TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحسين ثائرا.. الحسين شهيدا

الحسين ثائرا.. الحسين شهيدا

نشر في: 2 نوفمبر, 2014: 09:01 م

(ذاك هو الإمام الحسين بن على ، وأولئك نحن . وهذي مقاطع منتقاة من مسرحية عبد الرحمن الشرقاوي .)
…. ما عاد في هذا الزمان سوى رجال كالمسوخ الشائهات ، يمشون في حلل النعيم ، وتحتها نتن القبور ، يتشامخون ، صاروا على آمر البلاد فأكثروا فيها الفساد .
فسد الزمان …
أين الرجال الصامدون، ذوو الضمائر ؟ أهل البصائر ؟ خمص البطون من الصيام، زرق الشفاه من الدعاء ،
أسفاه ، قد ذهبوا جميعا دون رجعة .
فلتذكروني ، لا تسفكوا دماء الآخرين ، بل اذكروني بانتشال الحق من ظفر الضلال ،
فلتذكروني ، حين تختلط الشجاعة بالحماقة ، وإذا المنافع والمكاسب أثقلت ميزان الصداقة،
فلتذكروني حين يختلط المزيف بالشريف .. حين تشتبه الحقيقة بالخيال ، وإذا غدا البهتان والتزييف والكذب المجلجل هن أيات النجاح .
فلتذكروني في الدموع ، فلتذكروني حين يستقوي الوضيع ، حين تغشى الدين صيحات البطون ، وإذا أختفى نغم الإخاء ، وإذا شكا الفقراء ، واكتظت جيوب الأغنياء ،
فلتذكروني عندما يفتي الجهول ، وحين يستخزى العليم و حين يستحلى الذليل ، وإذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من الكلام .. فلتذكروني .
فلتذكروني إن رأيتم حاكميكم يكذبون ، ويغدرون ويفتكون ويأفكون ،
والقائمين على مصالحكم يهابون القوي ولا يراعون الضعيف . والصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال ، وإذا انحنى الرجل الأبي ،وإذا رأيتم فاضلا منكم يؤاخذ عند حاكمكم بقوله ، وإذا خشيتم آن يقول الحق منكم واحد في صحبه او دين آهله،،
وإذا غزيتم في بلادكمو وانتم تنظرون... فلتذكروني . ولتذكروا ثأري العظيم لتأخذوه من الطغاة ، وبذاك تنتصر الحياة . فإذا سكتم بعد ذاك على الخديعة وارتضى الإنسان ذله ، فآنا سأذبح من جديد ،وأظل أقتل كل يوم آلف قتلة ، سأظل أقتل كلما سكت الغيور ، وكلما أغفى الصبور……
سأظل أقتل كل يوم الف قتلة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    فداء لمثواك من مضجع-----تنور بالابلج الاروع--------------باعبق من نفحات الجنان روحا ومن مسكها اضوع---ورعيا ليومك يوم الطفوف -----وسقيا لارضك من مصرع-------وحزنا عليك بحبس النفوس -------على نهجك النير المهيع-------وصونا لمجدك من ان يزال----بما انت تاباه م

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram