اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > شؤون الناس > مهنة العطارة تزدهر في ظل غياب الرقابة على وصف الأدوية !

مهنة العطارة تزدهر في ظل غياب الرقابة على وصف الأدوية !

نشر في: 18 أكتوبر, 2014: 09:01 م

مهنة العطارة من أقدم المهن المعالجة للأمراض التي تصيب الإنسان، حيث يمارسها العديد من الأشخاص سواء بالوراثة أو عن طريق التدرب عند أحد العطارين، وهي من المهن التي تحتاج ممن يمارسها إلى المعرفة التامة بأنواع الأعشاب المختلفة. ومن الأعشاب متداولة الاست

مهنة العطارة من أقدم المهن المعالجة للأمراض التي تصيب الإنسان، حيث يمارسها العديد من الأشخاص سواء بالوراثة أو عن طريق التدرب عند أحد العطارين، وهي من المهن التي تحتاج ممن يمارسها إلى المعرفة التامة بأنواع الأعشاب المختلفة. ومن الأعشاب متداولة الاستخدام بحسب العطار الثلاثيني سعيد قاسم “القيسوم واليانسون والكمون والشومر ورجل الحمامة والشيح والزعفران والجنزبيل وغيرها من الأنواع، إضافة إلى أن هناك أنواعا عدة من الزيوت التي تتميز باستخداماتها المتنوعة”.

وقال قاسم “كنت أعمل مع والدي وأنا صغير وكان العمل بسيطاً والناس قليلون، ولحاجة والدي لي تركت المدرسة وتفرغت لمساعدته، فبدأت أتعلم المهنة شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى المستوى المعرفي الجديد في مجال العطارة والأعشاب الطبية وراثة عن أبي، وكان ذلك في بداية التسعينات من القرن المنصرم، وهذه المهنة مرتبطة بأسرتنا منذ القدم”.

وأضاف إن دكان العطارة هي “عبارة عن صيدلية خاصة، لأنها تحتوي على الكثير من المواد ذات الفائدة الكبيرة والتي يستخدمها الناس باستمرار وأهمها الزنجبيل الذي يستخدم لمعالجة الرشوحات وأمراض الصدر، والشيح والقيسوم اللذان يستخدمان لمعالجة أمراض البطن”، موضحاً أنه توجد عنده أكثر من مئة نوع من الأعشاب الطبية مثل “اليانسون والبابونج والحلبة والكمون”، وهذه الأعشاب بحسبه “تغلى وتشرب خصوصاً في فصل الشتاء لأن لها فوائد كبيرة”. وأكد سعيد أن مهنة العطارة توسعت كثيرا في هذه الأيام مقارنة بالأيام القديمة التي كان فيها البائع الجوال يتنقل بين القرى حاملاً معه مواد العطارة ليبيعها للنساء، وبحسب ما قال له والده “في الوقت الحالي أصبح العطارون منتشرين في كل مكان سواء في الريف أو البادية وبأعداد كبيرة”. ويزيد أنه يقوم بإعطاء وصفات مختلفة للمرضى، مرشدا إياهم إلى أفضل أنواع الأعشاب الطبية، ومبدياً تخوفه من انقراض هذه المهنة التي تشكل جزءا من التراث. فيما وجدت أم أمير التي ” تنتظر أمام محل العطارة لحين تأمين العطار لها المواد التي دونتها على ورقة. ومن بين المواد التي طلبتها “ الحلبة “ و”حبة سودة” وغذاء ملكات النحل؛ إذ سمعت بالفوائد العظيمة لتلك المواد في تحسين النفسية والاسترخاء وتأخير الشيخوخة، ولتدفع أم أمير للعطار ما يقارب الـ“35” الف دينار كلفة المواد التي اشترتها. وتشير أم أمير في حديثها قائلة أن المواد الطبيعية تعد آمنة ولا مضار منها، معبرة عن ذلك بقولها “إذا لم تنفع فإنها لن تضر”.
وأثناء انتظار أم أمير تواجدت فتاة في ربيع العمر تسأل العطارعن خلطة لتبيض البشرة، ليجيبها على الفور بتوفر جميع الخلطات التي تحتاجها البشرة. وطلبت الفتاة من العطار تزويدها بالخلطات التي تحسن من شكل البشرة وتبيضها لتدفع في النهاية للعطار خمسة عشرألف دينار ثمن عبوتين من المرهم المصنوع من الأعشاب الطبية.
كذلك تواجد شاب "20 سنة" ، يسأل العطار عن خلطة لعلاج الثعلبة فيقوم العطار بإعداد الوصفة التي تعالج مرض الثعلبة. وتعد العطارة ملاذا للكثير من المواطنين الذين يئسوا من العلاج بالأدوية أو لا يرغبون بإدخال المواد الكيماوية إلى أجسادهم. ولا يقتصر زبائن محال العطارة على الفقراء أو محدودي الدخل بل أصبحت تكسب شعبية واسعة لدى الأغنياء أيضا.
فقد اصطفت سيارة بالشارع المقابل لمحل العطارة لتنزل منها سيدة يتضح من هيئتها انتماؤها للطبقة فوق المتوسطة، لتسأل العطار عن خلطة لتطويل الشعر؛ وإذ بالعطار يتجه إلى إحد أزقة المحل ويتناول من أحد الرفوف عبوة من الزيت يدعى “زيت الحية” ليعطيها للزبونة بعد إخبارها بكيفية الاستخدام. ويقول صاحب محل عطارة مشهور في مدينة بغداد ، ، إنه يقصد محله مواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية يطلبون منه وصفات مصنوعة من الأعشاب الطبيعية الطبية كل حسب حالته.
ويشير العطار، والذي ورث من والده محل العطارة، إلى أنه يعتمد في وصفاته على الخبرة التي اكتسبها من والده إضافة إلى العلم والرجوع إلى بطون كتب الخوارزمي وابن سيناء.
ويلفت إلى أن محل العطارة والذي يعود إلى العام 1941 ما يزال يستقطب أعدادا كبيرة من الزبائن والمرضى إلى يومنا هذا. ويطالب الرجل بوجود نقابة للعطارين تنظم مهنة العطارة وتمنع المتطاولين والدخلاء على تلك المهنة ممن يستغلون المواطنين فيصفون ويبيعون المواد بشكل عشوائي ودون دراسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

سلطة الطيران المدني تناقش آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية

سلطة الطيران المدني تناقش آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية

المدى بغداد أعلن رئيس سلطة الطيران المدني العراقي نائل سعد عبد الهادي، اليوم، مناقشة آلية جديدة لترخيص المطارات العراقية.وقال عبد الهادي، في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إنه "تم اليوم مناقشة طبيعة الإجراءات الجديدة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram