اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > آذان وأصوات

آذان وأصوات

نشر في: 1 أكتوبر, 2014: 09:01 م

يتساءل أهل الرأي والمعرفة — منذ اقدم العصور —:لماذا الحواس الخمس ( دعكم من الحاسة السادسة) ظاهرة معظمها للعيان ، إلا آلة التذوق والنطق (اللسان) ؟ فهو مخبوء في حرز حريز ، محبوس داخل حيز ضيق مظلم : اللهات سقفه واللهات قاعه ، الآسنان قضبانه ، الشفتان المزمومتان قفله وفيلق حراسته ، يعصمانه من الخطل قبل ان يتململ ، ويقيانه من الخطأ قبل ان ينبس ببنت شفة !
يبرر اهل الحكمة وجود اذنين اثنتين ولسان واحد ، لبدهية فسلجية ( بمفهوم اهل العلم ) ويعزوها ( رجال الدين ) لحكمة ربانية مقدسة مفادها ان نسمع ضعف ما نتكلم !
ليس السمع المجرد هو ما يدعو إليه العارفة ، إنما الإصغاء المستنير الواعي ، مطلب الاستماع وغايته . سيما للقابضين على صولجان الحكم ، المتربعين على كرسي السلطة .
الطبيب يصغي لنبض الوريد لتشخيص العلة ، والمهندس لهدير الآلة . والفلاح لشدو النواعير . والمعلم لحشرجة الطباشير علي السبورة . و… و.. والسياسي ؟ لمن ينبغي ان يصيخ السمع ؟ لصوت ضميره شرط ان يكون حيا وذا عنفوان .. ؟ هل يكفيه صوت ضميره اليقظ ؟ لا .. في خضم الواقع الراهن الملتبس ، لا بد للحاكم أكثر من راس لتبادل الرأي ، أكثر من عينين للرؤية ، أكثر من ساعد للعمل .
من هنا تجيئ حاجة الحاكم القصوى للمستشارين الأكفاء ، غيورين وآهل عفة ونزاهة ، بشرط وجوب وفرض ، الا يضعفوا أمام المغانم والمكاسب والمغريات ، الا يضللوا الحاكم او يبتغون مجرد رضاه ، شرط آن تعطى لأصواتهم حرية ان يقولوا لا ( بقناعة ) وآن ينطقوا بنعم بملء الإرادة .
الدروس المستنبطة من حقبة حكم المالكي أكثر من آن تحصى .والكتاب كثر ، والمتكلمون كثر ، والأدعياء كثر ، لكن القلة القليلة من يتاح لهم الإصغاء لنداء هامس وجهوري معا : لا تبيعوا الوطن بمغنم ، فالثمن مهما تضاعف لا يعدو ان يكون - بالتالي - غير مترين قماش وحفنة تراب.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram