TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "خرافة"السيادة و"جسر"الفضيلة

"خرافة"السيادة و"جسر"الفضيلة

نشر في: 14 أكتوبر, 2014: 09:01 م

عندما يقرر البعض أن يبيح لنفسة نهب المال العام وقتل الناس على الشبهة ، عندما تزول حرمة الحياة والوطن فأية حرمات تتبقى؟ لذلك يتحوّل البكاء نوعاً من الضحك، لأن كل شيء يتحول إلى عبث وعجز.. وأتمنى ألّا يسخر مني البعض ويقول"يارجل"صدّعت رؤوسنا بجماعتك العابثين، بينما نحن نعيش عبثاً من نوع لم يخطر على بال حتى كامو نفسه، فعندما تتجول السيارات المفخخة بحرية لتخطف أرواح الأبرياء ، كيف سينظر الناس إلى قولك إن ارتداء المرأة للسروال في العمل عيب؟ وعندما يُقتل الشباب على الهوية ، كيف سيصغي الناس الى قراراتك بمنع الاختلاط في الجامعات؟
عندما يعتقد" فخامة" نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ، أنه لا يزال الرجل الأول والأوحد في العراق ، ولم يلحظ أن البلاد تحولت بفضل خططه الأمنية إلى غابة من الجثث ، فإن هناك حتما اتفاقاً بين الجميع على ان يبقى الموت مخيماً على هذه البلاد، وبدلاً من أن يخجل ساسة البلاد وقادته ويتواروا عن الأنظار، نجدهم يتسابقون على الفضائيات، كل منهم يرفع شعار"سيادة العراق خط أحمر"، هل المطلوب منا أن نصفق لهم، أم نذكّرهم أن الانبار في طريقها الى ان تلتحق بمدن الخليفة البغدادي؟ أليس مضحكاً ومبكياً في آنٍ واحدٍ حين نقرأ تصريح رئيس اللجنة الامنية لمجلس محافظة الانبار، من أن قوات الجيش في معسكر هيت، انسحبت من موقعها وأن الأمر، صدر بالتنسيق بين القادة العسكريين والمسؤولين في المحافظة"، وفي النهاية نراه يزفُّ البشرى"قضاء هيت أصبح مئة بالمئة تحت سيطرة داعش"!
أثقلت صفحات"الغثيان" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول،"السيادة وأخواتها".. والله العظيم يا جماعة"مهزلة"، عليكم ان تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنه، وكأن ضياع الموصل لا يمس السيادة وقضم أجزاء من الأنبار لا علاقة له بالأمن الوطني، ورفع رايات دولة الخلافة في تكريت مسألة فيها نظر وليست مأساة وجريمة مسؤول عنها قادة عسكريون لا يزالون يتمتعون بامتيازاتهم ومناصبهم برغم كل الخراب!
لا تبتئسوا فقد خرج علينا الفريق قاسم عطا أمس مبتسما:"ليطمئن أبناء شعبنا العزيز بأن خبر إقالتي عارٍ عن الصحة"؟ طبعاً السيد الناطق السابق واللاحق لم يتحدث عن العار الذي يلاحقنا جميعا، ونحن نقرأ ونسمع كيف يتباهى تنظيم داعش بأنه منح النساء والأطفال الإيزيديين الذين أسرهم الى مقاتليه كغنائم حرب، وبيعهم كالعبيد!
هل تعرف يا سيادة الفريق أين يحتجز داعش أسراه من الإيزيديين والمسيحيين؟ هل لك علاقة بما جرى ويجري من خراب؟ أيها السادة لقد مللنا خرافة السيادة ، فأنتم قبل غيركم تعرفون وتدركون أن لا علاقة لكم بما تخطط له أميركا ، لا قرار ولا مجرد كلمة!
هل تريدون عبثاً أكثر من هذا؟ هاكم ما يريد أن يفعله حزب الفضيلة في البصرة،فقد اكتشف السادة القائمون على الحزب أن خراب البصرة سببه جسر يربط بين ضفتي العشار، وذلك بعد أيام على قيام عدد من الشباب بإعادة ترميمه وتزيينه بأقفال"المحبة"
ففي موقعه على فيسبوك نشر السيد حازم الميالي وهو احد رجالات حزب الفضيلة في البصرة تساؤلاته المعارضة لفكرة جسر الحب:"هل من المصلحة أن يترك الناس بناتهم يضعن الأقفال على الجسور وفي اماكن غرائزية مع الشباب بحجة التنفيس في بلد منكوب؟ من المؤكد ان هذا الجسر سيتحول إلى جسر للمضاجعة بعد أيام".
طبعاً لا أريد أن أعلّق على حديث المصلحة، الذي اتحفنا به السيد الميالي ، فقد اكتوت البصرة بنار"المصالح الحزبية" . أما كوميديا التنفيس في بلد منكوب، فأعتقد أن حزب الفضيلة مارس من قبل وفي محافظة البصرة أنواعاً من التنفيس، أبرزها ضياع ثروات المدينة، وتهجير عدد كبير من العوائل، و"إن كنت ناسي أفكرك"ورحم الله المطربة هدى سلطان.. وعذراً لأنّ الغناء عندكم من الموبقات!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    أولا شكرا لك على هذا المقال الواضح يا استاذ علي حسين.ولذلك يخطأ من ظن يوماً ان لثعالب كوكب الخضرا ناموس او غيرة او دين ؟!اكو واحد ميعرف بعد من الشعب العراقي ان المسرحية الهوليودية الامريكية ما انكشفت وبانت سوؤاتها اللي اصبح الحرامي والقاتل في حكومة غلمان

  2. عمار القطب

    تطرف مقنن وتطرف مفتوح وتطرف مقلم يراد للعراقي ان يختار بينها وانا اقترح ان نرسل بعثات الى اثيوبيا التي كانت تعيش المجاعة قبل عقد كيف تحولت عاصمتها الى عمران ويناء تقف امامها بذهول كما لا بد ان انوه ان اثيوبيا ستكمل مشروع الترام المعلق عام 2016 وان الصومال

  3. ياسين عبد الحافظ

    فى احد سنين الحرب مع ايران,غنت سميرة سعيد عن العراق (عراق الكرامة),فى الاستوديو التقاها الملحن المرحوم طالب القرغولى ليقدمها لنا, لكنه لم يوفق,فلم يكن متواضعا كفاية, فما ان بدت سميرة الاغنية باول كلمة حتى صاح (استوب) , وقام بتوجيه الفرقة بتعليماته , اعادت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram