TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تأبط سرا

تأبط سرا

نشر في: 12 أكتوبر, 2014: 09:01 م

التاسع من حزيران نكبة عراقية بامتياز ، أصبحت ماركة مسجلة باسم صاحبها المعروف للقاصي والداني ، فمجزرة سبايكر، وخضوع مدن محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وبعض أجزاء ديالى لسيطرة الجماعات الإرهابية ،   تندرج ضمن  منتوجات الماركة ، ومن يقف وراءها واحتفظ بموقعه بقيادة الميمنة بالجيش ثم أحيل الى التقاعد من دون مساءلة وعدالة ومحاسبة واستجواب سيكون اشبه بمن "تأبط سرا " وضعه في صندوق اسود يحتاج الى قرار من مجلس الامن لكشف محتوياته ، وفضح  " رجال النكبة " وتقديمهم للقضاء.
اهالي ضحايا سبايكر ، طالبوا بمحاسبة  القادة العسكريين المقصرين المسؤولين عن مقتل ابنائهم، وعلى الطريقة العراقية في تسويف الامور وامتصاص الغضب الشعبي شكلت اللجان ، ولم يتم حتى الان تحديد موعد لاعلان النتائج ، وما يخشاه المنكوبون ان  تعلق القضية برقبة شخص  "تأبط سرا " احيل الى التقاعد ، وتوفرت له الفرصة للسفر الى الخارج والاقامة بعاصمة عربية ليتعاقد مع فضائية بصفة خبير عسكري ، لتحليل  حرب التحالف الدولي ضد الارهاب .
المجتمع الدولي اعلن دعم العراق في حربه ضد الارهاب ، وبدأت الطائرات الاميركية تقصف مواقع منتخبة في سوريا ، ورحبت دمشق باي جهد يسعى للقضاء على الارهاب ، فيما شهدت الساحة العراقية مواقف ترفض التدخل الخارجي و"مصادرة سلاح المقاومة " ولوحت بخوض  منازلات جديدة ضد المحتلين دفاعا عن السيادة الوطنية ، وعلى هذا الايقاع من "الملخيات"  وارتفاع الاصوات المعارضة لخطوات الحكومة الجديدة في التحرك على المجتمع الدولي لضمان استقرار امن المنطقة ، هناك من استل سيفه ، ووقف على رابية بجوار المنطقة الخضراء وأخذ يلوح بخوض  منازلات   تاريخية جديدة .
اصحاب السيوف من احفاد عنترة بن شداد بحاجة الى من يذكرهم  بان  مستجدات الاحداث تفرض  في بعض الاحيان التنازل عن جزء من الثوابت ،  فوزير الخارجية السعودي مثلا وجه دعوة  لنظيره الايراني لزيارة الرياض ، ويوم اتهم بشار الاسد بانه يقف وراء تصدير الارهابيين الى العراق ، وتنفيذ تفجيرات وزارتي الخارجية والمالية، طالب احفاد عنترة باحالته الى محكمة دولية ، وسرعان ما تخلى الفرسان عن مطالباتهم، وبزاوية  مقدارها 180 درجة ، بجهود من "تأبط سرا " وجولاته المكوكية بين بغداد ودمشق .
النكبات العراقية ترتبط بنشاط مشعلي الحرائق توفرت لهم  ارضية مناسبة وظروف ملائمة ودعم من كان بيده  حق اصدار القرار" تأبط سرا " وبهذه المعادلة حلت الكارثة ، ولا يوجد في الافق  مايشير الى تفادي اضرارها او في اقل تقدير يحدد مكان خطورتها ، ليستعد لها العراقيون وبضربة رجل واحد ، يفتحون صفحة جديدة في التاريخ ، ويشعلون صفحة من "تأبط سرا " وبطانته من فرسان "كتيبة  الملخيات " المدرعة  المختصين بخوض الحروب الصوتية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram