اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإسلام.. وكلٌ يدّعي وصلاً بليلى

الإسلام.. وكلٌ يدّعي وصلاً بليلى

نشر في: 2 نوفمبر, 2014: 09:01 م

مثل كلّ الأديان، تختلف تفسيرات المؤمنين، وأكثر منهم رجال الدين، حول الكثير من القضايا الإسلامية، و "كلٌ يدعي وصلاً بليلى"، ويؤكد أن "إسلامه" هو الصحيح، وأن الآخرين إما كفار أو زناديق أو جهلة، وتكبر المصيبة حين يتبرع الحاكم بالدفاع عن "دينه"، الذي قد لا يشبه دين بعض الرعية، فيحولهم إلى رعاع لابد من اجتثاثهم، حتى وإن كان الخلاف معهم، لمجرد نقدهم لبعض أزلامه المكلفين بالحفاظ على الدين، مثلما يحدث مع الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان سعاد الشمري، المعتقلة بتهمة "التطاول على الإسلام"، والناشط في المجتمع المدني رائف بدوي، الذي يقضي عقوبة بالسجن لعشرة أعوام، لمجرد انتقاده هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر التي لامثيل لها، وكأن هذه المؤسسة الشديدة التخلف والتزمت، باتت عنوان الإسلام، وبحيث تُعتبر فكرة انتقادها تجديفاً يستحق العقوبة، وليس سراً أن تهمة الإساءة للإسلام، تُلصق بكل سعودي يدافع عن حقوق الإنسان.
في جمهورية إيران الإسلامية "دين" آخر مختلف، لا يجد غضاضة في إعدام صبية قتلت رجلاً حاول اغتصابها، لمجرد أن القتيل ينتمي لمذهب الحاكم، بينما هي من مذهب مختلف، وفي لبنان ثمة دين لحزب الله وأديان للأسير والمستقبل وداعش، وكلها تدعي التمثيل الأصح للإسلام، في اليمن حوثيون يسمون أنفسهم أنصار الله، وإخوان مسلمين والقاعدة، وكلٌ يشن حربا دينية على الآخرين، وفي مصر أنصار بيت المقدس الإخوانيين ضد الأزهر ويكفرونه، وفي ليبيا أكثر من إسلام بحيث يصعب إحصاؤهم، وفي تونس نهضة الغنوشي ضد أتباع دولة الخلافة، وفي سوريا سنة ضد العلويين والدروز والشيعة والإسماعيليين، وفي الأردن تدعو الدولة لإسلام وسطي، دون أن يستجيب لدعوتها غير موظفي الأوقاف، بينما يتفلّت الجمهور منتمياً للإخوان أو السلفية الجهادية، وفي العراق حدث ولا حرج، فالسنة يكفرون الشيعة وهؤلاء يبادلونهم الفكرة نفسها، والحرب بينهما سجال ومُعلنة وبغيضة، وفي السودان إسلام عمر البشير الحائر بين قاهرة المعز وآيات الله في طهران، فهل يمكن إحصاء كم إسلام ذكرنا؟، وكم حرب تنشب بينهم على أسس الفهم المختلف للدين ومقتضياته.
في بلاد الإسلام "أي إسلام؟" نعيش أنماطاً من التمييز، على أساس الدين والمعتقد والمذهب، وفي أكثر من بلد إسلامي ثمة إكراه في الدين، حتّى بعد أن تبين الرشد من الغي، وبما يتنافى مع حرية الاعتقاد، ليس هذا ديدن الحكام فقط، حيث يتم استغلال الدين ويتكئ عليه الحكام كغطاء لوصولهم للسلطة، بعيداً عن رأي شعوبهم أو رغمها، وهذه الأفكار تعشعش في نفوس الجمهور، الذي تربى على أنه وحده يمتلك الحقيقة والإيمان، وأن من حقه منع الآخرين من اعتناق ما يريدون من أفكار، سواء كانت دينية أو غير ذلك، وكمثال على ما نقول، نحن نعرف أن كل مسلم يحترم الإمام الحسين ثائراً وشهيداً، ويُسبغ عليه شكلاً من القداسة لانتسابه للرسول، ولكن الملاحظ أنه في عصر الطائفية، بات المسلم السني يداري هذه المحبة وهذا الاحترام، خشية مؤاخذته من "شيوخه"، وكأن الإمام الشهيد ليس قدوة لكل مسلم، إن لم نقل لكل إنسان.
وبعد، لماذا إذن يستغرب بعضنا انتشار الفكر الداعشي، والتباهي بقطع الرؤوس وسبي النساء ورجمهن، دون أن يفكر أو يسأل، على أي أرضية نشأ هذا الفكر، ولماذا ينتشر بهذه السرعة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram