TOP

جريدة المدى > عام > ضوء بغداد

ضوء بغداد

نشر في: 9 نوفمبر, 2014: 09:01 م

منذ صغري وانا اهوى السفر واكتشاف الجديد في كل مدينة او بقعة ارض جديدة اذهب اليها .. والى بغداد مدينتي حيث أعود اليها .. وافضل السفر فجراً لأرى بغداد وهي تستقبل الضوء .. خيوط فجر جديد .. ومساءً وانا أعود اليها وهي ترتسم بين أضواء المساء لتتحول بعد حين

منذ صغري وانا اهوى السفر واكتشاف الجديد في كل مدينة او بقعة ارض جديدة اذهب اليها .. والى بغداد مدينتي حيث أعود اليها .. وافضل السفر فجراً لأرى بغداد وهي تستقبل الضوء .. خيوط فجر جديد .. ومساءً وانا أعود اليها وهي ترتسم بين أضواء المساء لتتحول بعد حين الى لوحة يرتسم الضوء فيها حين يلفها ظلام الليل الدامس.
منذ ان غادرت بأول طائرة أواسط الأربعينات حتى اليوم ، صار هذا الفضول لازمة لاتفارقني .. وكنت – وهذه الحالة أشير اليها أول مرة –اشعر باستقرار وأمان وراحة نفسية حين تكون الطائرة التي أسافر فيها من بغداد وأعود اليها طائرة عراقية ..! حتى انني وبعد ان عادت الخطوط الجوية العراقية الى رحلاتها بعد توقف طويل .. وكنت مسافراً في واحدة من الرحلات الى باريس وقفت في باب الطائرة وقبلت الطائرة وبكيت - فرحاً -.
منذ أسابيع عدت من عمان الى بغداد .. واستغرب كثيرون من هذه السفرة المفاجئة وأخبار بغداد (مو خوش أخبار) كما يقولون ، والكثيرون يغادرون الى أماكن اكثر أماناً..
الغريب إنني كنت احمل تفاؤلاً في داخلي وشوقاً عميقاً اليها تجاوز قلق الآخرين .. وخلال ساعة ونصف من الطيران المريح كنت ومنذ البدء مشوقاً لرؤيتها في ظلام الليل وضوئه .. فكم (تغزلت) بها من خلال أضواء الناس الموقدة ليلاً ترسم من خلالها الدروب والشوارع والبيوت وقلوب ناسها الطيبة المليئة بالأمل والطيبة والمحبة ..
وادلهمّ الظلام من (علٍ) وارتسمت بغداد من خلال الضوء لوحة كنت من خلال شباك الطائرة التقط أجزاءها ومشاهدها المضيئة واحس بحركة تدافع بين الظلام والضوء .. واراها حين ابعد عيني عن الشباك قليلاً لأرى (لوحة بغداد) اكثر سعة وارحب مدى .. أرى ضوء بغداد يشيع بجمالية متحركة تدفع الظلام لتكون البقع المضيئة اكثر رحابة وسعة .. وتظل البقع المظلمة رغم اتساعها في أجزاء هنا وهناك متساقطة وهي في صراع لم ينته .. لكن الضوء يكاد يقترب وان طال الوقت – برسم لوحة بغداد .. ولوحة العراق كله .. تلك اللوحة الجميلة الحلوة المتحدية من اجل ناسها الطيبين الذين يرسمونها بأمانة وصدق ..
بكيت فرحاً وأملاً وانا اقترب من الأرض .. ارض كل العراقيين ومن اجل حقيقة ناس هذه الأرض الباسلين المخلصين ..
وحين وصلت ارض المطار ونزلت ، أحاطني الطيبون من المسؤولين يستفسرون عني وعن محنتي .. وقلت انا بخير ما زال شعب العراق بخير .. ضحكوا و رددوا ..
عند عيناك ..!
وتبادلنا القبلات ..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram