في الصراع الأزلي بين الرجل والمرأة يظن الرجل انه حقق نصرا على المرأة وتظن المرأة انها حققت النصر على الرجل ..الاول يفتخر دائما بانه أوقع هذه في شباكه و"كسر انف " تلك، والثانية تزهو برفضها هذا وصدها ذاك أو الفوز بأبسط حقوقها.. لا أحد منهم يعترف بهزائمه ويبقى كل واحد منهم يعتقد انه انتصر على الاخر كما الانتصارات العربية التي تحول الهزيمة الى نصر والنكسة الى تجربة والانكسار الى انتصار ..!
هذا الصراع الذي لن ينتهي جعل من قضية حقوق المرأة قضية شائكة تخضع لأمزجة وحساسيات ذكورية .لهذا ، مازالت المرأة تطالب بالكثير من حقوقها التي يستلبها الرجل باسم القانون او الدين او العرف الاجتماعي وتنحت في الصخر لتحصل على نزر يسير منها فتعتبره انتصارا لها في مجتمع ذكوري حتى النخاع ..
اكثر ما يؤلم في هذا الصراع هو ان يقتل الرجل المرأة ويمارس معها اقسى أنواع العنف ويعتبر ذلك انتصارا له وللمبادئ والأفكار التي يتبناها والتي تعتبر المرأة عورة لابد من إخفاءها تحت نقاب وعباءة سوداء وعار ابدي لابد من اجتثاثه حين يحاول ببساطة ان يرفع صوته مطالبا بإثبات وجوده كانسان ..حدث هذا بكثرة في كل المناطق التي وضع تنظيم القاعدة قدمه فيها فسمعنا عن امرأة تم جدع فمها وأذنيها في طالبان لأنها زارت والدتها المريضة دون ان تستأذن زوجها ، وعن نساء أقيم عليهن الحد بالجلد او الرجم بالحجارة حتى الموت في افغانستان لاتهامهن بالزنا وكنا نتعاطف معهن ونتألم من اجلهن ولم يدر في خلدنا يوما ان يضع تنظيم مثل داعش قدمه في بلدنا ويبدأ بتسجيل انتصاراته الذكورية على المرأة ضمن سعيه لنشر مبادئه وأفكاره التي يصبغها بصبغة الدين لمنحها شرعية وقبولا ..صرنا نسمع يوميا عن قتل نساء في الموصل ..طبيبات وناشطات ومحاميات كوسيلة لترويع النساء الاخريات والتزامهن بكل ما تفرضه عليهن داعش من قوانين وضمان طاعتهن وبالتالي اختبأت نساء الموصل تحت النقاب وغادر اغلبهن وظيفته ليقبعن في منازلهن وسيكون عليهن السمع والطاعة في حالة إجبارهن على الزواج او قبولهن بزواج ازواجهن من زوجة ثانية وثالثة ورابعة ...
اذا كان خطر داعش يهدد الشرق الأوسط كله وحتى الغرب كما يرى محللون سياسيون عالميون فالمراة هي الضحية الاولى في هذه الحالة لأنها لابد ان تهيء نفسها لفقدان زوجها وأولادها وكل عائلتها احيانا وان تتقبل عودتها الى قرون مضت فتنسى اختيارها المظهر الذي يعجبها ونضالها من اجل نيل حقوقها ودراستها لسنوات من اجل حصولها على مهنة تحب ممارستها وحقها في اختيار الزوج وحقها في الحياة برمتها ..لن يكون بوسع المرأة بعد الان الا ان تتمنى وتدعو الله ان يندحر داعش ويخرج من العراق لأنها وبعد ان كانت تخوض صراعا متكافئا احيانا مع الرجل لانتزاع حقوقها لن يمكنها بعد الان ان ترفع عينيها في حضرته مادامت تختبئ تحت ستار النقاب ويكبلها الخوف من العقاب.
انتصارات ذكورية
[post-views]
نشر في: 13 أكتوبر, 2014: 09:01 م