TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مهدي الغرّاوي "المفترى عليه "!!

مهدي الغرّاوي "المفترى عليه "!!

نشر في: 19 أكتوبر, 2014: 09:01 م

شكراً لوكالة رويترز للأنباء، لأنها أزاحت الغمة عن عيون هذا الشعب المغرّر به، بعد أن حاولت القوى الإمبريالية، ومعها أصحاب الأجندات الأجنبية الصيد في الماء العكر في قضية الفريق الركن مهدي الغراوي المفترى عليه، فقد أخبرنا قائد عمليات الموصل خلال حديثه "الشيّق"و الممتع"أن (داعش) دخلت الموصل للأسباب الآتية:
إن القوات الأمنية كانت تنقصها الأسلحة والذخائر، فحسب رواية الغراوي تم نقل المشاة والمدرعات والدبابات إلى الأنبار حيث قتل أكثر من 6000 جندي، أتمنى ان تنتبهوا معي الى الأرقام جيداً، وهرب من الخدمة 12 ألفاً غيرهم، مرة أخرى نحن مع لعبة أرقام مثيرة، ويضيف الغراوي لم تبق في الموصل أية دبابات، كما أن المدينة كانت تعاني نقص المدفعية، كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين، وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم من أجل ألا يحضروا لثكناتهم ولا يؤدوا ما عليهم من واجبات!
تحمّلوني قليلا أرجوكم، في 3/4/2014 ظهر الغراوي يبتسم في صورة جمعته مع القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، ليعلن أن قواته استطاعت السيطرة على المنطقة الغربية من الموصل ، وأن القوات الأمنية تمشّط المنطقة بحثاً عن الإرهابيين الذين هربوا.. وأتمنى ألا يضيق صدركم، فقبل هذا التصريح ظهر السيد الغراوي نفسه ليلتقط صورة مع الوكيل الأقدم و"الدائم"لوزارة الداخلية عدنان الأسدي، ليعلن بالحرف الواحد :"أن محافظة نينوى ستكون الأكثر أمناً في العراق بعد أن تمت السيطرة الكلية على كل مناطق المحافظة من قبل القوات الأمنية العراقية مضيفا"أن الخروق التي تحدث هنا أو هناك ما هي إلا بقايا لخلايا منهكة سيتم القضاء التام عليها"ويمكنك عزيزي القارئ أن تستعين بالسيد"غوغول"فستجد على صفحته الكثير من هذه الأحاديث الوردية التي كان يطلقها الغراوي وقنبر وغيدان وعطا ومعهم السيد المالكي، وهم ينشدون مع الراحلة سعاد حسني"الدنيا ربيع والجو بديع"وياشعب ياناكر الجميل عليك أن تغلق كل المواضيع.
وأعود للغراوي الذي يخبرنا:"أن واحدا من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي بالانسحاب من الموصل هم:عبود قنبر أو علي غيدان أو المالكي نفسه الذي كان يوجّه كبار الضباط من بغداد".
لا أريد أن أذكر الفريق الغراوي بالبيان الذي صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة بعد ثلاثة أيام من سقوط الموصل والذي ردت فيه على وسائل الإعلام"المغرضة"التي تتحدث عن الانسحاب ، وما زلت أتذكر وصية السيد عبود قنبر لنا نحن معشر المشاغبين من الصحفيين والتي قالها مجاملة بالعمية العراقية: "ياجماعة تأكدوا ميصير تنشرون أخبار ملفقة "في ذلك الوقت خرج علينا السيدان مهدي الغراوي وعلي غيدان بتصريح ناري يؤكد أن الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام عارية عن الصحة، وأن القائدين لم ينسحبا من الموصل ولم تنقلهما طائرة من أربيل إلى بغداد، فهذه كلها صور وأخبار يفبركها الإعلام العميل!
يريدونك ألا تسأل.. وألا تحاول أن تعرف.. وألا تصدق بيانات المنظمات الدولية، حول تورط هذا، وتواطؤ ذاك، ولا يريدون تقديم إجابات لأسئلتك.
قبل أشهر صفَّق البعض وهتف، وهو يستمع للسيد نوري المالكي يقول إن رؤوساً كبيرة ستتدحرج في قضية الموصل،ووعدنا في إحدى خطب الأربعاء"الحزينة"بـ"معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط وآمرين في أحداث الموصل"ثم اكتشفنا أن الأمر مجرد كلام في كلام!
ولهذا مطلوب منا جميعاً أن نسأل : أليس من حقنا أن يخرج مسؤول ليقول بكلام واضح وصريح: مَن يقف وراء"خراب" الموصل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    الأستاذ الفاضل علي حسين العالم يدار الكترونيا والحروب الانترنيتية الافتراضية فلا قيم ولا قوانين ولا دساتير سيادية في عالم اليوم الذي تتحكم به قوى العولمة المافيوية التي تتزعمها الولايات المتحدة الامريكية التي لعبت الشوملي بسكان الارض والله يستر اذا وصلوا

  2. عراقي حزين

    الاخ علي المحترم منذ بداية الحرب مع ايران ولحد كتابة هذه السطور ،أعتاد الكثير من القادة العسكرين المبالغه في تعبير المواقف المبالغ فيها او أستطيع القول ( الكذب) غايتهم : * أرضاء القائد الاعلى ،لتغطية الفشل الذي يحدث في ساحة المعركه * الحصول على المكاسب (

  3. ابو اثير

    هناك نقطة مهمة في تأريخ السيد العبادي أذا أراد أن يدخل التأريخ من أوسع أبوابه ويكون قائدا وزعيما للعراق ولشعبه الجريح ... وهي تقديم الرؤوس الكبيرة المتمثلة بالمالكي والقادة العسكريين الكبار ووزير الدفاع والداخلية وكالة وجميع من أوصل العراق الى الخراب أذا

  4. مواطن عراقي

    استاذ علي المحترم السمكه خايسة من راسها. هل استطيع ان اسأل من هو بطل تهريب سجناء ابي غريب في بداية عام 2013؟ الم يكن ابن بطل تسليم الموصل الى داعش؟ الاستاذ هرب اكثر من 1400 سجين من القاعدة علما بان فوج حماية السجن استنجد بقوات اسناد وطيران الجيش ولم ترسل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram