TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نقمة اسمها التقاعد

نقمة اسمها التقاعد

نشر في: 15 أكتوبر, 2014: 09:01 م

في معظم الدول المتحضرة ، التي تحترم إنسانية الإنسان ، تتكفل قوانينها الحازمة برعاية مصالح رعاياها ، تدرجا من كفالة امنهم ، و،، و.. إلى ضمان معيشتهم سيما شريحة المتقاعدين ، وكبار السن .
في الدول التي تحترم كينونتها ،، ما آن يبلغ المرء من رعاياها السن القانونية للتقاعد ،الخامسة والستون ،(اقل قليلا ، اكثر قليلا ) حتى يتسلم المواطن كتابا من الدائرة المختصة ، تنبهه فيه لأحقيته بالراتب التقاعدي! … الإجراءات طويلة لكنها سلسة ، والوثائق الثبوتية مطلوبة ولكنها غير تعجيزية …بعدها يتسلم المتقاعد او كبير السن الراتب التقاعدي دون مشقة او منة . نقدا او إيداعا، والذي يخضع للزيادة السنوية او الفصلية ،— اوتوماتيكيا— ناهيك عن امتيازات العوق او المرض العضال او مواسم الصقيع .
مناسبة السطور أعلاه ، رسالة ملتاعة من متقاعد عراقي مسن ، خدم الدولة خدمة فعلية لما يقارب الربع قرن ،
اقرأوا معي بعض سطور الرسالة ، بعد حذف عبارات التوسل حد التسول ، لعل إجراء رئاسيا ناجعا يضع حدا او حلولا لمعاناة المتقاعدين في بلد يطفو على الثروات وخزين الطاقة —داينمو الحياة — وسكانه يتضورون جوعا وعطشا ، بردا وحرا ، وخدمات .
…………. بعد التحية…
أتحسب رعبا قبيل حلول استلام الراتب ، آصل المبنى بمشقة ، الزحام داخل البناية شديد كيوم الحشر . الممر ضيق ،البناية قديمة ومتهالكة، الجدران متسخة ، الذباب زبون دائم ولجوج ، الموظفون والموظفات ، برمون نافذو الصبر .
.. أنتظر بعض ساعة في الطابور الطويل .. صوت الموظفة أسمعه كصوت غراب ناعق :: — ماكو فلوس ،،، خلصت الفلوس ، تعال باجر .. باجر جمعة ! السبت عطلة ؟ تعال الأحد.
— والله ما عندي فلوس تاكسي الرجعة ، الله يستر عليج، ساعديني …
،،،،،،،
امرآة مسنة معوقة تتوسل بالموظفة ، التي تتعلل بالتعليمات: — المعاملة يلزمها صحة صدور ، روحي للتقاعد العامة .
يبلغ استعطاف المرآة المسنة حد التوسل ،
— ليس بيدي ،، عندي تعليمات ….
القصص في دوائر التقاعد ، متشابكة ، كقصص الف ليلة وليلة، فيها من المفارقات والمهازل ما يندى له جبين قوانين حقوق الإنسان .. كتبت وكتب غيري -سابقا - عن هذي الانتهاكات اكثر من مرة ،فلم تلق كتاباتنا إلا آذان من طين وعجين ، فهل نجد بعد التغيير إنصافا لهذي الشريحة المغتصبة الحقوق . ننتظر - ومعنا الملايين - آن نحذو حذو الدول المتحضرة بقرارات تعنى بحقوق الإنسان في العراق - عامة - وحقوق المتقاعدين والمسنين - خاصة - وعسى ، عسى ان لا تضيع هذي الصرخة الملتاعة كصيحة في واد ، او كنفخة في رماد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram