هل وضعت حرب معارضي إدارة نادي الشرطة الرياضي أوزارها بعد تحديد يوم الثلاثاء المقبل موعداً نهائياً لإجراء انتخابات مجلسها الجديد؟! المعطيات الواردة من المعسكرين تؤكد أن الطرفين اختارا هدنة مؤقتة احتراماً لقدسية الدستور الانتخابي الذي يقتضي احتكام الجميع إلى صوت الهيئة العامة التي تمتلك الحق الحصري في تسمية ولي أمرها المسؤول عن مصير البيت الأخضر لأربع سنوات أخرى في متوالية الرئاسة التاريخية لأحد أهم رموز الرياضة العراقية ومنجم أبطالها الذين من الصعب تكرارهم على مرّ الأزمنة.
إن كل شيء قابل للإصلاح والتصالح مهما كان مستحيلاً إذا ما توفرت النيات الطيبة وتسامت النزعة البشرية فوق أطماعها وأنانيتها ، وكذلك بالإمكان أن تمتد أيدي الثقة لبناء عمود سقف التسامح ليلامس أفق مستقبل الشرطة المتوثب لنهضة كبيرة تبدأ بمشروع الموهوبين مروراً بصرح الملعب الكبير وانتهاءً باستقلاليته كنادٍ نموذجي ضمن معايير الاحتراف (الأموال والبُنى التحتية) متى ما تم إقرار ملكيته في حال صدور قرار وزاري يمنح أندية المؤسسات فرصة التهيؤ لإتمام متطلبات الحصول على ترخيص الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للدخول في منظومة الاحتراف أسوة بالأندية القطرية والسعودية والإماراتية التي لم يزل عدد كبير منها مرتبطاً بالمؤسسات المدنية والعسكرية في تلك الدول.
لذلك ليس من الإنصاف أن يتعرض نادي الشرطة إلى هزّة إدارية من صنيع اللهاث المحموم للاستحواذ على كراسي القيادة ، لأن الفوز بها تحصيل حاصل فرز أعداد المصوتين في الانتخابات وليس أمراً خارقاً أو تعجيزياً ، إنما هناك ما هو أهم في معادلة استقرار ظروف رياضييه ليواصلوا رحلة الانجاز المحلي وتطويع خبراتهم لخدمة المنتخبات الوطنية وما بين انكسارهم لا سمح الله بحثاً عن موارد رزقهم في كنفه بعدما أسهمت عملية مناقلة عدد كبير من الموظفين إلى أندية أخرى تابعة لمؤسسات وزارة الداخلية بإحداث شرخ عميق تزامن مع تحضيرات الإدارة لاستعادة ثقة العمومية في دورة جديدة ، وبلا شك كان توقيت النقل سيئاً ولم تحسب تداعياته من رئيس النادي إياد بنيان الذي نحسِن الظن بأفكاره النزيهة وخطواته المتزنة كان يفترض به أن يطلب التريث في التنفيذ حتى انتهاء انتخاب هيئة إدارية ويتجنب أية تفسيرات متشظية من الانفجار الانفعالي للمتضررين بأنه تدبير لمخطط مسبق يقضي بإبعاد معارضيه ممن يشعرون بالتهميش والغبن وقلة الدعم في ألعابهم التي تحتضر كما يصفون !
ولم يكن "الرئيس المنقذ" كما يحلو لمؤيدي اللاعب الدولي السابق رياض عبد العباس في حملته الانتخابية بريئاً من حالة التشرذم بين أعضاء الهيئة العامة مع أن الرجل تقدم بمشروع إصلاحي يرى في بنوده استعادة نادي الشرطة ألقه في العاب كثيرة خفتت اضاءاتها المحلية والدولية نتيجة انحسار الدعم وتفرّد فريق كرة القدم بالحصة المالية كلها تقريباً من ناحية عقود اللاعبين والمدربين، لكنه يتحمل مسؤولية شخصنة الأزمة والإتيان بأعضاء سابقين خدموا النادي في فترات متباينة لا يُسمع لهم صوت إلا عندما تقترب ساعة الصفر لاحتلال المواقع واستعراض طموحاتهم على منصة المؤتمر الدعائي واستجداء تعاطف المتضررين معهم وتناسوا أنهم كانوا جزءاً من الإدارة في يوم ما وهربوا بجلودهم في أكثر من مناسبة تعرض خلالها فريق الكرة إلى هزائم ثقيلة للخلاص من غضب الجمهور ولم يحسنوا مواجهته لتبرير اخفاقته، فماذا تغير اليوم حتى يروا في أنفسهم نماذج مؤهلة لـ(كابينة الإنقاذ) ؟!
اتحدوا يا أبناء الشرطة وليكن صراعكم في إظهار الحميمية لبلوغه منزلة الأندية الكبيرة المحترفة ، ولا تلقوا أحجاركم في بئره النقي فكلكم شربتم منه ، واحسب أن جمعكم الثلاثاء المقبل يمثل عودة صميمية لماضي بيتكم الفوّاح بطيبة كابان وكرامة شندل ومبدئية زينل وفدائية عبد كاظم وفروسية دكلص وشهامة حمودي الذين غرسوا فسائل الوفاء والتضحية على ارض الشرطة المخضبة بدموع ودماء ملايين المشجعين ممن ولدوا وعاشوا وماتوا عشقاً مذهلاً بقيثارتهم.
إكراماً لهؤلاء أَصمِتوا غيّ الشياطين وارفعوا أيدي الرحمة بينكم.
كابينة إنقاذ الشرطة
[post-views]
نشر في: 22 أكتوبر, 2014: 09:01 م