قالت مجلة "فورين بوليسي" إن المحادثات التي تعقدها الإدارة الاميركية مع الحلفاء الأوروبيين تدور حول توفير مدربين عسكريين من الولايات المتحدة والدول الأوروبية للقيام بمهام تدريب وتعزيز قدرات الجيش العراقي بشكل موسع.وأشارت المجلة إلى أن الإدارة الأميركي
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن المحادثات التي تعقدها الإدارة الاميركية مع الحلفاء الأوروبيين تدور حول توفير مدربين عسكريين من الولايات المتحدة والدول الأوروبية للقيام بمهام تدريب وتعزيز قدرات الجيش العراقي بشكل موسع.
وأشارت المجلة إلى أن الإدارة الأميركية ترى أن مهام تدريب القوات العراقية تتطلب ما لا يقل عن ألف مدرب عسكري وتسعى لتوفير هؤلاء المدربين العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا.
وتستهدف الخطة الأميركية إلى إعادة تشكيل قوات الحرس الوطني العراقي وتأهيل ثلاثة ألوية يصل عدد الجنود في كل لواء إلى 15 ألف جندي يتم تجنيدهم من القبائل السنية في محافظة الأنبار وتقوم وزارة الدفاع العراقية بالإشراف على اختيار وتعيين الجنود في وحدات الحرس الوطني. أما تكلفة الخطة الأميركية فتشير المجلة إلى أن بعض الدول العربية قد تساعد في تحمل تكاليف إعادة تدريب القوات العراقية ووحدات الحرس الوطني.
وتفيد التقارير العسكرية أن العراق لديه 50 لواء عسكريا نحو النصف منها (24 لواء) ليس قادرا على القتال ضد تنظيم داعش ويعاني ضعفا في القدرات والإمكانات.
وفي الوقت نفسه، كثفت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضرباتها في جميع أنحاء بلدة كوباني على الحدود مع تركيا لدعم القوات الكردية وقال البنتاغون إن قوات التحالف نفذت 21 ضربة جوية خلال اليومين الماضيين مما عرقل تقدم مسلحي تنظيم داعش.
ووصف البيت الأبيض الاستراتيجية ضد «داعش» بأنها ناجحة، حيث قال جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض: «هناك أدلة على نجاح الجهود على الرغم من نقص القوات البرية».
وكان أوباما قد التقى كبار المسؤولين العسكريين في أكثر من 20 دولة من دول التحالف مساء الثلاثاء بقاعدة أندروز الجوية. وشارك في الاجتماع سوزان رايس مستشارة الأمن القومي وليزا موناكو مساعد الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي والجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأميركية ، وتحدث الرئيس الأميركي لمدة عشر دقائق أشار خلالها إلى أنه ليس هناك «حلول سريعة» في مكافحة تنظيم داعش، مشيرا إلى أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة مع قوات التحالف ستكون «حملة طويلة الأجل» وقد تشهد تقدما وقد تشهد انتكاسات، ولم يشر أوباما إلى أية تغييرات في ستراتيجية الولايات المتحدة تجاه «داعش»، رغم تزايد الضغوط والمخاوف من قدرة تنظيم داعش على السيطرة على مزيد من الأراضي.
وأعرب أوباما عن قلقه العميق من حصار «داعش» لبلدة كوباني الحدودية وسعيهم للسيطرة على محافظة الأنبار في العراق، وأكد أن واشنطن ستواصل غاراتها الجوية ضد «داعش» في محيط مدينة كوباني لمنعه من السيطرة على المدينة. وأشار أوباما إلى بعض «النجاحات» في العراق وتحديدا في أربيل وجبل سنجار واستعادة السيطرة على سد الموصل. وأكد أن تنظيم داعش يشكل تهديدا للدول المجاورة، وفي نهاية المطاف يشكل تهديدا خارج منطقة الشرق الأوسط، إلى الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.
وقال أوباما: «نحن متحدون في هدف تدمير (داعش) بحيث لا يعد تهديدا للعراق والمنطقة أو المجتمع الدولي». وأضاف: «(داعش) ليس جيشا نظاميا نلحق الهزيمة به في ساحة المعركة وسيستسلم في نهاية الأمر وما نكافحه هو سلسلة من التطرف الآيديولوجي التي تأصلت في أجزاء كثيرة من المنطقة ونواجه طائفية وانقسامات سياسية طويلة الأمد في المنطقة وحرمانا اقتصاديا وافتقارا للفرص بين الشباب». وشدد الرئيس الأميركي على أن إلحاق الهزيمة بـ«داعش» لن يتم من خلال حملة عسكرية فقط وإنما من خلال حملة متعددة الأبعاد لمكافحة أفكار آيديولوجية متشددة وقال: «علينا العمل والتوصل لرؤية بديلة لأولئك الذين ينجذبون للقتال داخل العراق وسوريا والتأكد من التزامات رئيس الوزراء العبادي بالتنوع السياسي الذي يترجم إلى تقدم حقيقي وتتطلب منها تعزيز المعارضة المعتدلة داخل سوريا»
وتعهد بمواصلة تقديم المساعدات للمتضررين من السكان وللأردن ولبنان وتركيا الذين وصفهم الرئيس الأميركي بأنهم يتحملون عبئا غير عادي في استضافة اللاجئين.
وأشار مسؤول عسكري إلى أن المشاركين في الاجتماع أجمعوا على المخاطر التي يشكلها تقدم مسلحي تنظيم داعش والمكاسب التي يحققها التنظيم، وأن الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ليست بالفاعلية الكافية لوقف تقدم مسلحي «داعش».
وأبدى مسؤولون عسكريون أوروبيون قلقهم من عدم فاعلية الضربات الجوية التي بلغت 487 ضربة جوية حتى الآن. وأشاروا إلى أن نجاح تلك الضربات كان مقصورا فقط على استعادة السيطرة على سد الموصل، لكن تلك الضربات لم تنجح في منع تقدم «داعش» في محافظة الأنبار واجتياح بلدة كوباني. ودار النقاش حول قدرة الضربات الجوية على تحقيق تقدم دون استخدام قوات برية تساندها.
وأبدى بعض المسؤولين العسكريين القلق من موقف الإدارة الأميركية مما يحدث في سوريا وكيفية مواجهة «داعش» في العراق دون معالجة للوضع في سوريا، وطالبوا بموقف واضح حول الرئيس السوري بشار الأسد.