انشغل العالم قبل أسابيع باستفتاء سكتلندا حول الاستقلال عن بريطانيا، وهو الاستفتاء الذي انتهى بفوز الداعين للبقاء ضمن المملكة المتحدة بريطانيا. ونعلم أن سكتلندا كانت مملكة مستقلة لغاية دخولها في مملكة بريطانيا العظمى سنة 1707 ثم توحدت مع انكلترا سنة 1
انشغل العالم قبل أسابيع باستفتاء سكتلندا حول الاستقلال عن بريطانيا، وهو الاستفتاء الذي انتهى بفوز الداعين للبقاء ضمن المملكة المتحدة بريطانيا. ونعلم أن سكتلندا كانت مملكة مستقلة لغاية دخولها في مملكة بريطانيا العظمى سنة 1707 ثم توحدت مع انكلترا سنة 1801. ولغة سكتلندا الأصلية هي الغالية (من عائلة اللغات السلتية)، ولها تراثها الثقافي الخاص بها وتتميز موسيقاها الشعبية بلهجة مميزة، مثل اختها الايرلندية التي تواصل وجودها في موسيقى الريف الأميركية لاحقاً بفضل المهاجرين الايرلنديين. ويشتهر عازفو الكمان والناي السكتلندي، وكذلك اشتهرت موسيقى القرب السكتلندية. أما تأليف الموسيقى الفنية فقد بدأ متأخراً نسبياً في سكتلاند، ويعتبر الكونت توماس أرسكين 1732 – 1781 أول من ألف السيمفونية من السكتلنديين وكان قد درس الموسيقى في مانهايم على يد يوهان شتاميتس.
اهتم الموسيقار السكتلندي جيمس اوسوالد 1710 – 1769 بالألحان الشعبية وبدأ بتجميعها وأسس دار نشر خاصة به بعد انتقاله إلى لندن سنة 1741 لينشرها في مجلدات بلغ عددها اثنا عشر جزءاً عنوانه "رفيق الجيب الكالدوني." واستعمل هذه الألحان في أعماله ووزع البعض منها للكمان وألف أعمالاً اخرى بنفس الأسلوب الشعبي. لكنه كان غالباً ما ينشر أعماله تحت أسماء مستعارة، منها دافيد ريزيو، لذا يصعب تجميع أعماله والوصول اليها، وتجري اليوم عملية تحقيق للتراث الموسيقي الذي خلفه لنا هذا الموسيقي المبدع. المؤلف المعروف الآخر الذي اشتهر بتجميع واستعمال الألحان الشعبية هو وليام مكغيبون 1690 – 1756 الذي كان عازفاً على الكمان، تأثر بعمالقة الموسيقى وقتئذ مثل كوريللي وهندل وفيراتشيني وكذلك برسل. ألف الكثير من الأعمال للفلوت والكمان لكن لم يصلنا منها إلا القليل.
وقد ألهمت سكتلندا الموسيقار العظيم فيلكس مندلسون خلال زياراته المتكررة في أربعينات القرن التاسع عشر، فألف اثنتين من أشهر أعماله: افتتاحية مغارة فنجال (وتعرف كذلك بافتتاحية الهيبريدز)، والسيمفونية السكتلندية. وأعطت هذه الزيارات وكذلك زيارة فريدريك شوبان دفعة قوة لإحياء الحياة الموسيقية السكتلندية، على الخصوص بعد التطور الاقتصادي والصناعي الكبير الذي شهدته مدن سكتلندا مثل غلاسكو والعاصمة ادنبره.