في اطار عروض السينما العالمية ، عرض المهرجان فيلم المخرج السويدي روي اندرسون (حمامة وقفت على غصن تتأمل الوجود)، وهو الفيلم الذي نال قبل أيام جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي. وهو الفيلم الذي تدخلك غرابة عنوانه الى غرابة موضوعه ، الذي يك
في اطار عروض السينما العالمية ، عرض المهرجان فيلم المخرج السويدي روي اندرسون (حمامة وقفت على غصن تتأمل الوجود)، وهو الفيلم الذي نال قبل أيام جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي. وهو الفيلم الذي تدخلك غرابة عنوانه الى غرابة موضوعه ، الذي يكمل فيه اندرسون ثلاثيته التي بدأها بفيلم «أغنيات من الطابق الثاني» عام 2000، وأعقبها بـفيلم «أنت الذي تعيش» عام 2007. وهو ما سنقف عليه عند انتهاء اللقطة الاولى من الفيلم بكلمات " الجزء الثالث من ثلاثية أن تكون إنساناً".
الإنسان إذن هو شاغل اندرسون الذي يضعه النقاد في مصاف مواطنه المخرج العبقري برغمان، وهنا يطرح المخرج أسئلته القلقة عن الموت حينما يتجسد بتفاصيل وإشارات تبدو قريبة منا وإن لم نشعر بها، فمنذ اللقطة الاولى حيث قاعة معروضات صغيرة للحيوانات والطيور المحنطة ، ورجل كهل يقف متأملاً بطير يقف على غصن بينما يرسم الموت صورته على وجهه بالبرود واللون الأصفر الباهت .. فيما تقف زوجته ببلاهة على امتار منه.. وانطلاقا من ذلك يضعنا اندرسون بلقطات من كاميرا ثابتة تمنح المتلقي الفرصة لتأمل المكان والغوص فيه، تماما كما يتأمل متلقي لوحة رسم لاتمنح موضوعها بيسر.. فالفيلم منجز بصري بالدرجة الأساس ويعد خروجا مدروسا عن السائد المألوف في السينما.
وبعد اكثر من ثمانية أعوام تعود المخرجة الإيرانية "رخشان بني اعتماد" الملقبة بـ (سيدة السينما الإيرانية الأولى) الى السينما من خلال فيلم (قصص)، وهي مجموعة من القصص تغزل منها (بني اعتماد) موضوعا واحدا يتعلق بالواقع الاجتماعي الإيراني والذي يتجلى بشكل واضح في معاناة الناس البسطاء . والفيلم الذي تتناهبه الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانعكاسها على حياة الناس في ايران وطريقة معيشتهم ، سبق ان كان في قائمة الأفلام العشرة المرشحة لجائزة فينسيا.
وتواصلت لليوم الرابع فعاليات المهرجان بالعروض السينمائية والنشاطات المصاحبة.. فقد أعلنت إدارة المهرجان أنها ستعرض سبعة أفلام عربية للمرة الأولى على المستوى العالمي كجزء من تقديمه أفضل الإنتاجات السينما العربية والعالمية.
وستعرض الأفلام العربية إلى جانب عدد من العناوين العالمية ضمن مختلف فئات ومسابقات المهرجان، الأفلام الروائية، وآفاق جديدة، والأفلام الوثائقية، والأفلام القصيرة.. وذلك خلال الدورة الثامنة التي تقام خلال الفترة من 23 أكتوبر الجاري وحتى 1 نوفمبر المقبل، في قصر الإمارات في أبوظبي.
ويستضيف المهرجان خلال هذه الدورة أيضاً، برنامجاً خاصاً بعنوان "السينما العربية في المهجر"، وكذلك يقدم مسابقة "أفلام الإمارات"، التي ستعرض بشكل حصري إنتاجات عدة مخرجين خليجيين.
وقال علي الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي: " يمثل مهرجاننا منصة للأفلام العربية حيث يمكّنها من التنافس جنباً إلى جنب مع أبرز الأفلام العالمية، وتتبع فئات المسابقات الرئيسة ذات المعايير في تقييمها للأفلام العربية والإنتاجات الدولية على حد سواء. ويعكس هذا التركيز التزامنا باستقطاب أفضل ما أنتجته السينما العالمية وعرضه هنا في الإمارات، في حين نسعى إلى إظهار أفضل ما تقدمه السينما العربية أمام العالم.
وعرض المهرجان امس فيلم "تمبوكتو" للمخرج الموريتاني المعروف عبد الرحمن سيساكو٬ وذلك ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. ويحكي الفيلم قصة البطل كيداني الذي يواجه حياة صعبة تحت الحكم الإرهابي للمتطرفين. ومن الجدير بالذكر أن قصة الفيلم استوحيت من واقعة جلد حتى الموت لثنائي غير متزوج في 2012 على يد المتطرفين في مدينة مالي الشمالية.
ومن ضمن البرامج الخاصة لمهرجان أبوظبي السينمائي 2014 برنامج الأفلام الكلاسيكية المرممة وأحد أبرز عروضها الفيلم الفليبيني الكلاسيكي الذي سيعرض اليوم "مانيلا في براثن الضوء" الذي أنتج عام 1975 للمخرج لينو بروكا. ويحكي هذا الفيلم قصة ملحمة رومنسية واقعية لعاشقين محكومين بالفشل في عهد ماركوس، حيث تتحطم آمال جوليو في لقاء حبيبته الضائعة بسبب الظروف القاهرة التي يعيشها. ويعرض الفيلم أيضا من خلال قصته أحداث الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات ضد حكم ماركوس لمانيللا. وقد رمم الفيلم من قبل مشروع سينما العالم (WCP) الخاص بمارتن سكورسيزي وبدعم من مهرجان أبوظبي السينمائي٫ وبهذا يقدم للجمهور فرصة لإعادة اكتشافه من خلال النسخة المرممة.
كما عرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيلم "الحكمة" من إخراج السينمائي المخضرم يوجين غرين. ويقدم الفيلم قصة مهندس معماري يشعر بالانهزام والخيبة أثناء عمله على المشاريع المعمارية الحديثة العملاقة و التجارية٬ ولهذا يبحث عن متنفس عبر سفره لرؤية الأبنية الرائعة التي صممها مهندسه المعماري المفضل فرانشيسكو بوروميني في القرن السادس عشر٬ ليعيش رحلة اكتشاف وشفاء رائعة.
ويعرض اليوم أيضا ضمن مسابقة آفاق جديدة لمهرجان أبوظبي السينمائي 2014 الفيلم الحائز على جائزة كارلوفي فاري "جزيرة الذرة" للمخرج غيورغي أوفاشفيلي والذي يقدم تجربة فريدة للجمهور لكونه فيلما صامتا يحكي قصة فلاح عجوز وحفيدته المطيعة اللذين يحافظان على أسلوب حياة أجيال عديدة سبقتهما في الفلاحة على جزيرة تقع اليوم قرب حدود جورجيا وأبخازيا.
أما في مسابقة الأفلام الوثائقية لليوم٬ فسيعرض فيلم "أولاد قابيل" للمخرج مارسيل جيرو والذي يُجري فيه مقابلات مع ثلاثة هنغاريين سجنوا بسبب قيامهم بجرائم قتل أثناء طفولتهم. يعتبر الفيلم تجربة لفهم الأطفال الذين يرتكبون الجرائم وأثر نظام السجن عليهم وهم بهذه المرحلة اليافعة.