في معظم الدول المتحضرة ، التي تحترم إنسانية الإنسان ، تتكفل قوانينها الحازمة برعاية مصالح رعاياها ، تدرجا من كفالة امنهم ، و،، و.. إلى ضمان معيشتهم سيما شريحة المتقاعدين ، وكبار السن .
في الدول التي تحترم كينونتها ،، ما آن يبلغ المرء من رعاياها السن القانونية للتقاعد ،الخامسة والستون ،(اقل قليلا ، اكثر قليلا ) حتى يتسلم المواطن كتابا من الدائرة المختصة ، تنبهه فيه لأحقيته بالراتب التقاعدي! … الإجراءات طويلة لكنها سلسة ، والوثائق الثبوتية مطلوبة ولكنها غير تعجيزية …بعدها يتسلم المتقاعد او كبير السن الراتب التقاعدي دون مشقة او منة . نقدا او إيداعا، والذي يخضع للزيادة السنوية او الفصلية ،— اوتوماتيكيا— ناهيك عن امتيازات العوق او المرض العضال او مواسم الصقيع .
مناسبة السطور أعلاه ، رسالة ملتاعة من متقاعد عراقي مسن ، خدم الدولة خدمة فعلية لما يقارب الربع قرن ،
اقرأوا معي بعض سطور الرسالة ، بعد حذف عبارات التوسل حد التسول ، لعل إجراء رئاسيا ناجعا يضع حدا او حلولا لمعاناة المتقاعدين في بلد يطفو على الثروات وخزين الطاقة —داينمو الحياة — وسكانه يتضورون جوعا وعطشا ، بردا وحرا ، وخدمات .
…………. بعد التحية…
أتحسب رعبا قبيل حلول استلام الراتب ، آصل المبنى بمشقة ، الزحام داخل البناية شديد كيوم الحشر . الممر ضيق ،البناية قديمة ومتهالكة، الجدران متسخة ، الذباب زبون دائم ولجوج ، الموظفون والموظفات ، برمون نافذو الصبر .
.. أنتظر بعض ساعة في الطابور الطويل .. صوت الموظفة أسمعه كصوت غراب ناعق :: — ماكو فلوس ،،، خلصت الفلوس ، تعال باجر .. باجر جمعة ! السبت عطلة ؟ تعال الأحد.
— والله ما عندي فلوس تاكسي الرجعة ، الله يستر عليج، ساعديني …
،،،،،،،
امرآة مسنة معوقة تتوسل بالموظفة ، التي تتعلل بالتعليمات: — المعاملة يلزمها صحة صدور ، روحي للتقاعد العامة .
يبلغ استعطاف المرآة المسنة حد التوسل ،
— ليس بيدي ،، عندي تعليمات ….
القصص في دوائر التقاعد ، متشابكة ، كقصص الف ليلة وليلة، فيها من المفارقات والمهازل ما يندى له جبين قوانين حقوق الإنسان .. كتبت وكتب غيري -سابقا - عن هذي الانتهاكات اكثر من مرة ،فلم تلق كتاباتنا إلا آذان من طين وعجين ، فهل نجد بعد التغيير إنصافا لهذي الشريحة المغتصبة الحقوق . ننتظر - ومعنا الملايين - آن نحذو حذو الدول المتحضرة بقرارات تعنى بحقوق الإنسان في العراق - عامة - وحقوق المتقاعدين والمسنين - خاصة - وعسى ، عسى ان لا تضيع هذي الصرخة الملتاعة كصيحة في واد ، او كنفخة في رماد .
نقمة اسمها التقاعد
[post-views]
نشر في: 15 أكتوبر, 2014: 09:01 م