صدرت عن توماس كرومويل كتب كثيرة تناولت قصة صعوده وسقوطه، والتي ما تزال تثير الاهتمام.وتوماس كرومويل – الايرل الاول لاسيكس عندما سيق الى المشنقة، انتشر من حوله عدة الوف من الحراس، وكان ذلك سبباً في عدم تمكن عامة الشعب من إنقاذه، اذ كان محبوباً ب
صدرت عن توماس كرومويل كتب كثيرة تناولت قصة صعوده وسقوطه، والتي ما تزال تثير الاهتمام.
وتوماس كرومويل – الايرل الاول لاسيكس عندما سيق الى المشنقة، انتشر من حوله عدة الوف من الحراس، وكان ذلك سبباً في عدم تمكن عامة الشعب من إنقاذه، اذ كان محبوباً بينهم.
((العامة)) هو المفتاح لهذا الموضوع، وقد تكرر استخدامها عند الكلام عن كرومويل من قبل منافسيه الارستقراطيين، اضافة الى كلمات اخرى ومنها على سبيل المثال: (دنيء)، (واطئ) و (وضيع)، وعندما اصبح واضحاً ان حكمه بدأ يترنح، قال الدوق نورفولك لاحد انصاره: (لقد حان الوقت لنا للتخلص من المبتذلين في اوساطنا)، وهكذا تم لهم الامر، بعد ان دبروا قضية ضده، اقنعت الملك بضرورة قتله، وكان كرومويل قد تفاخر قائلاً: (في يوم من الايام، سأكون ملكاً) وهو طموح كان من المتوقع التفكير فيه من قبله، لولا كونه ابن حداد، وصعد نجمه ليصبح الحاكم الفعّال لانكلترا.
وكان كرومويل المسؤول عن تصفية عدة اديرة في انكلتر، دون التفكير بسمعة تلك الاديرة من الناحية الدينية، واعتبرها فاسدة، واضافة الى ذلك، المؤسسات الدينية، وقد اصدر اوامر بهدم عدد من المباني النظامية المتميزة بهندستها وتصميماتها وجمالها.وكان كرومويل، كما يقول الباحث تريسي بورمان، اول رجل دولة يرتفع الى السلطة عن طريق مجلس العموم البريطاني، كان محامياً محترفاً، وكانت مواهبه تؤهله ان يكون رجل اعمال او محاسب، وقد سجل كل رشوة قدمت اليه، من قوالب الجبن الى محفظات مملوءة ذهباً، كان مديراً ممتازاً، وكان كريماً مع أفراد حمايته، وكانوا كذلك بالمقابل وكان قد اعلم الملك هنري الثامن، ان بامكانه جعله اغنى ملك في اوروبا ولكنه لم ينفذ وعده.وكان كرومويل جاداً بشأن الاصلاح الديني، مؤكداً على وجوب توفير (انجيل) واحد في كل دير وكنيسة في انكلترا، ولم يفته قط حجم الفوائد المالية في عهدته، وكان يكتب في مفكرته (تذكر كافة المجوهرات الموجودة في الاديرة بانكلترا وخاصة صليب الزمرد في كنيسة سانت بول) دع جانباً الاديرة من اجل نقاء الدين، ضع يديك على المجوهرات من اجل اغناء الملك لان الله والملك تقدم لهما الخدمات في آن واحد.
وكرومويل بالتأكيد معروف بشكل افضل، خارج حلقات التاريخ، فهناك لوحة رسمها (هولبين) وايضاً رواية هيلاري مانتيل، وهناك بالتأكيد، امور بامكان التاريخ التحدث عنها بشكل افضل، وايضاً توحي للقارئ بالصدق.وفي ذروة حكم كرومويل، كان اداة في قتل ملكة واحدة على الاقل (وتقول الاشاعات انه قام بقتل كاثرين اوف اراغون، وكذلك التخلص من آن بولين) وقام ايضاً بتفكيك الكنيسة الكاثوليكية الانكليزية، وعين نفسه حاكماً على النبلاء الذين كانوا يحتقرون (عامة الناس) فاتحاً بذلك الطريق لعدد من الانتفاضات السياسية والاجتماعية في القرن التالي، ثم سقط بعد ذلك وكان اعتقاله مفاجأة ومحاكمته سريعة، كانت نهايتها قطع رأس كرومويل بشكل مروع.
عن: النيويوك تايمز