من الواضح أن السيدة النائبة حنان الفتلاوي حريصة على ألاّ تضيع دقيقة واحدة من وقتها الثمين، بعيدا عن المعارك السياسية وغبارها، فبعد ان كانت تتنقل مثل " الفراشة " من فضائية إلى فضائية، ورغم ان
" الزعيمة السابقة " لم يكن مطلوبا منها أن تخرج علينا أكثر من مرة في اليوم، لكن هموم الوطن ومصالحه كانت ولا تزال تتطلب منها أن تبذل جهدا " خرافيا " يأخذ من وقتها وصحتها الكثير، السيدة النائبة وفي آخر " انجاز " ثوري لها، كشفت لنا عن سر خطير، فقد اتضح ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بدلا من ان يلقي كلمته في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أخذته غفوة فنام، فما كان من السيدة النائبة الا ان تمتشق قلمها لتكتب على صفحتها في الفيسبوك "يبدو ان فخامة رئيس الجمهورية قد اعياه التعب...وقلة النوم...وهو يبحث عن مخرج لما يمر به العراق في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك..وﻻ يسعني إلا أن اقول.. نايم المدلول حلوة نومته ، " لتختتم عبارتها الثورية بضحكة..ههههههه" وهو اكتشاف جديد يضاف الى الاكتشافات التي اتحفتنا بها نائبتنا الموقرة، وهو انها تضحك فهذه المرة الاولى التي اعرف فيها ان هناك علاقة ود بين الضحك والسيدة الفتلاوي.. طبعا لم تنس ان ترفق منشورها بصورة للرئيس يبدو كأنه نائم.
سيقول البعض وما المشكلة؟ نائبة وتنتقد تصرف قام به صاحب اعلى منصب في الدولة، السنا في دولة ديمقراطية، الم تصدعوا رؤوسنا بانتقاد المالكي والعديد من الساسة، فلماذا تحرمون ما حللتموه لأنفسكم ؟.
كنت ساعتبر الامر مجرد ملاحظة تبديها نائبة على رئيس الجمهورية ، وهذا حق يكفله لها الدستور، فلا احد فوق المحاسبة.. لكن ان تحاول النائبة ممارسة لعبة الفوتوشوب مع الشعب فهذا امر يدعو منا جميعا ان ننبه الى المستوى الذي وصل اليه العمل السياسي في العراق.. فبعد ان نشرت النائبة صورة السيد معصوم، نشر الزميل قاسم السنجري الصورة التي عبث بها مقص السيدة الفتلاوي لنكتشف ان ما نشرته الفتلاوي كانت جزءاً من صورة للسيد معصوم في لحظة استراحة يلاعب حفيدته.
وإذا كان من الممكن الاكتفاء بالأسى والأسف لما وصل اليه حال السياسة في العراق، فإن صمت ائتلاف دولة القانون على الفعل الذي قامت به زعيمتهم المبجلة، ينقلنا من مرحلة الأسى على حال السياسة إلى حالة من الهم والحزن على ما وصل اليه العراق في هذا الزمن الرديء !
لقد تعالت صيحات الإعجاب وتمايلت الحناجر طربا حين خرجت علينا النائبة الفتلاوي يوما لتطالب بقتل سبعة عراقيين سنة مقابل سبعة عراقيين شيعة ،وقتها جرى التعامل مع هذا الكلام الطائفي على انه موقف شجاع, بل ذهب بعضهم الى اعتبار الفتلاوي من فرسان معركة الدفاع عن الشيعة رغم ان السيدة النائبة لم نعرف لها موقفا واضحا وصريحا من الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة خلال الثماني سنوات الماضية، وكنا نشاهدها كل يوم وهي تحلل وتفسر وتشرح في روعة كيف ان حكومة المالكي وضعت العراق في مصاف الدول المتقدمة امنيا وسياسيا
عموما لا نملك إلا أن نهنئ السيدة النائبة بهذه الإضافة النوعية غير المسبوقة في عالم الفوتوشوب، ولا أستبعد امتدادا لهذا الإنجاز الكبير اللطيف، أن نجد السيد اوباما يختطف سماعة هاتف البيت الأبيض، ويسأل السيدة الفتلاوي عن طريقة تجعله يسخر فيها من عدوه اللدود بوتين.
استدراك كوميدي
وانا اكتب هذه الكلمات خرجت علينا السيدة الفتلاوي لتقول ان هناك صفحة في الفيسبوك مزورة باسمها، وتطلب منا نحن الجماهير ان نساعدها في التخلص من هذا العبء، والغريب ان النائبة تعترف مشكورة ان الصفحة المزورة تقوم باعادة نشر معظم منشوراتها .. فما المشكلة اذن والصفحة " المزورة " موجودة منذ عدة شهور تحت سمع وبصر السيدة النائبة ؟ سؤال بحاجة الى اجابة مقنعة وليست " فوتوشوب "
ورحم الله الحلي صفي الدين حين انشد ذات يوم:
إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها.. تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا
الفتلاوي و"فوتوشوب" معصوم
[post-views]
نشر في: 30 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
مواطن عراقي
الاستاذ علي المحترم قصدك الرفيقة حنان الفتلاوي؟
محمد سعيد العضب
لماذا العجب ؟فهل في العراق الجديد حقا عملا سياسيا يرقي الي معالجه قضايا ونكبات البلد, ام الذي يمارس مجرد شعارات موهوهه تزعمت رفعها النائبه المبجله السيده الفتلاوي ,وما شابهها من عتاة القوم الذين ظلو يدعون ليل نهار الدفاع وحمايه المظلومين و ال