الكثير من الوجوه المنضوية في صفوف داعش، قيادة وقاعدة ذات ماضي مشكوك ودوافع مشكوك بها، البعض لغرض الارتزاق والآخر لتداول المخدرات بيعا وتعاطيا والآخر ربما ينفذ أجندة أمنية إقليمية او دولية وتم زرعه وسط هذا البركان الهادف لتدمير الدول وإعادة ترسيم الحد
الكثير من الوجوه المنضوية في صفوف داعش، قيادة وقاعدة ذات ماضي مشكوك ودوافع مشكوك بها، البعض لغرض الارتزاق والآخر لتداول المخدرات بيعا وتعاطيا والآخر ربما ينفذ أجندة أمنية إقليمية او دولية وتم زرعه وسط هذا البركان الهادف لتدمير الدول وإعادة ترسيم الحدود وإثارة الفتن بين مكونات شعوبها والإجهاز على منجزاتها، على قلتها، والرمي بها الى الخلف وحرفها عن ركب الحضارة والعصرنة.
ان واحد من اشهر هذه الشخصيات لقب نفسه ب " عمر الشيشاني" تسلق بسرعة لافتة للانضمام الى قيادة داعش وقاتل في سوريا، ومن ثم قاد عملية الهجوم على الموصل، ويقود فصائل المسلحين من أصحاب المواطنة الروسية او من جمهوريات الاتحاد السوفياتي، ويعدهم للانتقال لتفجير المناطق السوفياتية السابقة الإسلامية. ومن المعروف ان المدعو "ابو عمر الشيشاني" كان قد وجه في فترة سابقة التهديدات ضد روسيا والرئيس فلاديمير بوتين بالذات. ويقاتل تحت قيادة هذا المجرم الكثير من المسلحين من أصول روسية ومن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق المستعدين لنقل "قتالهم" الى المنطقة السوفيتية السابقة.
ما له دلالة فضائحية انه ليس بعمر انما اسمه الحقيقي تارخان باتيراشفيلي، ولا شيشاني، ولكنه للتمويه اقتنى اسما له إيحاءات عميقة في ذهنية الإنسان العربي والمسلم. فهناك الكثير من الشخصيات الإسلامية المرموقة تحمل هذا الاسم الذي غدى كريما واكتسب نوع من القدسية في القاموس الإسلامي، بما في ذلك لأنه اسم ثاني خليفة للمسلمين، عمر بن الخطاب (رض).وليس هو بالشيشاني وانما هو جورجي من جمهورية جورجيا السوفياتية سابقا من مواليد وادي باكنيس لقد كان باترشفيلي وكما افاد ابوه في طفولته راعي غنم وهو من عائلة تدين بالمسيحية الارثذوكسية.
وعمر الشيشاني هذا وقبل التوجه الى سوريا والانضمام الى صفوف داعش كان يدعى باسم "تارخان باتيراشفيلي" وتدرب على فنون القتال والعلوم العسكرية في جيش جورجيا على ايدي مدربين من الولايات المتحدة وشارك في الحرب مع روسيا عام 2008 وبعد تسريحه في 2010 بسبب إصابته بمرض "السل"، حكمت عليه محكمة جورجية بالسجن لمدة 3 سنوات بعد إدانته بحيازة السلاح بشكل غير مشروع. وتقول الأسطورة التي نسجها عن نفسه انه اعتنق الإسلام في السجن! وهناك وعد ببدء "الجهاد المقدس" ضد الكفار. وبعد اطلاق سراحه توجه المذكور الى تركيا ومن هناك الى سوريا. لكن معطيات والده تيمور باتيراشفيلي تفيد بانه وبعد الإفراج عنه من السجن عاني وعائلته من الفقر الشديد، ولم يجد مفرا غير الرحيل الى تركيا للارتزاق، ومن هناك التحق مرتزقا في صفوف داعش، وكان يحول بعض المال لعائلته لكنه انقطع في الفترة الأخيرة لانقطاع سبل التوصيل على ما يبدو. ان هذا التاريخ غامض يلقي الكثير المزيد من الضلال على هذه حقيقة شخصية عمر الشيشاني وتتوارد للذهن خواطر عن احتمال تجنيده وهو في طريقه الى سوريا لتنفيذ أجندة مخابراتية من قبل قوى ما او إعداده لتفجير شمال القوقاز مستقبلا بعد اغتيال زعيم الانفصاليين الشيشان دوكو عمروف. ان تاريخ المخابرات تعج بمثل هذه العمليات. وتقول الخرافة المنسوجة عن شخصية تارخان باتيرشفيلي انه وبعد أن الانضمام إلى صفوف "داعش"، والقتال في سوريا والعراق، اثبت ، "نفسه كاستراتيجي عسكري بارع"! وشارك على سبيل المثال في تحضير خطة عملية الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية. ويقال ان الكثيرين من أبناء روسيا و الجمهوريات السوفيتية السابقة يقاتلون الان تحت قيادة ابو عمر الشيشاني. ويعتبر هؤلاء ان رسالتهم في هذه الحياة هي نشر القتال في المنطقة السوفيتية السابقة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد تحدث عن وجود عدد غير قليل من المواطنين الروس الذين يقاتلون الى جانب "الدواعش" في سوريا والعراق، من جانبه هدد ابو عمر الشيشاني عدة مرات شخصيا ببدء القتال في روسيا ووعد بتقديم مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لقاء رأس الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف( تصم لائحة زعيم الإرهابيين كذلك أسماء 11 شخصا من قيادة جمهورية الشيشان ) حيث وعد لقاء قتل كل منهم مكافآت مالية تتراوح قيمتها من 500 الف دولار الى 4 ملايين دولار؟). ومن الملفت للنظر ان سلطات الولايات المتحدة أدرجت في سبتمبر من العام الجاري ابو عمر الشيشاني الى قائمة "الإرهابيين العالميين". وهناك معطيات تشير الى ان عمر الشيشاني قام بقطع رأس المهندس الروسي سيرغي غوربونوف ولذا ف يمكن القول ان الهدف الرئيسي للقتال العالمي بات يشمل ليس فقط الولايات المتحدة والدول الغربية، بل و روسيا التي تبدي نفسها كمركز بديل للقوة يمثل العالم غير الغربي.