خذوا الحكمة من الصغار أيضاً، كرتنا ليست عليلة ونسلها حرّ لا يموت ، رسالة بليغة بعثها لاعبو منتخب الناشئين إلى متعهدي إقامة سرادق عزاء الوطن بعد كل نكسة ومرارة وخيبة لكرة القدم واتحادها المكبل بسلاسل التناحر وانعدام الثقة والمسؤولية ، ليؤكدوا أن ملاعب ارض الرافدين ولودة بالمبدعين القادرين على مجابهة ظروف البلاد وينبروا بشرف التمثيل الوطني لإدامة الحضور العراقي اللافت مهما قست الأزمات على تحضيراتهم في المحافل العربية والقارية.
أليس من حقنا أن نفتخر بمنتخب الناشئين في قطر بعدما أدمى قلوبنا الشباب في ماينمار بفضيحة الخروج من الدور الأول في مجموعة لم تشكل بعبعاً طوال تاريخ مشاركاتنا في النهائيات الآسيوية ؟! كان أولاد قحطان تواقين لإعلان البداية من الدوحة ، وجاء لقاء السعودية فرصة ليمهروا تحديهم الكبير في مواصلة المهمة الصعبة بالرغم من قساوة الحكم الجزائري غربال مصطفى الذي غيّب (جوكر) المنتخب يوسف نبيل شوطاً كاملاً أخلّ بتنظيم اللاعبين وسط الدائرة، لكن معالجات الملاك التدريبي رممت الثغرات ووضعتهم في إطار الهجوم الممنهج المستمر بقيادة الجناحين أمير صباح وحسن عاشور مع سِتار دفاعي منضبط كبَحَ جِماح أخطر لاعبي المنتخب الشقيق راكان العنزي . هذا التحول التكتيكي قلل من تأثير طرد يوسف وحمّل لاعبينا جهداً بدنياً شكّل الخلاصة الفنية النهائية لمعيار قوة المنتخب إذ كثير من المنتخبات تفقد هويتها وتخرّ صريعة تحت الضغط وتتعرض للحرج الفاضح أمام منافسين عاديين فما بالك والمنتخب السعودي تجهّز بكامل عدّته النفسية والفنية مقابل فقر مستلزمات ناشئينا للمشاركة ببطولة كأس العرب؟!
مع إن نقطة التعادل مع المنتخب السعودي منحتنا الصدارة المشتركة معه بأربع نقاط إلا إنني لا أجد مبرراً يدفع المدرب قحطان جثير للتلميح المبكر إلى أن ناشئينا ضمنوا التأهل إلى الدور المقبل فهناك مباراة مرتقبة مع فلسطين لا يمكن التكهن بنتيجتها في وقت يلعب المنتخب السوداني بقوة لتحقيق الفوز على السعودية وزيادة رصيده إلى 6 نقاط فكل شيء يخضع إلى منطق الكرة العجيب ولا أمان لها حتى مع اضعف المتنافسين.
والمسألة الأخرى التي يجب أن ينتبه اليها قحطان وغيره من المدربين الوطنيين بخصوص عدّ البطولة محطة إعداد للمناسبات المقبلة وهو لم يجتز الدور الأول بعد! المطلوب الانهماك في المنافسة فقط ومواصلة تقديم العروض والتحضير للدور المقبل فهما أجدى وأنفع من إضعاف همم اللاعبين وتقليل عزائمهم بذريعة تخفيض الضغط النفسي عنهم، بل هي حالة سلبية مرفوضة لم نألفها من مدربي منتخبات العالم ولا ندري من أين ابتدع قحطان وقبله حكيم مفهومها؟!
إدارياً ، أرى أن الاتحاد نجح في خطوته بإسناد مهمة الإشراف على المنتخب لعضو الاتحاد فالح موسى بحكم العلاقة الوطيدة التي تربطه مع المدرب أثناء عملهما في نادي الصناعة فالتناغم بالأفكار والتعاون على حل المشكلات بوجود تفاهم مشترك بكل تِأكيد يعزز مقومات النجاح في المهمة الوطنية ، لكن ما يؤخذ على الاتحاد إنفاقه السلبي في تعدد المسؤوليات ما بين رئيس بعثة ومشرف على المنتخب وغيرها من المهام التي تشكل أحياناً حلقات زائدة تُغرقه في العوز، الأمر الذي يجب أن يُقنن صرفياته في البطولات القادمة لاسيما انه يعاني عجزاً في ميزانيته التي استنفدَت تخصيصاتها البالغة 7 مليارات دينار منتصف العام الحالي قبل أن يُمنح سلفة مقدارها 5 مليارات ونصف المليار دينار حسب ما جاء في حديث الأمين المالي للجنة الأولمبية سرمد عبد الإله أول من أمس لم تسدد حتى الآن ولا نعلم إلى أين سيصل الرقم بنهاية المشاركة في بطولة أمم آسيا 2015 ؟!
على الجميع دعم منتخب الناشئين والشد بقوة على أيدي الملاكين الفني والإداري المرافق لهم واستمرار دعم لاعبينا من خلال المعسكرات التدريبية ذات المنفعة القصوى لبرنامج المدرب، كما يتطلب الاهتمام بهؤلاء اللاعبين تفريغهم مع مدربهم وتسمية مدرب بمؤهل علمي متقدم بصفة مستشار يساعده على تفادي بعض الأخطاء أثناء المباريات الودية والرسمية، وتبقى الرعاية الأولى لوزير الشباب والرياضة لتبني هذا المنتخب من جميع النواحي الفنية والمادية مع تحديد أيام له للتدريب في المركز التخصصي العائد للوزارة وعدم تركه حائراً متوسلاً يبحث عن ملعب تحت رحمة إدارات الأندية !
أولاد قحطان
[post-views]
نشر في: 25 أكتوبر, 2014: 09:01 م