TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > اسم وقضية: كمباوري وسيط الأزمات الأفريقية الذي لم يقنع شعبه

اسم وقضية: كمباوري وسيط الأزمات الأفريقية الذي لم يقنع شعبه

نشر في: 31 أكتوبر, 2014: 09:01 م

على الرغم من قدومه للسلطة عبر انقلاب عسكري قاده، في 1987، ضدّ رفيقه في السلاح، الرئيس البوركيني السابق، توماس سانكارا، فإن الرئيس البوركيني بليز كمباوري، نجح في تأسيس سمعة جيدة له في المنطقة الأفريقية من خلال أدوار الوساطة التي لعبها من أجل التوصّل إ

على الرغم من قدومه للسلطة عبر انقلاب عسكري قاده، في 1987، ضدّ رفيقه في السلاح، الرئيس البوركيني السابق، توماس سانكارا، فإن الرئيس البوركيني بليز كمباوري، نجح في تأسيس سمعة جيدة له في المنطقة الأفريقية من خلال أدوار الوساطة التي لعبها من أجل التوصّل إلى حلول لأزمات هزت بلدانا أفريقية عديدة، أبرزها مالي وكوت ديفوار.
ويبدو أن كمباوري، الذي تمكن من إقناع أطراف النزاع في مواقع شتى من القارة الأفريقية، فشل في إقناع شعبه بإيمانه بالتداول السلمي على السلطة، عقب طرحه لمشروع قانون، يرمي إلى تعديل المادة الدستورية التي تقف عقبة أمام ترشّحه لانتخابات 2015، وطوال فترة حكمه، قاد كمباوري وساطات في المنطقة الأفريقية، وصفت بأنّها ناجحة من قبل المحلّلين.
فلقد بدا دوره حاسما في الأزمة المالية، على الأقلّ حين انتهت بحمل السلطة المركزية بباماكو، العاصمة المالية، وممثّلين عن المجموعات المسلّحة الرئيسية المتمركزة شمالي البلاد إلى مائدة المفاوضات.
نجاح دفع بالحركة الوطنية لتحرير «أزواد»، أبرز الحركات المسلّحة في مالي، إلى إنشاء مقرّها العام في العاصمة البوركينية، واجادوجو.
وإلى جانب الملف المالي، كان لكمباوري أدوار وساطة في العديد من الصراعات العرقية والسياسية التي اندلعت في البلدان الأفريقية، من ذلك الأزمة السياسية والعسكرية التي هزت كوت ديفوار، خلال 2002- 2010، والأزمة السياسية الغينية، في 2009.
ولد كمباوري، في 3 شباط 1951، في واجادوجو. وارتاد، انطلاقا، من 1973، المدرسة العسكرية المسلّحة بالكاميرون. تكوينه الأكاديمي في المجال العسكري كان لابدّ من تعزيزه بتدريبات ميدانية، فسافر إلى المغرب وإلى فرنسا في 4 أغسطس، أنشأ مع توماس ساماكارا والذي سيتقلّد فيما بعد الحكم خلال الفترة الفاصلة بين 1984 و1987، المجلس الوطني للثورة، ليدخل التاريخ المعاصر لبوركينا فاسو، كعضو من مجموعة «الأغسطسيين»، نسبة إلى الشهر الذي شهد ميلاد الهيكل الثوري، وأحد قادة الثورة البوركينية. كمباوري استفاد، إثر ذلك، ممّا أسماه نظامه بـ«حركة تصحيح» مسار الثورة، ليتقلّد رئاسة الجبهة الشعبية، هيئة تسييرية جديدة، ثمّ رئيسا للبلاد انطلاقا من 15 أكتوبر 1987.
ففي ذلك «الخميس الأسود»، اندلع قتال عنيف في القصر الرئاسي بين المتمردّين والموالين للرئيس توماس سانكار، غير أنّ الأخير قتل في انقلاب دبّره بليز كومباوري، والذي اتهم مباشرة بقتل رفيقه في السلاح، حيث فرض الرئيس الجديد، كمباوري، حظر التجول وحلّ المجلس الثوري.
وبعد عدة أيام، أعلن طبيب عسكري وفاة سانكارا بطريقة طبيعية، وفي 1991، اعتمد كمباوري دستورا جديدا للبلاد عبر الاستفتاء الشعبي، عدّل بموجبه المادة الدستورية التي كانت تحدّ الولايات الرئاسية باثنتين، ليفتح الآفاق واسعة أمامه.
شهد كمباوري، منذ انقلابه على سانكارا، وتولّيه الحكم، اتّهامات بالتورّط في اثنين من الاغتيالات السياسية التي وصمت مسيرته بشوائب ستستغلّها المعارضة لاحقا، لاسيما "السانكاريون" (أنصار توماس سانكارا)، وستستثمرها في تأليب الرأي العام ضدّه. فإضافة إلى الشبهات التي تحوم حول تورّطه في مقتل سانكارا، راجت شائعات استندت إلى معطيات صلبة. وحسب مطّلعين على الشأن البوركيني، حول تورّط فرانسوا كمباوري، الشقيق الأصغر للرئيس، في مقتل الصحفي البوركيني الشهير، نوربرت زونغو، والذي عثر عليه متفحّما، قبل حوالي 15 سنة، في سيارته، غير أنّ السلطات أعلنت مصرعه في حادث سيارة، رغم ما رافق الحادث من روايات تفيد باغتياله بسبب تحقيق صحفي كان يجريه، قبيل وفاته، عن العائلة الرئاسية في بلاده. ولمواجهة السخط الشعبي المنبثق عن اغتيال الصحفي، لجأ كمباوري إلى المناورة، فكان أن رفع القيود عن الحريات المرتبطة بالإعلام، وأعلن تعديلا دستوريا في المادة 37، حدّ بموجبه الولايات الرئاسية إلى اثنتين. إلاّ أنّه استثمر الأثر غير الرجعي للقانون الجديد، ليخوض السباق الرئاسي، في 2005، ثم في 2010، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها، في نوفمبر 2015، وجد كمباوري نفسه مجبرا على التنحي عن السباق الرئاسي، وهو ما لم يكن ليروق لمن خبر مذاق السلطة.بدأت التلميحات قبل أن تتحوّل تدريجيا، خلال 2014، إلى تصريحات، أعرب من خلالها حزب "المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدّم" لحاكم، حزب كمباوري، عن رغبته في تعديل المادة الدستورية التي تحول دون ترشّح كمباوري للرئاسيات المقبلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

متابعة/ المدى أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه لا يمكن العودة إلى القتال والدمار في غزة، مشدداً على ضرورة استمرار وقف النار في القطاع. وقال، إن"إخراج سكان القطاع من أرضهم تطهير عرقي"،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram