تمتاز مسيرة الفنانة التشكيلية العراقية الإبداعية ( منى مرعي ) عبر معارضها المتعددة ومشاركاتها الفنية ، بخصوصية لونية انفعالية حادة يستجيب لها حس المتلقي ويغذيها خياله . فهي تحاول جاهده لفت عين المتلقي
تمتاز مسيرة الفنانة التشكيلية العراقية الإبداعية ( منى مرعي ) عبر معارضها المتعددة ومشاركاتها الفنية ، بخصوصية لونية انفعالية حادة يستجيب لها حس المتلقي ويغذيها خياله . فهي تحاول جاهده لفت عين المتلقي على اختلاف بيئاتها ووعيها الثقافي ، بالتركيز على تلك العلاقة الوثيقة بين المثير ( وهو هنا اللون كجزء من مكونات بناء اللوحة ) والاستجابة التفسيرية المرتبطة حتما بمرجعية ثقافية كامنه في بناء وعي المتلقي . وهذا يعني افتراضا وجود علاقة بين مشغلها اللوني وروح الحدث التعبيري المجسد على سطح اللوحة في لحظة الإبداع . فالتخيل اللوني لايتم عن طريق حاسة النظر فحسب ، بل هو نتاج عملية التخيل للمداليل والانعكاسات النفسية للمبدع والمتلقي معا . فبواسطة الثيم ومجسدها اللون يحدث التجاوب الانفعالي بين المتلقي واللوحة كتعبير عن روح الفنان المبدع .
ان الفنانة ( منى مرعي ) لا يهمها أن تكون الألوان الزاهية والصريحة بحرارتها تعبير عن حالة الفرح والانشراح ،والداكنة تعبر عن روح الحزن والتوتر .بل هي تحاول جاهدة في خلق تلك الصدمة اللونية مستغلة روح التوتر كي تصل لروح المعنى المرمز بوصف اللوحة مشروعا دلاليا لونيا يرتبط بطبيعة السرد التشكيلي وطرح دلالات مغايرة لمعنى السائد بطفولية ابداعية ، فالطفل لايرى في اللون الأسود حدادا ، ولا في الأحمر ثورة او دما انما هو انفعال لحظوي يقلب معادلة الواقع المفترض الى روح تجسد الابداع ببراءة الاطفال لخلق معادلة لونية خاصه بها لرمزية اللون في بعده الدلالي وكبنية مهيمنة على إيقاع العزف اللوني وأبعاده وتأثيراته النفسية في تطويره لتلك العفوية مقصودا كان او عفويا احيانا اخرى .أنها في ذلك تربط بشكل وثيق لتسهيل فهم وادراك تلك المداليل ومفاعيلها على سطح اللوحة ، وما يتجسد لحظة التلقي للمشاهد . فهي كما يبدو تحاول ان تخضع الواقع لرؤيتها الخاصة وترسمه ذهنيا قبل صياغته للمتلقي .
أذن هي تقدم اللون في لوحتها كعلامة سيميائية دالة تؤدي دور المجسد للواقع الرمزي المقصود واعادة صياغته من جديد وفق منهج ذهني حكائي يجعله موحيا في سرديات حكائية يومية مرمزة يكون اللون جزءا مهما من حكاية الترميز وتشكيل روح المعنى ، لتحفيز الآثار النفسية والتعبيرية في ذهن المتلقي وإعطاء معنى ينسجم مع قصدية الإيحاء وما يعبر عنه العمل الإبداعي من معنى مكنون في خطاب فكري وجمالي لا تنقصه المغامرة والمغايرة لما عرف من أساليب فنية اخرى . في معالجة غير تقليدية للوصول الى مبتغى النص التشكيلي وفهم تجليات روح المعنى الداخلية على أساس تجريبي يعتمد بالأساس على قوة البؤرة اللونية المهيمنة في كل عمل من أعمالها .
ان الانفعال في خلق القوة اللونية ما هو الا ردة فعل ذاتية ونفسية حادة على انعكاسات الواقع وتجسيد مكنونها لإشباع الدلالة النفسية من حيث المفهوم العام اليومي المؤثر في حياتها وحياة المتلقي الذي لايبتعد عن همومه بذاتيتها . مستعينة كما ارى بعدد من العوامل النفسية المؤثرة والمثيولوجية التاريخية في مخزون الذاكرة الرمزية وعوامل فنية اخرى ، وكلها بالتأكيد تتجسد بتلك الصرخات اللونية.