TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > درب المتاهة سري للغاية

درب المتاهة سري للغاية

نشر في: 22 أكتوبر, 2014: 09:01 م

سياط الأخبار — المقروءة والمرئية والمسموعة— لاهبة ، تجلدنا دون رحمة ليل نهار ، على مدار الساعة . ما من مهرب منها ، ولا نجاة .
خبر هنا ، ينفيه خبر هناك . معلومة اليوم تناقض معلومة الامس وتعارض معلومة الغد . تصريح سياسي ضد تصريح اقتصادي ضد واقع اجتماعي ضد منجز خدمي.
المواطن في عموم المنطقة - والعراقي الملقى في اتون اللهب - ليس مستثنى من شروط اللعبة . حائر بين ما يرى ، وما يسمع ، وما يلمس .
المواطن المستقل ، —المتحرر من الآيديولوجيات المحنطة ، غير المرهون لرؤى معلبة ، غير المنقاد - كالأعمى- لكيانات متشظية ، غير ، وغير، وغير . المواطن الحقيقي ، التواق لملاذ آمن ، المتلهف لفرصة عمل تقيه العوز وذل الإستجداء ، المتطلع للأحسن والأفضل ، — حائر، ملتاع ، ملتبس الرؤية ، متآرجح بين الشك المطبق واليقين المطلق ، ضائع بين الحقائق المستورة والأباطيل المعلنة .
بموجب قرار - قانون - إطلاق حرية المعلومات !!- تنشر ( نيويورك تايمز ) ما يعن لها ان تنشر ، تذكر (الهيرالد تربيون ) ما يشاء لها ان تذكر . تومئ الواشنطون بوست ما يتاح لها ان تؤشر:
طاقم بوش - الآب والإبن - ضلل الرآي العام ، وموه الإحداثيات ، بالغ في موضع ، تكتم في موضع . حجب في موضع .
نفق التيه الذي نحن فيه لا مخرج منه ما دام الأباطرة يتناسلون ، ويتبادلون الإدوار، وما من حياء او رادع يعصمهم من التصريح او التلميح ولو بعد فوات الأوان : نقرآ ، المعلومات المتاحة آنذاك لم تكن تبرر التدخل العسكري ، نقرأ، لقد امرونا بالتكتم على التفاصيل . نقرآ، الصواريخ البالستية التي كانت بحوزة صدام جرى تفكيكها - قبل الهجمة - وتم إيداعها لدى سوريا والأردن وتركيا ! نقرآ : آسلحة الدمار الشامل آكذوبة إخترعناها وروجنا لوجودها وفرضنا تصديقها!
نفق المتاهة ضيق ، مظلم . ولا يؤدي إلا إلى تيه اعم . وعليك ان تصدق ما ينشر او يقال ، او تكذبه او تستهجنه ، او تستنكره . فالأخ الأكبر هو المتحكم بإطلاق المعلومات او حجبها.شاء من شاء وآبى من آبى ، وما علينا — نحن الشعوب المنكوبة ، المغلوبة على امرها ،إلا السمع و الطاعة والإمتثال !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram