بعد مجانية التعليم - بكافة مراحله - في الستينيات وما تلاها ، ليشمل الجميع دون تمييز ، بين غني وفقير ، او بين ابن وزير او خفير..
بعد قرار التعليم الإلزامي ، الذي أرغم أولياء الآمور على زج الأبناء في المدارس حتى ليذكر - أبناء جيلي ، الإشاعة المتداولة آنذاك بخصوص معاقبة أولياء الأمور الذين يتقاعسون عن تسجيل أولادهم في المدارس ..
بعدما سقطت هيبة الدولة إثر اجتياح الكويت ، وما تلاها من سنوات الحصار العصيبة ، وما أعقبها من أعوام الاجتياح...
انقلبت أعالي الأمور أسفلها ، وكان حجر الزاوية الأول المتين الذي تهاوى هو التعليم ، بعدها انفرط عقد القوانين الوضعية الصارمة ، وغدا كل فرد يعزف على قانونه الخاص ، الذي يبيح له الحصول على أقصى المغانم ، بأسرع وقت ، وأقل جهد، وآحيانا بدون جهد يذكر .
ما هيبة الدولة وعلو شأنها إلا قيامها على الأسس الثلاث : القوانين الصارمة السارية على الجميع ..واقتصادها المتين .. ودور العلم فيها : من الروضة حتى أعلى دراسة جامعية .
مناسبة هذي المقدمة ، رسالة فاجعة من طالب نازح من إحدى المحافظات الملتهبة الأوار ، جامعي ، في الصف الثالث علوم ، يقول : اضطررنا للهرب ، تركنا بيوتنا ومتاعنا وكل شيء ، وحللنا ضيوفا (( ثقلاء ))على معارف لنا ببغداد ، الفجيعة الثانية بعد النزوح ، حين رفض طلبي ومعي العشرات بل المئات من الطلبة لإكمال السنة الدراسية بجامعة بغداد بحجة الطاقة الاستيعابية للقبول … قد يكون لهم العذر ولكن ما ذنبنا نحن ؟ ونزوحنا القسري كان خارج إرادتنا ورغما عنا؟ ما ذنبنا لنجد أنفسنا على القارعة ، لا مأوى ، لا مورد ، لا مستقبل ، ……..
### ما بيد الكاتب من حيلة غير مناشدة المسؤولين لتدارك الفجيعة قبل وقوعها ، وإيجاد حل للطلبة النازحين ، يعينهم على مواصلة الدراسة — أبسط حقوقهم التي كفلها الدستور، سيما وبينهم بلا شك من النابهين والواعدين كثرة كاثرة.
هل بين المسؤولين من يقرأ ؟ هل ثمة من يصغي ؟ هل من مجير ؟
النازحون، ديتهم في رقاب المسؤولين
[post-views]
نشر في: 29 أكتوبر, 2014: 09:01 م