TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بين الغبّان.. والعبيدي

بين الغبّان.. والعبيدي

نشر في: 27 أكتوبر, 2014: 09:01 م

أخيرا تمت ولادة الحكومة الجديدة بسلام بعد تعسّر قدوم التوأم الأخير والأهم بين أولادها . وهكذا حل توأم وزارتي الداخلية والدفاع بيننا لنلتقط أنفاسنا ونتهيأ لمرحلة جديدة من التصريحات والأقوال من قبل الوزراء الجدد وانتظار لمشاهدة الأفعال من قبل المواطنين..
اول تصريحات وزير الداخلية محمد الغبان واهمها كانت تأكيده على محاربة الطائفية ضمن وزارته والدعوة الى القضاء على الاحتقان الطائفي لدى منتسبي وزارة الداخلية لمحاربة العدو المشترك لجميع الطوائف العراقية وهو الإرهاب وان يتم ذلك عبر ملاحقة الخلايا النائمة ورصد السلوكيات الداعية الى الطائفية ..
وأول تصريحات وزير الدفاع خالد العبيدي هي السعي الى وضع ستراتيجية جديدة ومحكمة لمحاربة داعش فضلا عن محاسبة القيادات الأمنية التي ساهمت في سيطرة داعش على مناطق واسعة من العراق ..
هي تصريحات تثلج الصدر في حقيقة الأمر لكنها تحتاج الى الكثير من الجهد لتصبح واقعا معاشا ، والسبب هو وجود تحديات وعقبات كبيرة قد لايمكن للغبان او العبيدي تخطيها وصولا الى تحقيق اول أهدافهما ..
وزارة الداخلية على سبيل المثال مخترقة منذ سنوات بوجود عناصر تدعو الى الطائفية وتعمل بها وعناصر اخرى فاسدة وتبحث عن الكسب المادي ويمكن ببساطة اكتشاف ذلك بمجرد زيارة عدد من مراكز الشرطة في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد خصوصا اذ يمكن العثور فيها على العديد من الموقوفين لذنوب ( طائفية ) وهؤلاء يحتملون أنواعا من التعذيب والإهانة او لغرض دفع مبالغ قد يعجزون عن دفعها فتطول مدة اعتقالهم ويعجز أهلهم عن إنقاذهم فيصبح السجن وطنهم في وطن تسهل فيه إدانة الأبرياء بأفعال لاذنب لهم فيها ..
وان تمكن الغبان من تنظيف مراكز الشرطة من هذه العناصر الطائفية او الفاسدة فستكون العقبة الأهم لديه هي مواجهة المليشيات التي تتصرف وفق أوامر ذاتية وتصدرعنها سلوكيات رهيبة فهي قادرة على مداهمة المواطنين الآمنين وعلى ممارسة الخطف والقتل والسرقة ، وزيارة بسيطة الى بعض المناطق في العاصمة والى الطب العدلي ستكشف عن غياب العديد من المواطنين عن أهاليهم بعد اختطافهم او اعتقالهم من قبل ميلشيات لاعلاقة لها بالقوات الأمنية الحكومية ثم العثور عليهم كجثث مجهولة الهوية في الطب العدلي في احسن الأحوال او اختفائها تماما مع سرغيابها والى الأبد ..
وزارة الدفاع بدورها لن تكون قادرة على مواجهة الإرهاب بأية ستراتيجية يضعها العبيدي مالم يوحد الجهود لمحاربة عدو واحد وذلك بأن يجعل الجيش سندا للمواطن ودرعا أمينا لحمايته وليس أداة لترويعه كما حدث في مناطق مختلفة من حزام بغداد والمناطق الغربية اذ عامل بعض أفراد الجيش جميع المواطنين على انهم (داعش) رغم انهم اول ضحاياها ..يحتاج العبيدي ايضا الى إعادة ثقة الجنود بقادتهم بعد تجربة الانسحاب المريرة من محافظة الموصل وتنصلهم او عجزهم عن حماية جنود قاعدة سبايكر ومنطقة الصقلاوية ..
هي معادلة صعبة الأطراف بلاشك وإيجاد حلول لها لابد ان يستهلك كل طاقة وجهود وذكاء العبيدي والغبان لأن مهمة إعادة الروح الوطنية والثقة لمنتسبيهم لن تتحقق بسهولة وبين ليلة وضحاها في الوقت الذي ينتظر العراقيون بصبر ولهفة ان تتحول التصريحات الى واقع معاش قبل ان ينفد رصيدهم من الصبر !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    هل يستطيع السيد الغبان القضاء على العصابات الميلاشوية ويتخلص من عباءة ميليشيا بدر وينطلق الى تحرير الشعب العراقي من هذه العصابات ألأجرامية التي تسرح وتمرح وتختطف وقتل تحت عيون وأنظار ألأجهزة ألأمنية والعسكرية ... ؟ سؤال سيتم ألأجابة عنه خلال ألأيام القادم

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram