TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وباء الغباء

وباء الغباء

نشر في: 28 سبتمبر, 2014: 09:01 م

تناسل المشاكل الأمنية في العراق ووصولها الى منعطف خطير ، يعزوه بعضهم الى أسباب وعوامل عديدة من ابرزها الخلاف السياسي وسوء الإدارة طيلة السنوات الماضية ، وإصرار جهات متنفذة في الحكومات المتعاقبة  على التخلي عن الدستور وتفسير مواده بشكل يخدم مصالحها ومكاسبها. وما صدر  من تصريحات  حول الخلافات سواء من الساسة والمسؤولين ، يكفي لتأليف موسوعة من الف جزء تسرد بالحقائق والوقائع والوثائق تفاصيل المهزلة العراقية ،  بإمكان الأجيال المقبلة اعتمادها لتفادي  أخطاء  أسلافهم ،وما خلفوه من تركة ثقيلة  ألقت بظلالها القاتمة على البلاد والعباد.
الموسوعة المفترضة ،  ستضم تصريحات جميع ممثلي المكونات العراقية في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، بدءا من دعوة احدهم الى استنساخ زعيم  ائتلافه لقناعته بان الاخير رمز وطني وقائد همام ، استطاع بحكمته وإيمانه العميق  ان ينقذ البلاد من السقوط في مستنقع الحرب الاهلية ، وتصريح اخر تبنته سيدة  طالبت بتحقيق التوازن بين القتلى  طبقا للانتماء المذهبي ،  وتصريح ثالث صادر عن نائب حصل على عضوية مجلس النواب ، بطريقة التعويض ، شدد على الإسراع بتشكيل جمعية  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العاصمة بغداد ،  لتتولى  محاربة المظاهر المدنية ، ومنع النشاطات الفنية والثقافية ، لانها من وجهة نظره تشجع على إشاعة ممارسات لا  تنسجم مع الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع ،  وفي الموسوعة صورة وتصريح نائب اتهم اقليم كردستان بالتعاون مع الجماعات المسلحة  بهدف تقديم خدمة مجانية لإسرائيل ،  بالقضاء على فصائل المقاومة الاسلامية ، ولعل ابرز ما ستحتويه الموسوعة  اتهام  رئيس وزراء سابق  من قبل نائبه  بالدكتاتور ثم التخلي عن التصريح  واعلان الاعتذار ، بعد ان شعر صاحب الاتهام ان الإصرار على موقفه سيجعله يخسر الامتيازات والوجاهة والدخول في مطب قد يكلفه اصدر قرار قضائي بحقه يلحقه بالهاشمي والعيساوي .
جزء كامل  من الموسوعة خصص لجهاز كشف  المتفجرات ، والأشخاص المتورطين بصفقة فساد  استيراده واعتماده وإجبار الأجهزة الأمنية على استخدامه في السيطرات على الرغم من فشله في  كشف شخاطة  وبندقية  وصندوق عتاد في سيارة رئيس العصابة .
صاحب فكرة جمع الموسوعة واصدارها وتوزيعها ضمن مفردات البطاقة التموينية مع ضمان وصولها الى النازحين والمهجرين ،  الإعلامي احمد هاشم ، المعروف بين زملائه بانه مكتشف نظرية شاعت في العراق " اعتماد الغباء في التعاطي مع الملفات الشائكة " وهو يسعى الى تحقيق هدف محدد  يتلخص بتشخيص  الساسة والمسؤولين  السابقين والحاليين الذين جعلوا من الغباء وباء ينتشر في الساحة العراقية ، وجعلوه علامة فارقة ، تحتاج الى جهود أجيال لإزالتها ، ثم  وضع الحصان  أمام العربة لاستكمال المسيرة ،  وتنفيذ حملة تلقيح  وطنية شاملة لمنع انتشار الوباء وانتقاله الى الاجيال المقبلة ، احجز نسختك  لتضمن مستقبل أبنائك وأحفادك ، ولا تأسف على سنوات عمرك يا "جبر" فلست الوحيد المصاب بالوباء الخطير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram