عليه زملاؤه جثة هامدة معلقة ووضع بنفسه نهاية مأساوية لحياته التي قضاها مع الإرهابيين وفلول القاعدة !... أيام كثيرة عاشها داخل جدران التوقيف قبل محاكمته ... لا يعرف عددها ذاق خلالها مرارة الايام ورأى في كل العيون حوله نظرات اللوم والعتاب ... فالجريمة البشعة التي ارتكبها كانت حديث الناس والصحافة والاجهزة الامنية في منطقة الكاظمية ... ولم يغفر له المجتمع جريمته لأن الناس الابرياء والاطفال الذين ماتوا صورهم لا تزال عالقة في عيون الناس وذويهم وهم يبكون عليهم ويترحمون على حياتهم ... كانت الايام داخل سجن التوقيف منذ ان اصدرت المحكمة المختصة قرارا بحبسه على ذمة التحقيق كلها تشبه بعضها البعض ... واختلطت عليه الايام فلم يعد يعرف السبت من الخميس ... وخاصة بعد ان فرض عليه المسجونون معه عزلة تامة عندما عرفوا بجريمته ... فوجد نفسه بمفرده يواجه ظلمات السجن من دون ونيس او صديق . حياة قاسية وجد نفسه داخلها فلم يفرضها عليه احد ... ولكنه هو الذي فرضها على نفسه ... حوارات عديدة كانت تدور بداخله حاول كثيرا ان يهرب منها ويتجنبها ولكنها ابدا لم تفارقه !... واصرت على ملازمته طوال اليوم ... وبدأت ايامه بحوار مع نفسه ... هذا الحوار كان يقرأه في عيون كل من يراه حتى في عيون حراس الموقف ... وتطور الحوار الى عذاب يومي لا يصحو منه ... هذا الحوار هو استعراض لخطوات الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق الناس الابرياء ومن اجل 50 دولارا كانت هي كل امله وحلمه من اجل ان يقدم هدية لصديقته ... وضع (أ) سيناريو تنفيذ الجريمة امام عينيه وطرحه على مائدة الحوار الذي ينتهي بينه وبين نفسه ... كيف تسلم العبوة من صديقه عندما جاءه ليلا الى داره . بعدها خرج معه في سيارته واستعرض ساحات وقوف السيارات واماكن زحام الناس وتواجدهم في الصباح والمساء في هذه المنطقة المقدسة المليئة بالزائرين ... كل هذه الحقائق لم ينسها لحظة ظلت تطارده في اليقظة والخيال وبات يراها وهو مغمض العينين وهو يقظ وظل يوبخ نفسه على ما قام به عقب ارتكاب جريمته حيث خرج عائدا من الكراج الذي وضع فيه العبوة فرحا بالغنيمة التي حصل عليها من مخلفات جريمته التي هي عبارة عن 50 دولارا فقط وتذكر كيف راوغ رجال الشرطة عندما سألوه عن اسباب تواجده في الصباح الباكر في الكراج ... وبالرغم من انه شاهد في نظراتهم شكهم من انه وراء تلك الجريمة لكنهم انتظروا العثور على دليل الادانة ... شريط الجريمة كان دائما امام اعين (أ) داخل السجن لم يختف لحظة وبالرغم من انه اعترف بسهولة بجريمته عندما عرضت صورته وهو يضع العبوة وصديقه ينتظره خارج سياج الكراج الخلفي .. إلا انه كان لديه امل بسيط ان يفرج عنه قاضي التحقيق عندما تؤثر عليه عشيرته وتهدده بالموت اذا حكم عليه بالإعدام ... وكلما اقترب موعد جلسة المحاكمة اقترب الامل الذي سرعان ما يعود الى الاختفاء مع قرار تجديد حبسه على ذمه التحقيق .. وتأكد من آخر جلسة تحقيقية مع قاضي الجرائم الارهابية بانه لن ينجو من العقوبة بعد ان دانه القاضي بالصوت والصورة والشهود الذين شاهدوه وهو يزرع العبوة !... تأكد بعد رجوعه الى الموقف انه لن يعود للحياة من جديد وتأكد ان احلامه في الزواج من فتاة احلامه قد ضاعت للابد ! كان يلقي على المبلغ الذي تسلمه بعد تنفيذ العملية كل اهتمامه بأنه سوف يسعد خطيبته بأن يشتري لها الحلقة المناسبة كي يضعها في يد فتاة احلامه التي ارتبط بها منذ الصغر ! كانت تلك الدولارات بالنسبة له كبيرة وسوف تحقق حلمه النهائي ! ظلت صورة مسيره وهو بصحبة صديقه في اثناء زرعه للعبوة في الكراج عالقة في ذهنه ... لم يستطع محوها من الذاكرة ... فتذكر انه لم يكن يحمل معه اية نقود ،لأنه كان يعاني من ازمة مالية حادة ... فقام صديقه بإخراج ورقة الـ 50 دولارا وأعطاها له ... ظن ان هذه الورقة سوف تحقق كل مشاريعه مع خطيبته ... ولكن بعد ايام بعد ان اشترى لها الحلقة الفضية وقدمها لها ألقت الشرطة القبض عليه وهو مع خطيبته ... اكثر ما عذبه داخل سجنه نظراتها له وهي غير مصدقة بان خطيبها فعل هذه الجريمة ... ساعتها نظرت اليه نظرة حسرة وندم وبدأت تبكي ... هذه النظرة لم تجعل عينيه تغمض لحظة واحدة داخل التوقيف ... واستطرد (أ) من خلال اعترافه امام المحقق بأدق تفاصيل الجريمة البشعة وسيناريو القصة ... وتساءل مع المحقق بعد ان صحا من غفوته كيف قام بتلك الخطوات ! لابد ان صديقه قد خدره بأفكاره الدموية ... لحظات كثيرة مرت عليه وسيطرت على افكاره داخل القاعة جعلته يهوي من نفسه فلم يعد يستطيع ان يتمالك نفسه ولم يعد قادرا على التفكير ! وايقن ايضا ان لا فائدة للحياة المؤقتة داخل اربعة جدران بارده طالما ان الموت آت لا محالة فيه ! وقرر ان يكون اليوم هو اليوم الاخير في حياته وفور عودته من المحكمة بسيارة الشرطة زج به الحراس داخل بوابة السجن واغلقوا الابواب من الخارج ... جلس بمفرده داخل الزنزانة ولم يتناول أي طعام او شراب ... وحمل بيده شماغا كان يلفه حول عنقه من البرد وبيده الاخرى منشفة ودخل دورة المياه وأوهم رفاقه بأن يسبح ... وداخل دورة المياه ربط الشماغ بعد ان لفه على شكل حبل مستقيم وثبته بقفل الباب العلوي ... ولف نهايته حول عنقه واستسلم للموت وقام بخنق نفسه ! بعد فترة قصيرة عثر المساجين عليه مشنوقا واخبروا ادارة السجن التي قامت بفتح تحقيق عن اسباب الوفاة وكيف ادخل الشماغ معه الى داخل السجن ليكون اداة للجريمة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram