الشرطة مهما يكن نشاطها وحماسها لاتستطيع إن تمنع الجريمة وتضبطها ما لم يكن المواطنون جميعا متعاونين في الحفاظ على أمنهم وسلامتهم 0 ومن اجل التركيز على دور الجمهور والمواطنون في الوقاية من الجريمة نستطيع إن نوجز أهم المهمات والواجبات التي يجب أن تناط ب
الشرطة مهما يكن نشاطها وحماسها لاتستطيع إن تمنع الجريمة وتضبطها ما لم يكن المواطنون جميعا متعاونين في الحفاظ على أمنهم وسلامتهم 0 ومن اجل التركيز على دور الجمهور والمواطنون في الوقاية من الجريمة نستطيع إن نوجز أهم المهمات والواجبات التي يجب أن
تناط بهم في هذه المرحلة
1- إن من حق المواطنين – بل من واجبهم- إن يسهموا في منع الجريمة والوقاية منها ،وذلك دفاعا عن المجتمع و حماية له من الانحراف والتشتت0
2- يمكن للمواطنين إن يسهموا ا بفعالية في منع الجريمة والوقاية منها ، وذلك بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة وفي إطار السياسة الاجتماعية والجنائية للد ولة0
3- يمكن للمواطن إن يؤدي دوراً ناجحا في مجال الوقاية من الجريمة إذا ما توفرت له العوامل التالية:
أ- تربية الناشئة وتزودهم بالقيم الاجتماعية والخلقية والدينية ، وأحاطتهم بالبيئة الاجتماعية الصالحة0
ب- توفير الوعي الكافي بالقانون لجماهير المواطنين، وذلك بالتوسع في نشره بصورة مبسطة عن طريق وسائل النشر المختلفة0
ت- توعية المواطنين بخطر الجريمة، وكيفية الوقاية منها بأعلامهم بوسائل وطرق ارتكاب الجرائم، والحيل وألأساليب التي يلجاْ أليها الجناة 0
ث- تشجيع قيام جمعيات أو اتحادات للوقاية من الجريمة 0
ج- تنمية اهتمام المواطن بالتعاون مع هذه الجمعيات وسائر أجهزة الدولة لاتخاذ جميع الإجراءات والتدابير التي تعوق المجرم عن ارتكاب جريمته، وتعمل أيضا على إشاعة روح الثقة بين الجمهور ورجال الشرطة0
فكرة جمعيات الوقاية من الجريمة :
انطلاقا مما سبق ، نصل إلى أن الوقاية من الجريمة تكليف ديني واجتماعي له صفة العمومية وليس التخصيص ، ومن هنا نطرح فكرة أنشاء وتكوين جمعيات الوقاية من الجريمة في العراق، والتي يختار أعضاؤها من المواطنين الصالحين الحريصين على خدمة وطنهم ، الفاهمين لمشاكله ، الراغبين في الحفاظ على تقاليده وقيمه ، يدفعهم إلى ذلك مشاعر الحب والولاء والإخاء والخير لكافة أفرد المجتمع0 وتعمل هذه الجمعيات في بغداد وبقية المحافظات من خلال التعاون والتلاحم التام مع أجهزة الشرطة وصولا إلى تحقيق الرسالة المشتركة نحو وقاية المجتمع العراقي من الجريمة 0 وقد سبقتنا في هذا المضمار عدة دولة عربية وغير عربية .
