اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > بعد سنة من البحث والترحال عثر على جثته بالطب العدلي

بعد سنة من البحث والترحال عثر على جثته بالطب العدلي

نشر في: 2 نوفمبر, 2014: 09:01 م

بغداد / المدى في صباح أحد الأيام استيقظت الأسرة المكونة من خمسة أولاد وبنتين ... وبعد لحظات تفرق الجميع إما إلى مدرسة أو كلية ... الأم انصرفت إلى أعمالها المنزلية لحين عودة أبنائها ... والأب كان مسافرا إلى أربيل لإنجاز بعض الأعمال هناك ...غادر الابن

بغداد / المدى

في صباح أحد الأيام استيقظت الأسرة المكونة من خمسة أولاد وبنتين ... وبعد لحظات تفرق الجميع إما إلى مدرسة أو كلية ... الأم انصرفت إلى أعمالها المنزلية لحين عودة أبنائها ... والأب كان مسافرا إلى أربيل لإنجاز بعض الأعمال هناك ...غادر الابن الأصغر (ع) بيته ذاهبا إلى المدرسة وبعد عودته ظهرا .. وضع حقيبة كتفه واستبدل ملابسه .. ثم استأذن شقيقته الكبرى بالذهاب إلى محل ألعاب الفيديو .. لم يبعد المحل سوى امتار عن منزل الأسرة ... يقضي فيه (ع) ساعة أو ساعتين يعود بعدها للمنزل ...

الساعة الخامسة عصرا عادت الأم من سوق المدينة ... لم تجد ابنها الأصغر ... سألت عنه فأجابتها ابنتها .. بانه ذهب يلعب في محل الألعاب ... السادسة مساءً كان الارتباك والقلق يسيطران على الأم ... فقد تأخر (ع) كثيرا .. فهو لا يتأخر كثيرا خارج المنزل ... مرت الساعات سريعة ... زاد خفقان قلب الأم ... حاول الأبناء ان يهدئوا من روعتها فربما ما زال يلعب مع أصدقائه في ساحة كرة القدم بالمدرسة القريبة منهم ... انتظرت الأسرة ساعات طويلة حتى أقبل الليل وبدأت الأم تبكي بحرقه فقلبها ينبئها بالخطر ... غادر كل أفراد الأسرة المنزل بحثا عن (ع) ومنذ لحظة خروجهم بدأت تتوالى عليهم المفاجآت ... أولى هذه المفاجآت عندما ذهب الشقيق الأكبر لمحل الألعاب للسؤال عن (ع) ... لكن اخبرهم صاحب المحل ان (ع) لم يأت اليوم للعب كعادته كل يوم ... سقطت هذه الكلمات على الأسرة كالصاعقة فأين اختفى (ع) اذا كان لم يذهب أصلا لمحل الألعاب ؟ وبدأت الأسرة رحلة البحث داخل مركز الشرطة والمستشفيات الحكومية والأهلية وعند أصدقائه وفي مدرسته ... ذهبوا إلى الأماكن التي يحتمل وجوده بها ولكن دون جدوى ... فقد باءت جميع محاولاتهم بالفشل ... في اليوم التالي أسرعت الأم مع ابنها الأكبر إلى مركز شرطة باب الشيخ وأخبرتهم باختفاء ابنها ... تفاصيل الأخبار لم تضف جديدا عن مثله من إخباريات الغياب وما أكثرها في مراكز الشرطة ! كل هذه الأحداث مرت والأب في أربيل لا يعلم شيئا عما يدور في بيته ... فقد كان ظن الأسرة ان يعود إلى البيت وتنتهي المشكلة ! عاد الأب مسرعا في اليوم الثالث عندما اخبره ابنه باختفاء شقيقه الصغير ... استقبلته العيون بالدموع والأحزان تملأ الوجوه ... وما ان سمع الأب كلام امه حتى قرر ان يبحث بنفسه عن ابنه الضائع ! فذهب إلى مديريات الشرطة والأحداث وطرق باب رعاية الأحداث والأيتام في بغداد والمحافظات ولكن دون جدوى ! لقد فشل في الوصول إلى خيط يقوده إلى ابنه ... لم ييأس الاب فقرر ان ينتقل برحلة البحث الى المحافظات جميعها ... لعله يصل إلى إجابة عن السؤال الذي يحيره ( وين راح ابني ! ) توجه الأب إلى محافظات كربلاء والحلة والنجف والبصرة والموصل في رحلة عناء وبحث عن ابنه المفقود ... مكث في كل محافظة عدة أيام لم يترك محلا أو منزل أو دار رعاية وسأل فيه ... وفي كل مكان يذهب اليه يترك صورة ابنه لعل احدا يتعرف عليه ... ولكن سرعان ما تنتهي رحلته بخيبة الأمل والحسرة ! أعياه كثيرا البحث والتنقيب دون وجود نتيجة تذكر ! بعد ان بحث الأب في كل مكان ... جلس في بيته حزينا مهموما ... لا يدري ماذا يفعل ... واذا بهاتفه المحمول يرن .. كان المتصل شخصا مجهولا لم يفصح عن شخصيته ... قال للاب : اذا أردت ابنك فعليك ان تدفع ( خمسة دفاتر ) وسيكون اللقاء بجوار احد المحال الشهيرة في ساحة الوثبة ... وافق الأب وذهب في المكان والزمان المحددين ... ولكنه وجد نفس الشخص يتصل به مرة أخرى ويماطل ويطلب منه تسليم المبلغ لاحد محال بيع العصير ...فاسرع إلى المحل فيكتشف الأب أنها لعبة سخيفة ! فعاد إلى بيته حزينا ... بعد ان أضاء هذا الشخص المجهول شمعة الأمل ... لكن سرعان ما تبدد الضوء وعاد السراب من جديد ... لم يمر سوى أسبوع حتى كاد الأب ان يقع ضحية لنصاب آخر بعد ان اتصل به احد الأشخاص وطلب منه شراء عدة كارتات موبايل وإعطائه المتصل أرقاما تلفونية معينة ليقوم بتحويل الكارتات إلى تلك التلفونات ... بعدها سيعود الابن في الحال ... لكن الاب رفض هذه الطريقة وطلب ان يسمع صوت ابنه أولا ... إلا ان الشخص المتصل قام بإغلاق الخط ! لم ييأس الأب من كثرة السؤال عن ابنه كان الأمل يراوده في كل مكان يذهب اليه لعله يجد ضالته المنشودة ... أخيرا استقر المقام بالأب بالذهاب إلى الطلب العدلي ... فهي الجهة الوحيدة القادرة على إعطائه الخبر اليقين ... ذهب الأب إلى دائرة الطب العدلي ... مجموعة من الصور تصفحها الأب حتى توقفت عيناه عند صورة اخبره الطبيب بان هذا الطفل مات غريقا بالقرب من جسر السنك قبل حوالي سنة أي بعد اختفاء الطفل (ع) بيومين وجدته شرطة النجدة النهرية طافيا تحت دعامات جسر السنك وسلمته إلى الطب العدلي ... وظلت الأسرة تبحث عنه طوال عام كامل وسقط الأب حزينا والدموع تملأ عينيه ! تعددت الأسباب والموت واحد في النهاية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram