فن الكاريكاتير فن قديم ورسامه فنان مشاغب ومشاكس لأنه ينتمي الى الناس وهو قوة تعبير ويتحمل مسؤولية كبيرة وطنية وأخلاقية ويجب ألا يخضع الى خوف التابوات وان يتناول الجميع لأنه فن رسالة.بهذه الكلمات عرف الفنان ورسام الكاريكاتير سلمان عبد الكاريكاتير خلال
فن الكاريكاتير فن قديم ورسامه فنان مشاغب ومشاكس لأنه ينتمي الى الناس وهو قوة تعبير ويتحمل مسؤولية كبيرة وطنية وأخلاقية ويجب ألا يخضع الى خوف التابوات وان يتناول الجميع لأنه فن رسالة.
بهذه الكلمات عرف الفنان ورسام الكاريكاتير سلمان عبد الكاريكاتير خلال الامسية التي اقامها له ملتقى الرافدين للثقافة والحضارة .الامسية التي لم يكن فيها مقدم لان الجميع يعرف سلمان عبد وهي كما قال لا تحتاج الا الى معرفة المعايير الفنية وشهدت عرضا لعدد كبير من الرسومات واللوحات التي رسمها والتي تناولت مختلف الفعاليات بما فيها اللوحات التي تناولت شخصيات سياسية وغير سياسية عراقية مختلفة..ويقول الفنان عبد : لاشك ان الكاريكاتير وسيلة وقناة للتعبير عن الرأي ربما هي أكثر تأثيرا من المقالة والأجناس الادبية الاخرى التي توضح تفاصيل الرأي ..فهذه كلها تخص النخبة بينما الكاريكاتير يستهوي الجميع وهو أكثر رسوخا في الذهن بدليل ان عندي عددا من مجلة الهلال صدر سنة 1969 على ما أظن وهو مخصص للثورات العالمية..فيه صورة كاريكاتيرية من ايام الثورة الفرنسية تظهر مواطنا يكشف عن مؤخرته ويمسح مخرجه بقرارات الحكومة..ترى أي شيء جعل هذه الصورة محفوظة وتتداول بعد مائتي سنة من رسمها وهل كان راسمها يتوقع لصورته هذا الرسوخ؟..ويشير الى ان فنان الكاريكاتير فنان مشاغب ومخالف وشجاع ايضا ويتحمل مسؤولية. ويوضح انه رسم جميع الشخصيات العراقية وكتبت عنها تعليقات عديدة حتى صارت لدي ما يشبه المسلسل وهو اسلوب جديد لم يتناوله احد من قبل مثلما تناولت الاحداث المرتبطة بالشخصية.. ويبين انه يستلهم شخصياته من الاحداث التي يمر بها البلد "فانا اختلط بالناس وأتابع الاخبار واستمع الى التصريحات واكتشف ما هو غير واضح لكي اضعه امام المواطن والمتلقي" ..وأفاد ايضا انه يرسم الارهاب والفساد معا و"أريد من وراء كل هذا ان اشير لكي نبني البلد".مختتما حديثه ان فن الكاريكاتير مسؤولية ولديه قدرة على التفاعل.
وتداخل الباحث حسن عبيد عيسى ان الفنان سلمان صاحب قضية ولقد أخلص لقضيته بدليل انه لم يكتف بالكاريكاتير كقناة توصيل ووسيلة تعبير بل لجأ الى المقالة الساخرة..أما رسومه فإنه دأب على ذات النهج للكبار في هذا الفن..إذ اختلق الشخصيات التي حظيت بقبول شعبي وهي "صابر" وعائلته المكونة من زوجته صبرية وطفلاه الذين يعيشون على الرصيف لا يملكون من حطام الدنيا غير الاسمال البالية..فهناك الراحل ناجي العلي مختلق شخصية الصبي حنظلة..تلك الشخصية التي علقت بأذهان الناس حتى بعد رحيل الفنان ناجي العلي..ويشير ان شخصيات سلمان(صابر وعائلته)حظوا بذات القيمة والاهتمام الذي حظي به حنظلة..