هدف جمعيات الوقاية من الجريمة :
الوقاية من الجريمة واجب يتحمل تبعته مختلف أجهزة المجتمع ومؤسساته، ولعل هذا هو أفضل أشكال الضبط الاجتماعي ،وهو الضبط الاجتماعي غير الرسمي ، الذي تصل به المجتمعات إلى تحقيق أسمى وأعلى درجة من درجات التنظيم الاجتماعي، ولعل جمعيات الوقاية من الجريمة هي بداية الطريق لتحقيق ذلك من خلال ضمان الالتزام بسلوك عام يساير مبادئ ونظم الديمقراطية الجديدة التي توفرت للشعب العراقي بعد إزالة النظام البائد 0 ويمكن تحديد أهداف جمعيات الوقاية من الجريمة في العراق على الشكل التالي :
1- توعية الموطنين بالاحتياطات اللازمة للوقاية من الجريمة ، وبشتى الطرق والأساليب التي يتبعها المجرمون لتحقيق مأربهم0
2- العمل على حل المشاكل والخصومات دون الالتجاء ما أمكن إلى أجهزة الشرطة 0
3- سرعة تفهم الرأي العام وإدراك مشاكله، وبالتالي الاستجابة السريعة بإيجاد الحلول المناسبة في الوقت المناسب0
4- إيجاد المناخ الملائم والمجتمع الواعي الذي يشعر تلقائيا بالحب والتقدير نحو رجال الشرطة
5- التنبؤ بالظواهر الإجرامية في محاولة لحصرها والعمل على مواجهة أسبابها أولا بأول0
6- أجراء الدراسات أو طلبها من الجهات المختصة بالوقاية من الجريمة والحد منها.
7- ملاحظة المخالفات التي تقع ويكون من شأنها أثارة مشاعر المواطنين وإقلاق راحتهم
والعمل على سرعة إزالتها تحقيقا لأمن وطمأنينة أفراد المجتمع0
8- تنمية روح المواطنة الواحدة، وغرس المحبة والإخوة الصادقة بين المواطنين ومواجهة
أية تجاوزات تؤثر على الوحدة الوطنية أو تهدد من سلامة الوطن 0
9- الإتصال الدائم بأجهزة الشرطة للوقوف أولاً بأول على أحدث أساليب وطرق الوقاية من الجريمة للعمل على نشرها ، وإجراء التوعية اللازمة للحد منها0
نطاق عمل جمعيات الوقاية من الجريمة :
يجب أن يكون واضحاً منذ البداية إن مفهوم الوقاية من الجريمة يختلف عن غيره من المصطلحات الدارجة في هذا المجال مثل مكافحة الجريمة ، والحد من الجريمة ، وعلاج الجريمة 0 وذلك إن الوقاية من الجريمة تختلف عن ذلك في إنه لا توجد أمامنا جريمة ، أو لا يوجد لدينا مجرم بالتحديد ، ولكن هنالك الإحساس بإحتمالات وأخطاء الجريمة ، ومن هنا يمكن القول أن نطاق عمل جمعيات الوقاية من الجريمة يتحدد في التصدي لمختلف الأسباب والعوامل والظروف التي تساعد على وقوع الجريمة أو الخروج على تقاليد المجتمع ومبادئه 0 فإذا ما وقعت الجريمة ، ينتقل الإختصاص لأجهزة الشرطة والجهات العدلية المختصة ، ويقتصر دور جمعيات الوقاية من الجريمة عندئذ على مواجهة الآثار الإجتماعية المترتبة على وقوع الجريمة ، وحتى لا تؤدي هذه الآثار إلى جرائم جديدة تهدد أمن المجتمع العراقي وسلامته 0
إن العمل في جمعيات الوقاية من الجريمة عمل طوعي يعطي فيه المواطن جهده ووقته ، وإمكاناته ، من أجل نفسه وأهله وأبناء الحي الذي يقيم فيه 0 ونأمل أن نرى هذه الجمعيات في بغداد وبقية المحافظات عن قريب ، خاصة بعد أن رأينا الإهتمام الجدي من قبل وزارة الداخلية بإعادة وتأهيل أجهزة الشرطة العراقية وتدريبها وتجهيزها وفق أساليب التقدم المتبعة في الدول الراقية المتحضرة 0 ونأمل أيضاً أن يكون هناك تفاعل وتنسيق بين مراكز البحوث المتخصصة في الجريمة والعنف كالمركز الجمهوري للبحوث الامنية والستراتيجية وبين أجهزة الشرطة ، حتى تتحقق الأهداف المشتركة نحو الوقاية من الجريمة .