TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > داعش يعاني من انتكاسات فـي سوريا و العراق

داعش يعاني من انتكاسات فـي سوريا و العراق

نشر في: 9 نوفمبر, 2014: 09:01 م

ترجمة المدى بالنسبة الى قوة بنت سمعتها على الزخم و المناعة ضد الانكسار، تعاني مجموعة داعش اليوم سلسلة من الانتكاسات العسكرية في العراق و من مأزق في مدينة عين العرب ( كوباني) الحدودية السورية الصغيرة . لقد ولّت تلك الأيام عندما كان بمقدور هذه المجموع

ترجمة المدى

بالنسبة الى قوة بنت سمعتها على الزخم و المناعة ضد الانكسار، تعاني مجموعة داعش اليوم سلسلة من الانتكاسات العسكرية في العراق و من مأزق في مدينة عين العرب ( كوباني) الحدودية السورية الصغيرة . لقد ولّت تلك الأيام عندما كان بمقدور هذه المجموعة الاستيلاء على مناطق في كلا البلدين بسهولة نسبية. مشاكلها الجديدة – بما فيها خسارة إيرادات النفط – تثير تساؤلات حول مدى قدرتها على الاستمرار في تجنيد مقاتلين يرغبون الانضمام الى الفائز . يقول فيصل إيتاني زميل مجلس الأطلسي " كان تنظيم داعش يدير حملة نفسية فاعلة لتخويف منافسيه و جذب الدعم و المجندين. اما اليوم فان الحاجة الى الحفاظ على سمعته تحدّد خياراته". هذا ينطبق بشكل خاص في مدينة كوباني، حيث من المتوقع ان يكون انسحابه الوقائي، أمام القصف الجوي للتحالف و المقاتلين الكرد على الأرض، مكلفا جدا .
القتال الطويل في كوباني يصرف انتباه داعش عن مناطق ذات أهمية ستراتيجية أكثر في سوريا و العراق. بعد ما يقرب من شهرين على شنّ مجموعة داعش هجومها الصاعق على هذه المدينة الحدودية، نراها تتعثر في معركة مكلفة تزداد تخندقا . يقدّر ناشطون سوريون و كرد ان 600 من مقاتلي داعش قتلوا – و هي أكبر خسارة للمجموعة منذ هجومها و استيلاءها على اجزاء واسعة في سوريا و العراق خلال الصيف الماضي . يقول السكان الكرد يبدو ان المجموعة تعاني من قلة أفرادها و أنها تجلب مقاتلين و مجندين جدد لا خبرة لهم لتعزيز المدينة، و هذا يشمل أفراد قوة شرطة داعش المعروفة باسم " الحسبة " الذين يجري تعيينهم من المدن القريبة مثل الرقّة و المنبج الواقعة تحت سيطرة المجموعة . يقول أحد الناشطين رفض ذكر اسمه " الكثير من أفراد الحسبة غادروا الرقّة خلال الأسبوعين الماضيين متوجهين الى كوباني، لكنهم ليسوا مقاتلين "، و يقول الناشط فرهاد شامي من سكان كوباني " الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي استهدفت داعش ألحقت به خسائر كبيرة ما جعله يترك جثث قتلاه تتعفن في الشوارع ".
في خطوة اعتبرها بعض المراقبون دلالة ضعف، نشر داعش مؤخرا شريط فيديو يصوّر صحفيا بريطانيا أسيرا و هو " ينقل " الأخبار من مكان على انه كوباني، و يقول في الشريط " ان المعركة على وشك الانتهاء و ان داعش يقوم بتطهير المنطقة ".
لكن رغم مرور سبعة أسابيع على القتال الشرس و التعزيزات على كلا الجانبين، فان مواقع القتال حول كوباني لازالت على حالها كما كانت قبل عدة أسابيع، حيث يسيطر داعش على ما يقرب من 40 بالمائة من المدينة ، حسب ناشطين و مراقبين سوريين و أكراد .
كما عانى داعش مؤخرا من خسائر على عدة جبهات في العراق ايضا، حيث أنه يقاتل القوات الحكومية و البيشمركة و الحشد الشعبي بمعاونة إيران و حزب الله اللبناني ، ففي الأسبوع الماضي استعادت القوات العراقية مدينة جرف الصخر، و خسر داعش الشهر الماضي مناطق ربيعة و المحمودية و زمّار و سلسلة من البلدات قرب الحدود السورية. كما نجحت القوات العراقية المحاصرة في إدامة السيطرة على أكبر مصفى نفطي في البلاد خارج مدينة بيجي شمال بغداد رغم محاولات داعش العديدة للسيطرة عليه .
ان تناقص عائدات المجموعة في العراق يعكس حقيقة كونها تسيطر على المناطق المأهولة بالسنّة ، و من الصعب عليها غزو المناطق المأهولة بالشيعة . لكن حتى في المناطق السنية ، يتوجب على المجموعة التعامل مع المعارضين. على مدى الأيام القليلة الماضية إرتكبت المجموعة مجزرة من خلال قتل أكثر من 200 شخص من عشيرة البو نمر السنية في ما يمكن اعتباره انتقاما من العشيرة لوقوفها الى جانب القوات الأمنية العراقية، حيث تنظر اليهم المجموعة على أنهم يشكلون تهديدا لها .
المصاعب التي تعاني منها المجموعة كبيرة جدا بالمقارنة مع السهولة النسبية التي استولت بها على مدن في العراق و سوريا خلال الصيف مستغلةً سمعتها ، وتفكك القوات الأمنية، إضافةً الى شعور السنّة بالمظالم. اما في سوريا فقد استغلت المجموعة فوضى الحرب الأهلية في مسك مدن و قرى تخلّت عنها الحكومة ، و تمكنت من طرد المنافسين منها .
في الوقت الذي وصلت فيه المجموعة الى كوباني، كانت تمتد على عدة جبهات، حيث استولت على عشرات القرى الكردية و على ثلث المدينة في تقدّم صاعق دفع المدنيين الى الهرب عبر الحدود الى تركيا بعد توقعهم سقوط المدينة بيد المسلحين خلال أيام . في سوريا، بعكس العراق الذي ألفوه لسنوات، وجد مقاتلو داعش أنفسهم في بيئة غريبة و غير مألوفة التضاريس و يواجهون مقاتلين أكراد مندفعين ذوي مرونة عجيبة . يقول شاشانك جوشي الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا " كان الجيش العراقي قوةً محبطة جدا لا ترى أي غاية في القتال من أجل حكومة مشكوك في مصداقيتها. بينما الكرد يقاتلون في معركة وجود حقيقية ".
في الأسبوع الماضي انتشرت قوة من 150 مقاتلا كرديا في كوباني مع أسلحة متطورة تشمل صواريخ مقاومة للدبابات و مدفعية لمساعدة أشقاءهم السوريين في الدفاع عن المدينة، حيث وفروا تغطية مدفعية للمقاتلين الكرد في كوباني، لكن من المبكر الحديث عن إحداث تغيير على الأرض .
من جانبه قال الوزير العراقي بيان جبر ان داعش يقاتل في الكثير من المعارك، و توقّع انتفاضة سنّية في محافظة الأنبار بعد المجازر التي استهدفت عشيرة البو نمر ، حيث قال " أعتقد ان مجموعة داعش بدأت تتلاشى ".

عن: ديلي ستار

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

متابعة/ المدى أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه لا يمكن العودة إلى القتال والدمار في غزة، مشدداً على ضرورة استمرار وقف النار في القطاع. وقال، إن"إخراج سكان القطاع من أرضهم تطهير عرقي"،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram