TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ورطة صدام

ورطة صدام

نشر في: 22 أكتوبر, 2014: 09:01 م

الحصول على بدل ضائع لهوية الاحوال المدنية جعل الرجل السبعيني صدام حسوني من اهالي منطقة البياع يقع في ورطة ومتاعب مراجعة الدوائر الرسمية ، فحين اعلن رغبته في  تغيير اسمه لتفادي الاحراج والتخلص من تعليقات الاخرين ، بدأت الرحلة بنشر اعلان في احدى الصحف اليومية  لاستكمال معاملة تغيير الاسم ، اما معاملة البدل الضائع فكانت اولى خطواتها تقديم طلب الى المحكمة،  يبين فيه صدام انه فقد هويته  ووثائقه في حادث تفجير سيارة  مفخخة او عبوة ناسفة، طبقا  لديباجة  يعتمدها  العرضحالجي ، ووقع الطلب من القاضي ، وارسل عن طريق معتمد الى اقرب مركز للشرطة ، لتدوين افادة صدام حسوني ، ثم ارساله الى قاضي التحقيق واعادته ثانية الى المركز، ليقوم بتسليم كتاب الى صاحب  الطلب موجه الى دائرة الاحوال المدنية لاصدار هوية الاحوال المدنية بدل  الضائع باسم عبد الرضا حسوني صدام سابقا ، ليتخلص من الاسم القديم نهائيا ، ويسدل الستار نهائيا على اسم لازمه اكثر من سبعين عاما اختاره المرحوم حسوني لابنه البكر لاسباب مجهولة.
ابن حسوني  ينتظر انجاز معاملته بفارغ الصبر ، ويوما بعد اخر فقد الامل في تحقيق امنيته ، وفي كل يوم يهدد ام العيال بانه سيترك "شلعان الكلب بمراجعة الدواير "  لكن الزوجة توصيه بالصبر الجميل وتحمل المتاعب  ، والاستمرار  في مواصلة  انجاز المعاملة ، ثم الاستعداد للحصول على جواز السفر له  ولعقيلته للسفر الى ايران  لزيارة الامام الرضا ، ولاسيما ان الرجل سيحمل اسم الامام عليه السلام  وببركاته ستتبدد العقبات والمصاعب ، وتزول الشدة ،  والتفاؤل  بالخير افضل من  تكرار الشكوى ،واستخدام عبارات التذمر والاستياء من المظاهر البيروقراطية في اداء بعض" الدواير" الرسمية .
 اشتعل "ابو الديمقراطية" لازمة يرددها صدام حسوني ، عندما يطول انتظاره لانجاز معاملته  يقصد بها البيروقراطية  والروتين الاداري ، وما ان  تتوجه اليه الانظار من عناصر حماية الدائرة  حتى يستغفر ربه ، ويعلن اعتذاره ، وفي حساباته الشخصية احتمال بانه ربما سيتعرض للاعتقال بتهمة المادة اربعة ارهاب ، عندما يتعرف المعترضون على اسمه  صدام حسوني ، فيكون بنظرهم واحدا من رموز النظام السابق، يسعى للاطاحة بالنظام الديمقراطي واعادة الديكتاتورية للعراق الجديد .
مطلع تسعينات القرن الماضي وقع ابن حسوني في مطب لم يكن في باله، عندما استدعته الفرقة الحزبية في منطقته ،  لانه شتم رئيس الجمهورية ، وبصوت عال سمعه سابع جار ، واثناء الاستجواب  تمهيدا لاحالة الرجل الى الجهات الامنية لاتخاذ اللازم، اوضح انه لم يكن يقصد شخصا اخر يحمل اسمه من كبار المسؤولين " اشتعل ابيك صدام" شتيمة موجهة الى حسوني اطلقها عندما علم ان  الحصة الشهرية من مادة الطحين وضعتها زوجته قرب جليكان النفط، فكانت خسارة مادية فادحة له ولعائلته ولسلالة المرحوم حسوني  ابو صدام عبد الرضا بعد ان يحقق امنيته في الحصول على هوية الاحوال المدنية الجديدة.    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram