TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الخطوة التالية.. التغيير في القضاء

الخطوة التالية.. التغيير في القضاء

نشر في: 28 سبتمبر, 2014: 09:01 م

من كتلة الأحرار وتحالف متحدون والتحالف الكردستاني تأتي الانطباعات الإيجابية عن أن قطار الحكومة الجديدة قد انطلق انطلاقة صحيحة وانه يمشي على السكة.. متباطئ بسبب التجاذبات والتعارضات؟ مقبول.. متعثر بسبب الإرث الثقيل؟ مقبول أيضاً.. المهم ألاّ يتوقف أو يتراجع، أو يخرج عن السكة كما كانت عليه حال قطار الحكومة السابقة.
الانطباعات الإيجابية تنزل الى الشارع وتدخل البيوت وتعبر أسيجتها، فأفئدة الناس معلّقة بأمل الخلاص من المحنة المديدة وبلوغ غاية الأمن والسلام والرفاه المنشودة.
قطار البرلمان هو الآخر يبدو سائراً على النحو الصحيح، فثمة إدارة للجلسات تبدو أفضل، وثمة اتجاه واضح لإعادة الاعتبار المُضيّع الى المؤسسة الأولى في البلاد، التي كاد أن يلتهمها تماماً الوحش الحكومي.. الخطاب الطائفي المقيت ينسحب الى خارج مبنى البرلمان وينحصر في عصبة محدودة من المريضات والمرضى بعلّة مزمنة.
اذاً، هي التباشير والملامح للتغيير المطلوب منذ ما قبل الانتخابات السابقة التي أسفرت عن أسوأ حكومة وأحلك فترة في العهد الجديد.. كان السوء واضحاً على جبين تلك الحكومة منذ أيامها الأولى، ما دفع بمطلب التغيير للنزول الى الشارع.. مظاهرات 25 شباط 2011 وما بعده كانت شعاراتها كلها تتلخص في واحد، هو التغيير.. رجال المهمات القذرة للحكومة السابقة حاولوا كلّ جهدهم واستعانوا بكل الوسائل غير الدستورية غير الشريفة، من القوة المسلحة الغاشمة الى الاعتقالات والتعذيب، في سبيل إخراس الصوت الشعبي المُطالب بالتغيير، ولم يفلحوا، واندحروا أخيراً بحلول اليوم الذي تكشّفت فيه عوراتهم وأمراضهم الخطيرة كلها.. اجتياح داعش الفضيحة كان إعلاناً صاخباً بسقوط دولة الفساد المتفاقم والدكتاتورية العائدة، ففي النهاية لا يصحّ الا الصحيح.
الآن تظهر ملامح التغيير على مستوى السلطة التشريعية، وعلى مستوى السلطة التنفيذية أيضاً.. لكن القِدر لا تستوي على منصبين .. التغيير المُستحق يتعيّن أن يشمل السلطة القضائية أيضاً، بل لا يحصل التغيير من دون التعديل والتبديل في رأس السلطة القضائية الذي لم يكن أميناً على استقلال سلطته.. هذا الرأس هو رئاسة السلطة القضائية ورئاسة المحكمة الاتحادية.
مطروح على مجلس النواب الآن مشروع قانون المحكمة الاتحادية. والمجلس مسؤول مسؤولية تاريخية عن تشريع قانون يجعل من هذه المحكمة ومن عموم السلطة القضائية مستقلة تماماً عن أية سلطة أخرى، بل أن تكون لها القدرة على ردع السلطتين الأخريين، البرلمان والحكومة، إذا ما تجاوزتا الخطوط الحمراء المحددة في بنود الدستور.
السلطة القضائية بدت لنا طيلة السنوات الأربع الماضية خصوصاً كما لو كانت دائرة ملحقة بمكتب رئيس السلطة التنفيذية... ندر أو لم يحدث أن أوقف قانون تريده الحكومة ولا يقبل به مجلس النواب، وندر أو لم يحدث أن مرّ قانون أراده البرلمان ولم ترغب فيه الحكومة.. بدت السلطة القضائية عوناً لمن في أيديه القوة الغاشمة.. ولهذا بالذات مطلوب بإلحاح الآن أن يطرق التغيير أبواب السلطة القضائية، بعدما هلّ للتو هلال التغيير، حكومياً وبرلمانياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    الدكتاتور الجاهل حول الحق الى باطل-ان دور رئيس الوزراء السابق فى خلق الكراهيه بين ابناء الشعب الواحد وتركيزه على ان يحافظ هوعلى كرسييه بالرغم من جهله الصدامى اخر كثييرا من التقدم الى الامام وصنع سلم وطنى يصل الى الاستقرار والتقدم الاقتصادى والعمرانى وج

  2. ياسين عبد الحافظ

    شكرا للمقال,اؤيد تفاؤلك,شخصيا توقعت ان يكون التحسن بنسسبة تتجاوز ال25/ ,سنمضى معا للسلام والامن ,ولاتنسى يا سيدى العزيز الدور المهم والريادى لللتحالف الدولى تحياتى

  3. ابو اثير

    علة العلل وبيت الداء في نظامنا الجديد في العراق بعد 2003 هو القضاء حيث سيطرت نفس الوجوه والشخصيات التي كانت تشرعن للنظام الدكتاتوري وتسن القوانين وتفسيرها حسب فصال أرادة الدكتاتور صدام الى النظام السلطوي الجديد حيث قامت هذه السلطة القضائية ألأسيرة لأرادة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram