يعرّف الصوت علمياً بموجات تغيير سريعة في ضغط الهواء تنتقل عبر وسط معين. أي طاقة تصدر من اهتزاز أي جسم يتحرك بسرعة، وتكون هذه الطاقة على شكل موجات تنتقل في الهواء او اي وسط آخر. وحين نتحدث عن الصوت نعني غالباً الصوت المسموع من قبل الإنسان والممي
يعرّف الصوت علمياً بموجات تغيير سريعة في ضغط الهواء تنتقل عبر وسط معين. أي طاقة تصدر من اهتزاز أي جسم يتحرك بسرعة، وتكون هذه الطاقة على شكل موجات تنتقل في الهواء او اي وسط آخر. وحين نتحدث عن الصوت نعني غالباً الصوت المسموع من قبل الإنسان والمميز من قبل الإذن كخلخلة سريعة وتأرجح صغير جداً في ضغط الهواء بالنسبة لقيمة محددة هي الضغط الجوي البالغ 100.000 باسكال.إذا تراوح هذا التأرجح في ضغط الهواء بين 20 الى 20.000 مرة في الثانية تميزه الأذن البشرية كصوت، ويعتبر هذا التغير بالنسبة للضغط الجوي صغيراً جداً قد يبلغ 1 من المليون باسكال.
أي أن الإنسان يسمع الأصوات التي يقع ترددها في المدى من (20 Hz)إلى(20,000Hz) عندما تصل الذبذبات عبر الهواء إلى الأذن الداخلية. ويختلف هذا المدى لدى الإنسان من شخص لآخر ويقل هذا المدى للأعمار فوق الأربعين حيث يقل مدى الترددات العالية التي تستطيع الأذن سماعها إلى(10,000 Hz). ويختلف معدل السمع بين الكائنات الحية المختلفة ،حيث يستطيع الكلب سماع الترددات التي تصل إلى (50,000Hz ) و يسمع الخفاش الترددات التي تصل إلى(100,000 Hz)بينما تتفاهم الفيلة مع بعضها عبر المسافات الطويلة من خلال الموجات الطويلة التي لا يسمعها الإنسان.
ويتوقف أثر الضوضاء على عاملين هما : طول فترة الضوضاء وشدة الصوت وحدته وارتفاع تردده.ويتميز التلوث الضوضائي عن غيره من أنواع التلوث بالآتي:
أولاً: تعدد مصادر الضوضاء، قارن بين تلوث الماء الذي يشربه تلاميذ مدرسة بسبب فضلات مصنع
( المصدر هنا واحد هو المصنع) والضجيج الذي تسببه المواصلات والمعامل والنشاطات التجارية وصخب التلاميذ في آن واحد (أربعة مصادر في آن واحد).
ثانياً: الأثر الوقتي حيث لا تترك الضوضاء بمجرد توقفها أثراً واضحاً في البيئة ، و(لا يتبقى) منها شيء حولنا ، وبذلك فإن أثر الضوضاء ( ينتهي) بانقطاعها.
ثالثاً: محلية الضوضاء ، بمعنى أننا لا نحس بها إلا بجوار مصدرها فقط ، ولا تنتشر آثارها أو ينتقل مفعولها من مكان لآخر كما في حالة تلوث الهواء ، أو تلوث الماء الذي قد ينتقل من منطقة إلى أخرى أو من دولة إلى أخرى.ويعتقد بعض العلماء بضرورة تقسيم التأثير الصحي للضوضاء الى:
1. حقل التأثير النفساني حيث يتوقف التأثير على حالة الفرد ومستوى حساسيته تجاه الضوضاء
2. حقل ردود الفعل المركزة ( كرد فعل الجهاز الهضمي أو العصبي أو الدورة الدموية) مثل تقلص الشرايين وهي حالة تؤدي الى تقلص كمية الدم في الدورة الدموية مع استمرار نبض القلب على سرعته الطبيعية.
3. حقل الأضرار بحاسة السمع وهي متفاوتة.
ويتوقف نقص السمع بتأثير الضوضاء على مدى شدة الصوت ( التي تقاس بالديسيبل كما تقدم وفقاً لجدول لوغاريتمي ) ومدة التعرض له ، وكذلك قرب المسافة من مصدر الضوضاء.ولكن عتبة اعتبار الصوت مزعجاً أم لا تبقى غير محددة، حيث إنها تتوقف على عوامل شخصية ونفسية وعوامل مرتبطة بالمكان والزمان.
طول فترة الضوضاء: عندما يتم التعرض للضوضاء خلال اليوم على فترات (فترتين أو أكثر بحيث تكون مستويات الضوضاء بها مختلفة) يتم حساب التأثير التراكمي وليس التأثير الفردي لأي منها على النحو الآتي:
معامل التعرض = الفترة الزمنية المقابلة لمستوى الضوضاء حسب الجدول في أدناه مقسومة على المدة الفعلية للتعرض (الفترة الأولى) + الفترة الزمنية المقابلة لمستوى الضوضاء حسب الجدول مقسومة على المدة الفعلية للتعرض (الفترة الثانية) وهكذا إذا زاد معامل التعرض عن الواحد الصحيح يكون التعرض أكثر من الحد المسموح به ، وإذا قل عن الواحد الصحيح يكون التعرض أقل من الحد المسموح به (90 ديسيبل). أقصى قيمة تستطيع طبلة الأذن ان تتحملها هي 90 ديسيبل، لمدة أربع ساعات فقط وكلما زادت هذه القيمة وجب تعديل مدة التعرض.
ويزداد خطر الضوضاء إذا كانت مفاجئة ،لأن الضوضاء الأكثر توقعا هي الأقل إثارة و عدم التوقع يؤدي إلى زيادة التوتر، لأن عدم توقع الضوضاء يعجل من الإحساس بتهديدها عما لو كانت متوقعة .
وتسبب الضوضاء أعراضاً مرضية متعددة، منها الصفير في الأذنين والشعور بالدوار والغثيان وفقدان القدرة على النوم، ومن الأعراض التي لوحظت على الإنسان اهتزاز مقلة العين وضعف الدورة الدموية في الأطراف وألم في الصدر في منطقة القلب وضعف في عضلة القلب واضطراب في الجهاز العصبي. وردود فعل بيولوجية، مثل سرعة النبض وتقلص الشرايين والأوعية الدموية وسرعة إفراز بعض الغدد في الجسم مما يتسبب عنه ارتفاع نسبة السكر في الدم .
وأثبتت الدراسات أن الطلاب الأكثر تعرضاً لمصادر الضجيج يشعرون بالملل طوال الوقت ويأخذون زمنا طويلاً في حل المسائل وتؤكد الدراسات أيضاً على أن الضجيج لا يؤثر على الأطفال فحسب بل يؤثر على الأجنة في بطون أمهاتهم ويسبب لهم اضطرابات متعددة.
الأضرار الاقتصادية
تؤثر الضوضاء سلباً على التكاثر الحيواني ليقل إنتاج الدجاج من البيض ، والحليب بالنسبة للأبقار كما تؤثر الضوضاء على النمو النباتي وعملية التركيب الضوئي .وتؤدي الضوضاء البيئية الى أضرار مادية اقتصادية لأنها تقلل من القيمة الاقتصادية للسكن.والضوضاء بشكل عام، مسؤولة عن (50%) من الاخطاء في الاعمال الميكانيكية و (20%) من الحوادث المميتة وإضاعة (20%) من أيام العمل.
*مهندس إنشاءات بيئية وفقاً لمفهوم التنمية المستدامة ، هولندا - آمسفورت
