يعد هذا الكتاب وثيقة أكاديمية مسرحية أولى في مسرح الشارع ، وهو اول رسالة ماجستير كتبت عن مسرح الشارع باللغة العربية في الوطن العربي ، ونوقشت في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل وحصلت على درجة الامتياز بمرتبة الشرف وهي درجة لم يحصل عليها طالب في قسم ال
يعد هذا الكتاب وثيقة أكاديمية مسرحية أولى في مسرح الشارع ، وهو اول رسالة ماجستير كتبت عن مسرح الشارع باللغة العربية في الوطن العربي ، ونوقشت في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل وحصلت على درجة الامتياز بمرتبة الشرف وهي درجة لم يحصل عليها طالب في قسم الفنون المسرحية من قبل ، وبهذا يعد الكتاب مرجعا مهما يضاف الى المكتبة المسرحية العربية .
مع بدايات القرن المنصرم لجأ المسرحيون الى البحث عن صيغ وأشكال مسرحية جديدة للوصول الى علاقة تتسم بطابع حميمي ومباشر مع الجمهور بعد مغادرة مسرح العلبة وكذلك للتعبير عن أفكار الإنسان ومشكلاته , لذا فقد كان الفضاء المفتوح , مكاناً بديلاً تقدم فيه العروض المسرحية فظهرت العديد من الأشكال المسرحية الجديدة التي لها امتدادات تأريخية منذ نشوء المسرح ، ويعد مسرح الشارع الذي يهدف الى تقديم عروضه في أماكن تواجد الجمهور , احد تلك الأشكال ، حيث يسعى هذا المسرح الى تحقيق مشاركة واعية بينه وبين الجمهور , من خلال تضمين موضوعاته محمولات فكرية عديدة تكون قريبة من الواقع اليومي لهذا الجمهور .
كتب الناقد المسرحي الدكتور حسن عطية تقديما للكتاب جاء فيه : (بعقلية باحث مستنير يقدم على اقتحام حقول غير دارجة ، تلقى به في خضم التجارب العملية ، يفحصها بإمعان كي يستخلص منها النتائج العلمية المفيدة ، بهدف تزويد الدراسات المسرحية العربية برؤى جديدة نابعة من حركة الواقع ، وليس فقط من تراكم الدراسات النظرية ، صاغ الناقد والمؤلف المتميز "بشار عليوي" كتابه هذا ، ساعيا بجهد علمي ونظرة نقدية ثاقبة بها لتوثيق العروض المسرحية المحطمة لجدر الأبنية التقليدية ، وفضاءاتها المغلقة وفقا لنمط المسرح الإيطالي ، المقتحمة الشارع عائدة لجمهورها العام ، الذى تفتقده كثيرا في الفضاءات المغلقة...) .
إن العروض المسرحية التي تُقدم في الشوارع والساحات والأماكن العامة تهدف الى إيصال خطاب معرفي بالاعتماد على تفاعل الجمهور معها من خلال إشراكهِ في اللعبة المسرحية لأن هذه العروض تُقدم في مكان التواجد العشوائي لهذا الجمهور وبالتالي تحظى تلك العروض بوجود جمهور متفاعل معها , حيثُ إن مسرح الشارع وجد بحيث يلتقي بالناس حيثما كانوا .