احتفى الملتقى الثقافي لاتحاد الأدباء في المركز البغدادي الأسبوع الماضي بالعازفة رنا جاسم عبيد، التي قدمت عدداً من المقطوعات الموسيقية العالمية والعربية. وأوضح مقدم الجلسة الروائي صادق الجمل ان الفنانة رنا تعد ظاهرة متميزة بدأت ﻣﺸوارها الفني مع آلة اﻟ
احتفى الملتقى الثقافي لاتحاد الأدباء في المركز البغدادي الأسبوع الماضي بالعازفة رنا جاسم عبيد، التي قدمت عدداً من المقطوعات الموسيقية العالمية والعربية. وأوضح مقدم الجلسة الروائي صادق الجمل ان الفنانة رنا تعد ظاهرة متميزة بدأت ﻣﺸوارها الفني مع آلة اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ﻣﻨﺬ عمر الأربع ﺳـﻨﻮات وﺑﻘﻴﺖ تتمرن على ﻫﺬﻩ الآلة حتى التحقت بمعهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى، وكانت من الأوائل على دفعتها عام 1999، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة.. شاركت في العديد من المهرجانات الموسيقية داخل وخارج العراق أهمها مهرجان القاهرة الثقافي. ثم حصلت على شهادة تدريبية من الولايات المتحدة الأميركية بعد ان عزفت في استوديو نيويورك أغنيات تراثية عراقية.. كما عملت في مجال التوزيع الموسيقي والموسيقى التصويرية ولديها مجموعة أعمال لبرامج وأفلام وثائقية. وفي معرض حديثها أوضحت العازفة رنا جاسم انها تسعى لتطوير الثقافة الموسيقية في مجتمعنا الذي تعرض لهجمات رسخت فيه افكاراً سلبية كثيرة. وقالت: لابد من نشر الوعي الموسيقي بين مجتمعاتنا، والتعريف بأهمية الثقافة الموسيقية ودورها التربوي لتنشئة جيل متفتح للحياة والإبداع.
وفي مداخلة للفنان محسن فرحان بين انه يعرف العازفة رنا جاسم منذ زمن من خلال الإعلام وليس على الصعيد الشخصي. وقال: اعتز كثيراً بشخصيتها وصبرها وصلابتها وحربها للعادات والتقاليد التي أصابت مجتمعنا أثناء السنوات الأخيرة إذا لم تكن موجودة سابقاً. مشيراً الى ان فترة الستينات والسبعينات شهدت وجوداً للعازفات.. لافتاً الى انه يتوقع للفنانة رنا مركزاً ثقافياً جيداً، لكونها لم تشغلها بعد دراستها شيئاً عن اهتمامها بفنها وتطوير مهاراتها الموسيقية، وقد وجدت في الفيسبوك وسيلة لنشر مقطوعاتها بين الجمهور حتى اصبح لديها الكثير من المعجبين قبل ان تعرف اعلامياً.
في غضون ذلك كشف القاص شوقي كريم انه ذات يوم تملكته الدهشة وهو يتطلع مبهورا الى رنا من خلال شاشة قناة الحضارة. وقال: تساءلت حينها كيف يمكن لوطن يصنع كل هذا الموت، ان يصنع موسيقى.؟! ولفت: إنها مفاجأة ان نجد فتاة جميلة تتحدث بوسامة عن الموسيقى، ونحن الذين ندعي أننا أدباء وأصحاب مشاريع ثقافية انهزمنا أمام هذا الجبروت.. وتابع: يتحدث البعض عن عراق شامخ، انا لا أريد عراقاً شامخاً، وانما أريد عراقاً فيه الكثير من الفتيات اللاتي يتحدين المجتمع مثل رنا، يتحدين الخوف ويعزفن الموسيقى. لا أريد عراقاً موحداً، دعونا من الوحدة وما اليها، أريد عراقاً يعشق المسرح والجمال، يكتب الشعر ويعزف ويغني مثلما كنا في السبعينات. وأوضح: نحن أصحاب خيبة أمل ثقيلة، ولا يمكننا النهوض الا من خلال فنانات يحملن الحب والجمال بصدق، وقد تابعت ذلك على قناة الحضارة، وجئت اليوم لأشاهده هنا في هذه القاعة، فسلاماً لفنانتنا المبدعة رنا، ولكم لأنكم حضرتم من أجل الموسيقى، وسلاماً لموسيقى العراق.