قالت الحكومة التركية امس الاول الثلاثاء انها طلبت من البرلمان السماح لها بالمشاركة في العمليات العسكرية في العراق وسوريا لوقف تقدم مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). ومن المقرر ان يناقش البرلمان الطلب بعد ان اعلن الرئيس رجب طيب اردوغان ا
قالت الحكومة التركية امس الاول الثلاثاء انها طلبت من البرلمان السماح لها بالمشاركة في العمليات العسكرية في العراق وسوريا لوقف تقدم مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
ومن المقرر ان يناقش البرلمان الطلب بعد ان اعلن الرئيس رجب طيب اردوغان ان انقرة ستلعب دوراً اكبر في القتال ضد التنظيم المتطرف.
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش للصحافيين عقب اجتماع للحكومة شارك فيه استثنائيا قائد الجيش الجنرال نجدت اوزيل "سيكون تخويلاً واسعاً للغاية، حتى لا نحتاج الى تخويل جديد في المستقبل. ويبدو ان نص المقترح جيد، ونامل في ان ينال تاييد جميع الاطراف في البرلمان".
وتلتزم تركيا الصمت بشأن ما سينطوي عليه تدخلها العسكري، واشار ارينتش الى ان "تخويل البرلمان سيكون واسعاً جداً بحيث يتيح للحكومة حرية القرار".
ويضغط الغرب على انقرة للسماح له بعبور القوات الغربية والعربية من أراضيه لشن الغارات الجوية ضد التنظيم المتطرف والسماح للطائرات الاميركية بشن غارات من قاعدة "انجرليك" الجوية.
وقد تشارك تركيا كذلك بارسال قواتها للانضمام الى الهجمات ضد التنظيم المتطرف.
واشار ارينتش الى ان "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة دون ان يكشف عن تفاصيل". وقال "نحن حكومة حاسمة. ونحن ندرك ما يدور حول تركيا".
وفي سياق متصل قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس الأربعاء إن "تركيا ستحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والجماعات الارهابية الأخرى في المنطقة"، ولكنه أوضح أن "تركيا ستلتزم بهدفها وهو الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد". وكان تقدم مقاتلي التنظيم إلى أن أصبحوا بالقرب من الجيش التركي على الحدود السورية زاد الضغوط على أنقرة للعب دور أكبر في التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات جوية على التنظيم المتشدد في سورية والعراق. وأضاف اردوغان وفقاً لنص كلمته في الجلسة الافتتاحية للبرلمان: "سنقاتل بفاعلية تنظيم الدولة الإسلامية وكل المنظمات الارهابية الأخرى في المنطقة. ستكون هذه هي أولويتنا دائماً".
وقال: "سنواصل (أيضا) اعطاء الأولوية للإطاحة بالنظام السوري والمساعدة في حماية وحدة الأراضي السورية والتشجيع على نظام حكومي دستوري وبرلماني يشمل كل المواطنين". وتمتد حدود تركيا مع العراق وسوريا لمسافة 1200 كيلومتر وتكافح أنقرة بالفعل لاستيعاب 1.5 مليون لاجئ من الحرب السورية وحدها. وأرسلت تركيا الدبابات والعربات المصفحة إلى الحدود مع سورية هذا الأسبوع مع تصاعد القتال، كما قدمت حكومتها اقتراحا للبرلمان لتوسيع سلطاتها للسماح بعمليات اقتحام عسكرية عبر الحدود. لكن أنقرة تخشى أن تعزز الضربات الجوية، إذا لم تصاحبها استراتيجية سياسية أوسع، موقف الأسد وتدعم المقاتلين الأكراد المتحالفين مع أكراد تركيا الذين يحاربون منذ ثلاثة عقود للمطالبة بحكم ذاتي أكبر. وقال أردوغان: "أطنان القنابل من الجو ستؤخر التهديد والخطر فحسب"، وأضاف أن "عودة اللاجئين السوريين في تركيا بسلام أولوية أيضاً". وقال: "نحن منفتحون ومستعدون لأي تعاون في محاربة الإرهاب. لكن يجب أن يفهم الجميع أن تركيا ليست دولة تسعى لحلول موقتة ولن تسمح للآخرين باستغلالها
من جانبه اكد الرئيس السوري بشار الأسد ان "محاربة الإرهاب لا يمكن ان تكون على يد من دعمه"، وذلك بعد أسبوع من بدء قوات التحالف الدولي ضربات جوية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وشرق البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن الأسد قوله ان "محاربة الإرهاب لا يمكن ان تكون على يد دول ساهمت في إنشاء التنظيمات الإرهابية ودعمتها لوجستياً ومادياً ونشرت الإرهاب في العالم".
وجاء تصريح الأسد خلال لقائه أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي في ايران علي شمخاني الذي وصل الى دمشق قادماً من لبنان.
واعتبر الأسد ان "مواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي نشره الإرهابيون وتغذيه بعض الدول الإقليمية لا تقل أهمية عن محاربة أولئك الإرهابيين الذى يعيثون قتلاً وخراباً ويدمرون الإرث التاريخي والحضاري للشعوب اينما حلوا".
وشدد الجانبان خلال اللقاء على "اهمية مواصلة وتعزيز التعاون الاستراتيجي القائم بينهما والذي شكل ركيزة أساسية في الدفاع عن مصالح الشعبين وجميع شعوب المنطقة في مواجهة التحديات التي تتعرض لها وفي مقدمتها خطر تمدد الإرهاب التكفيري الذى بات يهدد جميع الدول القريبة منها والبعيدة".
وكان الاسد اعلن في الثالث والعشرين من ايلول (سبتمبر) تأييد بلاده "لاي جهد دولي" يصب في مكافحة الارهاب، وذلك بعد ساعات من شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية على عدد من معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.