عندما كان فيليب لاركن شاباً، يعمل امين صندوق لنادي اوكسفورد الانكليزي، قابل العديد من الكتاب والمشاهير ومن بينهم لورد بيرنيرز، جورج اورويل، والأكثـر توقعاً بالنسبة اليه ديلان توماس، اذ ان الشاعر الشهير قد زار الجامعة في شتاء 1941 وأثار عاصفة من الاعج
عندما كان فيليب لاركن شاباً، يعمل امين صندوق لنادي اوكسفورد الانكليزي، قابل العديد من الكتاب والمشاهير ومن بينهم لورد بيرنيرز، جورج اورويل، والأكثـر توقعاً بالنسبة اليه ديلان توماس، اذ ان الشاعر الشهير قد زار الجامعة في شتاء 1941 وأثار عاصفة من الاعجاب وخاصة وهو يقرأ بشكل يثير الاعجاب: صوت بطيء وأخاذ، وسرعان ما خمدت تلك الصورة في الذاكرة.
وفي الايام التالية، توصل الى حكم حزين وهو يكتب لصديقه جيم سوتون: (اجمالاً، كان شخصاً يثير الحزن ومن الصعب ربط الرجل بشعرة.)
وبعد سبعة عقود وفي الوقت الذي كان فيه توماس مادة للأفلام السينمائية التي تتناول السيرة الذاتية للشخصيات البارزة، كان فيليب لاركن قد تحول الى شخص يثير الحزن: عنصري، وكما ان لاركن الشاب لم يستطع ربط ديلان توماس بشعرة، فان عدداً كبيراً من القراء وجدوا صعوبة ربط لاركن بشعرة، اذ انه قد كتب قصائد رقيقة ورائعة مثل: العشب، واغاني حب في آجي وفير أرونديل ، وقصائده تعتبر حقاً صادقة، واضحة ومشرقة، وانتشرت بعد نشر ((سيرة لاركن)) كتبه امدرو موشن.
وفي السيرة الجديدة لحياته التي صدرت اخيراً كتبها جيمس بوك، وهو بروفيسور متقاعد في جامعة هول، وقد حاول تفادي ما يُسيء الى الشاعر، وهو ناقد يميل الى التفهم بدلاً من اصدار الحكم، وهو الامر الذي يأتي بالدرجة الاولى بالنسبة لكتاب السيرة.
وهذا الامر دفع (بوك) الى اصدار أحكام غير صائبة ضد من أحبهّن لاركن، وقال عنهن الناقد (انهن من مخلوقات الشاعر وأفكاره) وهذا الامر قد يثير مونيكا جونز التي دامت علاقته بها اكثر من 30 عاماً، ومن الملاحظات الاخرى، تضخيمه موضوع ((الكارهين لـ لاركن)).
وكما يبدو، فان ما تحدثنا عنه، امر ملازم للكتاب ولا يمكن استثناء لاركن عن بقية الشعراء، وخطاياه ليست اكثر ، فهو منتم الى عصره وطبقته، ومن المحتمل ان تناقضات لاركن تعود جذورها الى مرحلة طفولته، وعلى عكس من الاعتقاد العام، كان لاركن قريباً من والديه، ليس الى والدته ايفا فقط، والتي كتب اليها في مرحلة بلوغه سن الرشد، رسائل كثيرة عن حبّه لها، بل كان يكّن أيضاً محبة لوالده سيدني، وكان يميني النزعة، ولكنه شجع نزعه ابنه نحو موسيقى الجاز.
ويتواجد سيدني بوضوح في طفولة لاركن، في الفترة الزمنية التي امضاها في أكسفورد خلال اعوام الحرب، وعمله في مكتبة ويلينغتون في بيلفاست وقدومه الى ((هول))، المدينة التي ارتبط بها الى الابد، ويذكر الكاتب ايضاً اسماء النساء اللاتي ارتبط بهن عاطفياً: روث باومان، بيتسي سترانغ، وينغريد آرنوث، مونيكا جونز، وزميلته مايف برينان وسكرتيرته بيتي ماكيريث. وهو لم يبذل جهداً لتقريب تلك الشخصيات من القراء، أو يتحدث عن شخصياتهن، كي يصبحن اقرب الى القراء وقد يعوض هذا، قراءاته المطولة لقصائده، والتي تبدو قريبة من القارئ وزاخرة بالأفكار وتنعشه، وكذلك استخدامه رسائل لاركن والتي تذكّر القارئ، عن مدى غرابة أفكار الشاعر.
وقد تحدث مارتن ايميس ذات يوم ((ان حياة الرجل، تعني علاقاته مع النساء)) وقال فيليب لاركن في عام 1950 ((انا وغد رومانسي والأشياء البعيدة تبدو مرغوبة)) وقال عنه أحد أصدقائه (( لقد كذب عليّ، ولكني أحببته)) وجاء ذلك بعد وفاته عام 1985.
وأول المستمعين الى لاركن، لم يكذب أبداً عليه ويقول: لقد منحنا لاركن افضل ما لديه وابقى الأمور الاخرى بعيداً عن الأنظار.وتحدث لاركن عن أشعاره وهو المستمع الاول لها ((أود ان يحس القارئ بها)) وفي أواخر أيامه ((اجل انه في علاقاته، كانت هناك كلمة تتملص منه دائماً ورسائل لاركن الى صديقه بروس مونتغومري محظور طبعها حتى عام 2035، وهذا يعني عدم صدور سيرة اخرى عن حياته.))
عن: الاوبزرفر