الباحث عبد الهادي البابيث قال ان ما يمتلكه الفنان المبدع سلمان عبد من حس (فطري) رفيع وذوق فني عالي المستوى قد مكناه من ولوج عالم رسم الكاريكاتير وخوض تجربة رائدة امتدت لأكثر من ستين عاماً ..وهذا النوع من الفن يعد اليوم أهم وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي التي تحتاج إلى الفطنة والشجاعة ونظرة الشمول والإنسانية ..وأضاف ان الفنان ذكر بأنه: (يجب أن يكون الرسام شجاعاً وجريئاً ومشاغباً ) وهو حقا ما مطلوب من كل مبدع..وكما يجب ذلك على الكتاب والشعراء والأدباء والصحفيين أن يكونوا شجعاناً وأحراراً ولا تأخذهم في قول الحق لومة لائم.
وتساءل الشاعر مهدي النعيمي .هل ان الصورة الصامتة اكثر تأثيرا من الصورة التي يكتب لها تعليق وهل كان الفنان سلمان مشاكسا مؤثرا ؟
ويرى الشاعر عودة ضاحي التميمي ان ما يميز الفنان عبد صدقه وانتماؤه الحقيقي للوطن والجرأة في الطرح حتى انه مرة كاد ان يعتقل حين اقام معرضا لرسم الشخصيات.
وتساءل الشاعر خالد الخزاعي هل بإمكان أي رسام ان يكون رسام كاريكاتير وبماذا نختلف عن فن الرسم الكاريكاتيري الغربي ولماذا لا يقبل الحاكم العربي والشخصية العامة العربية برسمهم في صورة كاريكاتير؟
ورأى الاديب علي لفته سعيد ان الخطوط لدى سلمان تعتمد على حركتين الاولى محاولة الاقتراب من الرسم الانطباعي ومزجه بالكلاسيكي الكاريكاتيري والثاني الاقتراب من روح الكاريكاتير في بث السخرية سواء بحركة الخطوط او التعليق الذي يضيفه والذي يحمل الفكاهة تارة او السخرية المضحكة تارة اخرى..ويضيف ان المشكلة ان التعليق الطويل يفقد المخيلة للمتلقي لا تجعله يفكر كثيرا بل يقتنع او يرفض لان كل شيء واضح امامه ولكن سلمان من جهة اخرى يريد ان يصل ببساطة الى المتلقي والمتلقي لديه هو المواطن والسلطة او الرجل بالشخصية العامة.
وهو ما رآه ايضا الفنان فاضل طعمة حين قال ان التعليق الكثير على الصورة يفقد الكثير من المخيلة والاقتراب من روح القصدية.مشيرا الى ان فن الكاريكاتير ظهر في مصر التي سبقتنا في هذا المجال.
الشاعر رفعت المنوفي قال : الفنان الكبير سلمان عبد يعد واحداً من اهم رسامي الكاريكاتير في العراق ويتميز بكونه جمع بين الرأي المكتوب والصورة المعبرة ، رغم أن البعض رأى بأن هذا الجمع بين الكتابة والصورة قد أفقد الصورة قيمتها التعبيرية لكنه يبقى فنانا مبدعا ومتميزا له حنكته وتميزه.
فيما قال الدكتور عباس التميمي ان هناك نضوجا وجرأة في تجربة سلمان عبد وهو لديه غيرة كبيرة على وطنه وفي رسوماته نجد الجانب الانساني لذلك اعد فن الكاريكاتير فن الخطورة لأنه يريد ان يبني ويبدع ويصحح..ويضيف : ربما الرسام وفنه يدخل مجبرا نفق السياسة لأنه يدخل مساحات واسعة ولديه التقاطات لا يمكن لأحد ان يلتقطها لذلك المطلوب بحسب راي التميمي ان يتم ايضا التقاط الجانب الايجابي من الحياة وليس السلبي لان الفن رسالة ايضا.