لنقل الحقيقة وإن كانت مرّة ومحبطة ، شئتم أم أبيتم ، لا نصر مرتقب للأسود في دورة الرياض طالما بقي اتحاد كرة القدم يُداري مشاعر المدرب الحماسية التي لم تزل تصوّر للشعب أن رابع مونديال تركيا سيغزو العالم قريباً ويدمّر كل ما بنته المنظومة الاحترافية الخليجية والعربية والآسيوية إذا ما ضربت أقدام لاعبيه الملاعب بأهازيج النخوة للتربع على قمم ولا في الخيال، وأنهم لن يكلّوا أو يملوا في الدفاع والهجوم على جميع الجهات في الدوحة ومسقط وانشون والرياض وسيدني ، وإذا بليلة المنامة توقظنا على صدمة بيان العقل " مشجب منتخبنا الوطني غير صالح لمعركة الخليج الكروية ".
الأحمر البحريني فضحنا .. مع انه لم يكن نداً قوياً غير قابل للانكسار في الميدان بالرغم من اللمسات التنظيمية الذكية التي أجراها المدرب الوطني عدنان حمد على أسلوب وشكل المنتخب الشقيق في فترة قصيرة ، وكنا نترقب أن يبادر المدرب الوطني حكيم شاكر هو الآخر لمنحنا جرعة من التفاؤل لنُبصم كلنا بالإجماع على أن رحلتيه إلى جورجيا وتركيا عززتا من انسجام اللاعبين في ما بينهم ، وأن ودية بيرو أسهمت في إزالة بعض مخاوف الملاك التدريبي من اللعب تحت الضغط ، وأضافت دورة انشون المزيد من القناعة بجدوى توليفته المزدوجة للمهام الدولية، إلا أننا وجدنا أسوداً مُرهقين وبائسين استنزفوا كل طاقتهم في الشهرين الماضيين وسقطوا في فخ اليمن الذي نحمد الله أننا لم نره بعدما راحت وكالة أنباء سبأ تندب حظ منتخبها بأنه ) فرّط بفوز تاريخي على نظيره العراقي) ! وتخبطوا في تمرين المنامة من دون أن يؤكدوا جاهزيتهم للدخول في خليجي 22 بعد 30 يوماً للتنافس على اللقب ومواجهة الأنياب الإماراتية والكويتية والعُمانية الشرسة بشجاعة واندفاع مستحضرين من ليلة تتويج عمو بابا ولاعبينا بالكأس الثالثة في الرياض نفسها عام 1988!
لسنا ممن يتخذون مناسبة العزاء فرصة لمواساة كاذبة تُضمر الحقد والتمني لمزيد من الاحزان كما جُبل المتلونون الذين تقرّبوا كثيراً من المدرب بذريعة المساندة الفارغة من دون أن ينبهوه إلى مخاطر ما يمضي إليه ، فالجيل الحالي الذي رافقه منذ سنوات عدة لم يكن أغلب عناصره يصلحون للمهمات المزدوجة ، وما أعلنه امام شاشة العراقية بأن فصل واجبات الأولمبي عن الوطني ينذر بكارثة وشيكة فهو محق في ذلك لان الكارثة واقعة لا محال في الرياض ومن بعدها سيدني ما لم تأخذ لجنة المنتخبات تصريحه هذا على محمل تهديد مبكر ليعقدوا اجتماعاً طارئاً كما يفترض عقب عودته من البحرين ويُفهم بالمباشر أن استقلالية المنتخب الوطني تحتاج إلى تفرّغ لاعبين تكون واجباتهم محددة ولا يحمّلون طاقات اضافية تُجهـِز على بُناهم النفسية ، وعليه ان يتناغم مع مفاهيم التدريب العلمية التي كثيراً ما يكررها في حواراته التلفازية أن الكرة العراقية بحاجة إلى منتخب بديل ومستقل بملاكه وعناصره وهو اولمبي ( ريو دي جانيرو 2016) ليكون خير رديف مع الشباب في الهدف المشترك بالوصول إلى مونديال 2018.
ولن ينتهي الأمر بتنفيذ هذه الستراتيجية المُلحة ، بل سيكون أعضاء لجنة المنتخبات مسؤولين أمام الإعلام والجمهور في إعلان فحوى اجتماعهم مع المدرب ووضع بنوده الخاصة ببيان للصحافة يكشف الأطر العامة من توجيهات اللجنة وملامح العمل قبيل مشاركته في خليجي 22 لكي تعد الوثيقة ملزمة على الجميع للمساءلة في حال أخفق المنتخب بترجمة تطلعاتنا في الدورة التي أصبح كأسها عصياً على العراق منذ عودته بعد القطيعة عام 2004 في خليجي 17 بالدوحة.
بيان لجنة المنتخبات سيكشف زيف ما ينشر في وسائل الإعلام من صِدقها بأن تشكيل اللجنة من الرئيس فالح موسى وعضوية صباح محمد رضا وجمال صالح وعبد الإله عبد الحميد وكاظم الربيعي وصباح محمد مصطفى ورافد عبد الأمير وإبراهيم قاسم هو إجراء روتيني مفرّغ من الصلاحية، وأن المدرب حكيم شاكر لن يقبل بمشورة أي عضو نتيجة ضعف الثقة والعلاقات المضطربة والحساسيات المتوارثة من مواقف سابقة وما ينقله المنافقون في مجالسهم الخاصة عن نوايا فلان وعلان تجاه المدرب ، لهذا لابد من إعلان لجنة المنتخبات مسؤوليتها التاريخية في تقرير مصير المنتخب الوطني بما يؤمّن نجاحه في خليجي 22 وأمم آسيا المقبلتين عبر إرساء تقاليد احترافية تشعر حكيم بأنه عنصر فعّال في تنفيذ ما يخطط له أو يتقدم أعضاء اللجنة ومعهم المدرب باستقالة جماعية ولا عيب في ذلك طالما أن المهمة تضرّ بمصلحة وطنية وليست تجارة شركة مساهمة !